فلاح الكناني

المسرح : المحور الثالث

تقييم هذا المقال
بواسطة فلاح الكناني, 19th March 2014 عند 11:15 PM (305 المشاهدات)
ثالثا الأسلوب المسرحي
(المذاهب المسرحية)
يعتمد الأسلوب الدرامي على طبيعة رؤية الكاتب المسرحي للإنسان والواقع،وكيفية إدراكه للبشرية والعالم الذي يعيش فيه،ويختلف الأسلوب الدرامي من عصر إلى آخر،ومن أهم الاتجاهات الأسلوبية أو المذاهب المسرحية التي ظهرت:-

وهو اتجاه ساد في بدايات القرن السابع عشر الميلادي حتى قرب قيام الثورة الفرنسية في نهايات القرن الثامن عشر،وكان امتدادا لعصر النهضة في إيطاليا ،من حيث تقديس الأعمال اليونانية والرومانية القديمة، واعتبارها نماذج مثالية يجب أن تحاكى ،إذا ما أريد للفن الناهض الخلود,وقد وضع الكلاسيكيون شروطا معقدة لكتابة الدراما منها
التراجيديا
أن تستمد موضوعاتها وشخصياتها من مشاكل الملوك والأمراء وطبقات المجتمع العليا ..وان تنتهي نهاية حزينة ..ويجب أن تكتب كلها شعرا رصينا يتسم بالجودة
الكوميديا
تستمد موضوعاتها وشخصياتها من مشاكل الطبقات البسيطة والمتواضعة،وتنتهي نهاية سعيدة،ولغتها قريبة من لغة الحياة اليومية
أعلام الكلاسيكية
في التراجيديا (كورني)و(جان راسين).. وفى الكوميديا موليير

وظهرت في أواخر القرن الثامن عشر ،وظلت سائدة حتى منتصف القرن التاسع عشر.وتعتبر ثورة عارمة ضد القواعد الكلاسيكية وأصولها .. ويستمد الرومانسيون موضوعاتهم من التاريخ القومي وغير القومي ورفضوا الوحدات الثلاث،والمعقولية ومشاكلة الواقع،وعدم الخلط بين عناصر التراجيديا وعناصر الكوميديا... وتميزت الرومانسية بالتجارب الشخصية الداخلية ،والخيال المطلق الجامح،والإيغال في الشاعرية،والمغامرات والموضوعات العاطفية المسرفة،وعدم الالتزام بشخصيات طبقة معينة
أعلام الرومانسية
فيكتور هوجوفى فرنسا ومن أهم أعماله الرومانسية(كرومويل-هرنانى)،وكليست زيم في ألمانيا،

بدأت في منتصف القرن التاسع عشر بفرنسا كحركة مضادة للرومانسية، ومن أهم ملامح المدرسة الواقعية,استخدام حوادث قليلة واقعية،وعدم الاهتمام ببناء تعقيدات ومفاجآت وحيل درامية ملفقة،وعدم الاهتمام بتصوير الشخصيات عن طريق التأكيد على مشكلاتها ودوافعها،وأهميتهافى صياغة البطل الذي يكون غالبا من عامة الناس،إن لم يكن من أحط الطبقات الواقعية
أعلام الواقعية
النرويج هنريك إبسن والايرلندي جون اوكيزى.. وبلزاك ،وستا ندال،وفلوبير في فرنسا وفى مصر نعمان عاشور وسعد الدين وهبة،ويوسف إدريس

والفن في نظر أنصار هذه المدرسة يجب أن يكون علميا في موضوعه ومنهجه،وقد اشترط إميل زولا رائد الاتجاه الطبيعي على الكاتب المسرحي أن يختار شريحة من الحياة اختيارا موضوعيا-أي بلا تدخل منه_ وان يجعل شخصياته تتفاعل مع الأحداث طبقا للقوانين الخاصة بالوراثة والظروف الاجتماعية بكل ملابساتها. ولقد كان هذا الاختيار يتم عادة من الجانب المريض والمتداعي للمجتمع،بل ومن أوجه الحياة المنحطة في المجتمع
أعلام الطبيعية
فى فرنسا إميل زولا(1840-1902)هنري بيك في مسرحيتيه(الغربان-الباريسية)و أوجست سترندبرج في(الآنسة جوليا)وماكسيم جوركي في(الحضيض)

