فلاح الكناني
فنون غناء عراقي
بواسطة فلاح الكناني, 21st March 2014 عند 11:14 PM (317 المشاهدات)
أنواع الغناء العراقي ..
إعداد - حسين قدوري
المقام العراقي
المقام العراقي، صيغة من صيغ الغناء لا تجد له مثيلا" في أي بلد عربي آخر. ومن هنا جاءت تسميته بـ (المقام العراقي). وللمقام العراقي أصول فنية ثابتة ومتوارثة عبر الأجيال جعلته يندرج ضمن ما نطلق عليه (الغناء التقليدي)، أي ذلك الغناء الذي نشأ ونما وتطور في المدينة. وبالفعل فان المقام العراقي كان ولا زال يؤدي في مدن العراق الرئيسية (بغداد ـ الموصل ـ كركوك) وأدته بعض المدن الأخرى ولكن في حدود ضيقة.ويمكن القول إن بغداد كانت وما تزال الموطن الرئيس لهذا اللون من العطاء النغمي حتى اخذ البعض من محترفيه يسمونه بـ ( المقام البغدادي ( .
إن كلمة (المقام) عرفت في العراق في أواخر القرن الثامن الهجري حيث وردت في المخطوطات الموسيقية العربية ولم تظهر تلك الكلمة قبل ذلك على ما يبدو ولا تتوفر المصادر التي تشير إلى خلاف ذلك. ولكن بعضها يشير إلى وجود خصائص في أساليب الغناء البغدادي الراهن انحدرت من الصيغ المقامية التي قد يعود تاريخ نشوءها إلى العصر العباسي. يمثل المقام عملية ارتجالية فريدة في الموسيقى العراقية ويعتمد تطوره على عاملين أوليين هما (الحيز النغمي) و) الزمن) ويعتمد بنية المقام على مدى الثبات أو الحرية الذي يبديه أحد هذين العاملين، ويكون عنصر الحيز النغمي في ظاهرة المقام منتظما ومصاغاً " بصورة واضحة إلى الحد الذي يجعله يمثل عاملا" حاسما" وأساسيا" في المقام العراقي، بينما لا يخضع العامل الزمني الإيقاعي إلى تنظيم محدد وثابت وفي هذا الجانب بالذات تكمن الصيغة الأكثر جوهرية بظاهرة المقام ونعني تنظيما" حرا" للجانب الزمني الإيقاعي وتنظيما" ثابتا" وإلزاميا" لعامل الحيز النغمي.
إن كيان هذا النمط من الغناء يظهر في تجمعات نغمية يتحقق تجمعها وتأليفها وفق قواعد وأسس اصطلح عليها أصحاب هذه الصنعة بحيث تبدو سليمة المنحى وذات محتوى مقبول وإطار جامع، وبهذا كثرت جمهرة المقامات العراقية بكثرة التجمعات النغمية فصار لكل منها اسم يعرف به ولكل منها هيئة تحفظ على ما هي عليه يتلقنها بالطريقة الشفاهية فريق عن فريق دون تحوير أو تغيير باستثناء ذلك الذي يجريه مشاهير قراء المقام وكبارهم من زيادات نغمية أو تصرفات لفظية يتلقاها تلامذة هذا اللون من الغناء وهواته وكأنها نماذج لمدرسة أو أسلوب متطور في المقام تنسب لأساتذتهم وروادهم.
لقد تأثر المقام العراقي بخصائص الأقوام الأخرى التي اتصلت بالشعب العراقي عبر التاريخ شأنه في ذلك شأن الفنون الأخرى ، وكان تبلور الصيغ المقامية إحدى النتائج التاريخية التي ظهرت في العراق في المدة التي تفصل بين العصر العباسي وجيلنا الحاضر. ترافق المقام العراقي فرقة ) الجالغي البغدادي ) ، وهي فرق موسيقية صغيرة تتألف من العازفين على الآلات الموسيقية ( السنطور ـ الجوزة ـ الطبلة ـ الدف ـ النقارة ) ويفترض في العازفين أن يجيدوا العزف على آلاتهم إلى جانب معرفتهم التامة بأصول المقام العراقي وقواعده إضافة إلى تمتعهم بملكة جمال الصوت لأن مهمتهم لا تقتصر على العزف وإنما تتعداها إلى غناء ( البستات ) التي يقومون بترديدها في ختام المقام لتسمح لقارئ المقام بالراحة والاستعداد للانتقال إلى مقام آخر.
و(البستة) أغنية ذا مقطعين يسمى الأول (المذهب( ويسمى الثاني (الغصن) ويكون دليل نغمها من ذات النغم الذي يؤدي به المقام .
المربع
لون من ألوان الغناء الشعبي الشائع. في البدء كان يمارس في المناطق الوسطى من العراق ولكن عبر الزمن تمركز في بغداد فقط. يؤدي المربع في الليالي الرمضانية والأعياد والترهات (الكسلات). يغنى المربع باللهجة العامية ) المحكية) وعلى الحان بعض المقامات العراقية وغالبا" ما يكون إيقاعه من وزن الجورجينه (10 / 16) أو من إيقاع الوزن البسيط (2/4). ينفرد في غناء المربع شخص واحد يقوم بالغناء مع حركات تعبيرية وهو واقف أمام جماعته الذين يفترشون الأرض على شكل دائرة أو شبه دائرة ويسمون بـ (الردادة) يستخدم قسم منهم التصفيق بالأيدي تعزيزا للإيقاع وبمعدل (صفقتين) في (المازورة) الواحدة. أما القسم الآخر، منهم من يعزف على آلة (الخشابية) وهي آلة إيقاعية يعزف عليها شخص واحد ويكون عادة واقف بجانب المطرب. والآخرون يعزفون على آلات إيقاعية أخرى (الطبلة ـ الدربكة) و(الدف = الرق). لا تزال (المربعات) تلقى محبة وإعجاب المستمعين.
إضافة إلى ما ذكر من أنماط غنائية عراقية أصيلة، توجد أنواع أخرى من الموروثات النغمية. وهذه الموروثات تندرج ضمن مفهوم الغناء التراثي الشعبي وهي خاصة بأعز مرحلة عمريه في حياتنا، مرحلة الطفولة.
وفي مقدمة هذه الموروثات النغمية هي:
تابع