فلاح الكناني
فنون غناء عراقي -2
بواسطة فلاح الكناني, 21st March 2014 عند 11:15 PM (591 المشاهدات)
أغانيالمهد؛ (الدللول)سميت أغاني المهد بأسماء عديدة تتناسب وطبيعة كل مجتمعولغته، فهي بالنسبة لنا نحن العرب، معروفة بأغنية المهد أو ترنيمة المهد. وفيالعراق نسميها (دللول). إن الفعل من هذا التركيب (لولى) أو (يلولي) ومن المعروف فيالعائلة العراقية انه عندما يبكي الطفل تقول الجدة لأمه:
لو ليله خلي إينامأو : لو ليله حتى إينامتبدأ مرحلة أغاني المهد (الدللول) من اليومالأول من عمر الطفل وتستمر معه حتى الشهور السبعة الأولى تقريبا"، أي طول ملازمتهللكماط (القماط) والكاروك (المهد). والقماط هو أول لباس يرتديه الطفل عندما يولد.إن أغنية المهد (الدللول) قد يرجع عهدها إلى قدم وجود الإنسان في وادي الرافدين غيرإنها مرت بمراحل تاريخية عديدة أكسبتها كل مرحلة منها طابعها الخاص وفق الظروفالمحيطة بها .ومما يؤكد بان أغاني المهد قديمة قدم وجود الإنسان هو انهأينما وجد الطفل فان أمه تغني له حتى ولو بهمهمات غير مفهومة ولا معنى لها. بعد أنتقوم الأم العراقية بتقميط وليدها ووضعه في حجرها تبدأ بالرضاعة وتبدأ تمارس أغنيةالمهد مهدهدة إياه حتى يغفو فتضعه عند ذلك في الكاروك (المهد) .إن الحديثعن (الدللول) يعني الحديث عن ألأم العراقية، عن الدنيا وما ضمت وعن العالم وما حوىوعن ما تتمناه ألأم لأبنها (ابنتها) عندما يشب ويكبر معبرة بذلك عن ما يجيش بهقلبها الكبير من أرق العواطف وأسمى معاني الحنان والتضحية. إن ظهور الحركة النغميةعند الإنسان اكثر قدما من ظهور اللغة، وبما إن الأم العراقية ترتل كلمة (لو) و (لولو لو) عن طريق لسانها وبسرعة ثم تترنم بعدها بكلمة (لو لوا) أو (دللول) وتنشد وفقمزاجها الآني الذي يعبر عن وجودها الذي عاشته وتعيشه. إن هذا الأسلوب من الأداءالنغمي يجعلنا أن نعتبر أغنية المهد (الدللول) من حركة نغمية تظهر آثارها علىطباعها العام .وعلى الرغم من إنها غنائية في جوهرها فان للكلمات والحركةالتي تؤديها الأم والمنسجمة مع إيقاع الحركة الناجمة عن هز المهد أو هز رجل ألامعندما يكون الطفل مستلقيا" في حضنها مع الضربات الخفيفة التي تربت بها ألام بيدهاعلى ظهر أو جنب وليدها .. كل ذلك له أهمية بالغة في تكوين هذه الترنيمة.إنالنص الشعري والنغم والإيقاع (الحركة) كلها عناصر تعبر عن وحدة واحدة هي أغنيةالمهد، فكل عنصر من هذه العناصر لا يمكن الحكم عليه إلا من خلال رؤيته متوحدا" معالعناصر الأخرى. بما إن كل أم عراقية تغني ما تشاء في هذا المقام ووفق مزاجها الآنيوتأثرها بالمحيط الذي تعيش فيه، وجدت إن من الأفضل أن انتقي النماذج التي تمثلمناطق جغرافية متباينة علما بأنني قد جمعت الكثير عبر مسوحاتي الميدانية بهذاالشأن. وخلال مرحلة الرضاعة من عمر الطفل تمارس ألأم أنواعا أخرى من الأغانيالشعبية وهي:
أغاني الترقيصوهي أغان ترددها ألام لوليدها لملاعبتهومداعبته وتدليله تمارس ألام هذه الأغاني بعد أن يبلغ عمر الطفل (6 ـ 7) اشهرتقريبا حتى انتهاء فترة الرضاعة. تتصف المرقصات بصغر مقطوعاتها التي تكررها ألاممرات عديدة كما إنها تتميز في أدائها بالرقة وخفوت النبرة ومرحة، وهذه الأغاني تكونعلى نوعين: نوع خاص بالطفل الذكر، ونوع آخر خاص بالأنثى .
أغاني التعليمإنها أغان خاصة بتعليم الطفل بعض الأمور الحياتية كالابتسامة، الضحك،التصفيق، النطق ومن ثم الكلام، وتنقله مرحلة الحبو إلى الوقوف ثم المشي، وتساعدهعلى تعليم العدد باستخدام أصابعه وترويضها، وتروض عضلات رأسه وتشجعه على تناولالطعام وتخفف عنه آلام بعض الأمراض وغيرها. إن المرحلة العمرية الخاصة بأغانيالتعليم تكون متداخلة ما بين مرحلة أغاني المهد ومرحلة أغاني الترقيص.
أغنية الطفل الشعبية العراقيةأغنية الطفل شكل من أشكال التعبيرالشعبي ، وكأي موروث أثرت وتأثرت بما يجاورها من معطيات الطفولة حيث صارت عبر الزمنشكلا مميزا" بأنواعه وأهدافه تتماشى مع ميول ورغبات الأطفال مليئة بالقيم والمثلوالعادات وأحداث البيئة التي نشأت وترعرت فيها إضافة الى كونها تاريخ ولغة وأدب وفنولعب ومتعة .في العراق وكنتيجة حتمية لوجود البيئات الجغرافية الثلاث ) البادية ـ الريف ـ المدينة ) فقد نشأت صيغ متنوعة من أغاني الأطفال الشعبية وهيثرية في البنية النغمية والإيقاعية وغالبا" ما تكون الأغنية مرافقة للعبة شعبيةيمارسها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن ( 7 ـ 12) سنة على وجه التقريب .