ظهر في فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كرد فعل لمذهبي الواقعية والطبيعية التي نشأت من تأثير الكشوف العلمية،وتغليب الأحكام المنطقية... ويرى أنصار هذا المذهب أن الحقيقة تكمن في أعماق الأشياء،وفى عقل الإنسان الباطن؛ولذلك كانت أفكارهم مجردة،ورؤيتها في وقائع وشخصيات محسوسة،بغية تفسير الحقيقة النفسية أو الأخلاقية،والوسيلة لهذا التجسيد مادة أسطورية،أو واقعية. ويعتمد المسرح الرمزى على عناصر العرض المسرحي:كالإضاءة،والموسيق ،والديكور وذلك لخلق مناخ نفسي
أعلام الرمزية
ميترلنك، وهنريك إبسن في(براند-بيرجنت)، وسينج، وكلوديل،هاوبتمان،سودرمان

وظهر في ألمانيا كرد فعل للطبيعية والتأثيرية مابين سنتي 1905و1925.. وكانت التعبيرية تهدف إلى تصوير أعماق النفس البشرية،وتجسيد مكنونات الفعل الباطن، لان حقيقة الإنسان تكمن أساسا في أعماق ذاته،لا في المظاهر الحسية.
وتتميز المسرحية التعبيرية بشخصية رئيسية ،تعتبر بوق المؤلف.وتعانى هذه الشخصية من أزمة نفسية حادة،وتسبح مع الشخصيات الأخرى في جو ضبابي غامض،وتمارس أفعالا غير مترابطة،أشبه بالحلم،ولغتها مركزة وتلغرافية في قصرها.
وتلعب الإضاءة والموسيقى والديكور دورا أساسيا في تهيئة الطقس الغائم ،والرحلة اللا عقلانية
أشهر المسرحيات التعبيرية
الحلم-سوناتا الشبح-من تأليف 0(أوجست سترندبرج)وغاز رقم1-وغازرقم2\من تأليف(جورج كايزر)

ازدهرت هذه المدرسة في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين... ولقد رأى السرياليون بأن الواقع لا يدرك بالوعي،ولكن باللا وعى وباللا معقول... لذلك هدفوا إلى الكشف عن الواقع والمنطق التقليديين .والحقيقة في نظرهم تتمثل في غياب المنطق ،وإلغاء المواضعات الدينية والأخلاقية،وتحرير اللاوعي ليعبر عن مكنوناته ،وهو في أشبه بالحلم،الذي يترك أمر تفسيره للمتفرجين
أشهر المسرحيات السريالية
الملك أوبو من تأليف (الفريد جارى)،وعروس في برج إيفل من تأليف(جان كوكتو)وويليام سارويان ومن أعماله السريالية(بلاد الأحلام)

يعتقد أنصار هذا المذهب بان لكل شيء وجود وماهية... والوجود هو تواجد الشيء بالفعل في حيز هذا العالم ،أما الماهية فهي مجموعة الخصائص التي يتميز بها الشيء الموجود،ويعتقد الفيلسوف الوجودي الملحد جان بول سارتر أن وجود الأشياء يأتي بعد ماهيتها إلا مع (( الإنسان)).إذ أن وجوده يتحقق أولا ، ثم تتحقق ماهيته،وعلى هذا فهو حر، وهو مسئول عما يفعله، أما الوجودية المثاليةالتى يقول بها كيركجارد،جابريل مارسيل،وكارل ياسبرز فتقول بعكس ذلك
أشهر المسرحيات الوجودية
العالم المكسور-روما لم تعد روما من تأليف جابريل مارسيل،الذباب-الشيطان والرحمن من تأليف جان بول سارتر

وينسب هذا الاتجاه في المسرح إلى الكاتب الألماني برتولد بريخت... والمسرح الملحمي باتجاهه وأفكاره وحرفيته يعارض المسرح التقليدي أو الدرامي أو الأرسطي كما يسميه بريخت. ويعتمد المسرح الملحمي أساسا على سرد الأحداث لا تجربتها على خشبة المسرح تجربة درامية،وعلى جعل المتفرج مجرد مشاهد يقظ الفاعلية، وعلى مواجهته بقضية تحمله على اتخاذ موقف ثوري ضدها بعد دراسته وتأملها عقلانيا ....وإذا كانت المسرحية الملحمية البريختية مفككة المشاهد،وسردية الطابع فإن خطرها يكمن في مطالبة متفرجها بتغيير الوضع الاجتماعي والاقتصادي القائم
أشهر المسرحيات الملحمية
وكلها من تأليف بريخت( الإنسان هو الإنسان،الأم شجاعة،جاليليو،الأم الطيبة من ستشوان، دائرة الطباشير القوقازية،السيد بونتيللا وتابعه ماتى)

يطلق مصطلح العبث_أو اللا معقول_ على بعض أعمال مجموعة من كتاب المسرح ظهروا في خمسينات القرن العشرين،ولهؤلاء الكتاب موقف فلسفي شبه متوحد إزاء ربكة الإنسان وتأزمه في هذا العالم الذي يبدو بلا هدف أو معنى ّفكدح الإنسان وشقاؤه أشبه بكدح سيزيف الذي قضت عليه الآلهة بان يحمل صخرة،وينقلها إلى قمة الجبل،ولكن لا تلبث أن تتدحرج وتتهاوى إلى السفح،فيعاود بها الصعود إلى القمة مرة بعد مرة.... وهكذا يظل يكرر هذا العمل بلا أمل في نهاية،ولعل العذاب الحقيقي لا يتأتى من عبثية ما يعمل فحسب،وإنما في تكرار ما يفعله,وهذا هو وضع الإنسان..... ومع أن المسرحيات العبثية تبدو جادة ،إلا أنها تتضمن مواقف كوميدية ساخرة ،وأشد ما تكون السخرية ،بما يصم الحياة بأنها لا منطقية ولا معقولة،وأنها مزحومة بمواضعات لا معنى لها
من أعلام مسرح العبث
صمويل بيكيت، ومن أعماله(في انتظار جودو-اللعبة الشريط أخيرا) ،ويوجين يونسكو،ومن أعماله(الكراسي –المغنية الصلعاء)،آرثر آداموف،ومن أعماله(الخدعة- الغزو-الأستاذ تاران)،وجان جينيه ومن أعماله(الخادمتان-الشرفة-السود-الحواجز)،وفى مصر توفيق الحكيم في مسرحيتي( يا طالع الشجرة ،والطعام لكل فم)وصلاح عبد الصبور في (مسافر ليل)ويوسف إدريس في (الفرافير)

وظهرت كحركة مضادة للمذهب الواقعي،وتجديد المسرح والمسرحية للأغراض الأدبية الخالصة البعيدة عن الأفكار،والتي لا تنشد إصلاحا،ولا تهتم بنقد المجتمع أو التبشير بفلسفة اجتماعية خاصة وتدعو الصوفية إلى التخلص من مادة هذا العالم،والاندماج في الذات الإلهية
من أعلام الصوفية
أ.ج.م.سنج(1871-1909)،وليدى أوجست جريجورى(1859-1932) ومن أعمالها(الرجل المسافر-)،ووليم بتللر بيتس(1865-1939)

وهى ذلك المذهب الفلسفي الذي يحاول إثبات وجود الأفكار في عقل الإنسان قبل أن يستمدها من التجربة الحياتية،أي أن الإدراك العقلي المجرد سابق على الإدراك المادى المجسد ،وتعود جذور هذا المذهب إلى فلسفة ديكارت،ويرى شو أنه يجب أن يتحول المسرح إلى جدل عقلاني بحت بين الممثلين ،أو حتى بين الممثلين والمتفرجين ،إذا أمكن ذلك ،فالمسرحية ليست سوى محاولة فنية لإثارة الحوار العقلاني الجاد حول مشكلات الساعة وقضايا العصر
من أعلام العقلانية
ومن أعلام العقلانية في المسرح ،جورج برنارد شو،جالزورثى،وجون أوزبون،وجراهام جرين،وأوسكار وايلد
أهم المراجع

- _نظرية الدراما
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال