ღ همســـــة أســــــى ღ

۩ صوت الجــراح .. بقلــم نبــراس الـــولايــة ۩

تقييم هذا المقال
بواسطة نبراس الولاية, 1st November 2011 عند 11:30 PM (561 المشاهدات)


صحيح أنا مو عراقية لكن كنا ومازلنا
نشاطركم ألامكم

****
صـوت الجـراح

.
.

أنا مجرد صوت مجروح أبعثهُ من بين الصمت المختنق ... ولست سوى طيف لاح وراء لجج البحر.. وبين أغصان النخيل المصلوبة تحت أقدامهم ..
أناضمير يتمرد على أغلال التناسي ... أنا حق يمزق غشاوت الأبصار التي وضعت بأختيار أصحابها ..
بأختيارهم هم ... لايرون ... لايسمعون ... لايتكلمون ... لكن لا !!! أنهم يرون ويسمعون ... لكن الله بعث شياطين البكم عليهم تؤزهم أزاً ... فلا يتكلمون .....
سوف أحكي لكم قصتي .... أنا طفلة عراقية ... أروي لكم هذهِ القصة وعمري شهراً واحد ...لا أدري إن كنتم ستفهمون إيماءات رأسي أولغة دموعي أوصُرخاتي ؟؟ لكني عاجزة عن الكلام الآن ... ولن أنتظر حتى أتعلم
ظننتها ليلةً عاصفة .. سمعت صوت رعود السماء .. وحسبت إنها تصرخ مساندة وتشجيعاً لأمي الحبيبة
التي جاءها المخاض في السرداب .. نعم .. لقد وضعتني أمي في السرداب !!
لم يرقص النسيم طرباً وهو ينقل للآذان صوت الزغاريد .. لم أرى الفخر في عيني والدي وهويرمقني بسعادة ... فالواقع لم أرى والدي لا لم أراه ..!!
السماء كانت تزمجر ... وضوء الشمس يسطع .. والناس من حولي يرتجفون ، هل يشعرون بالبرد؟ !!
خرجت أمي من السرداب تحملني ... حل المساء بسرعة عجيبة وفجأة سمعت صوت ما هذا؟؟
خرجت أمي من السرداب تحملني .. حل المساء بسرعة عجيبة ... وفجأة ... سمعت صوت ماهذا الصوت؟؟!!!!
سمعت الرعد الغاضب من جديد .. كان ضخماً .. نزل من السماء وأشعل النار .. ظننت النار عرائس صفراء ترقص على سطوح المنازل .. أم أذرع الشمس التي أشرقت من جديد بعد ساعة من مغيبها.. قبل أن أدرك طبعاًإنها لم تكن شمساً ... كانت صواريخ الأعداء تقصف بيتنا .. وتهشم المهد الذي أشترته أمي مع أبي بعد شهرين من عرسهما عندما أراد الله لي أن أستقر في قرار مكين وأنثر السعادة وريقات ورود الياسمين كأجنحة تلف حياتهما.. لم يعد هناك وجود لمهدي الصغير لم يعد هناك وجود لمنزلنا ... فجاة تركتني أمي!! ... أخذتُ أتلفت بذهول .. تلك عجوز تصرخ ناحبةً .. ماذا حل بها؟!!..تلك فتاة جميلة ملقاة على الأرض لا تتحرك ولها عينان عسليتان .. لكن .. لكن العينان المفتوحتان بلا حياة .. هناك خطوط على الوجه الجميل .. لم أعثر على رجليها!! ولم أرى خاصرتها!!.... أين بقية جسدها؟؟!!! ألتفت ورأيت كومة عجيبة ............!!

ألتفت ورأيت كومة عجيبة ... رجال فوق بعضهم البعض !! ترى هل يتقاتلون على شيء ... ما تحتهم ؟! .. لكنهم ساكنون لايبدون حراكاً ؟!... أمي !! أمي !! أنا خائفه تعالي ياأمي أحميني .. تعالي وأعيديني إلى بطنكِ الحنون .. لماذا وضعتيني وتركتيني مع بقايا البشر بلارؤوس ولا أرجل وأيدي ينامون وسط الشارع بأعين مفتوحة ؟!.. أنفجرت بالبكاء .. بكيت وبكيت .. حتى عادت أمي وحملتني وهي تبكي معي وتندب الشباب ماذا حل بهم ..
وضعتني قرب جثة غضة تأملت ملامح الشاب الذي أخذ يحدق إلى بعيونه المفتوحة الجامدة هو أيضاً .. جسمه ممزق بالطبع .. لم أدرك آنذاك إن هذا الشهيد هو أبي !!
كنتُ أصغر من أن أعرف أنني سأبقى بقية حياتي أفكر بإنسان مات قبل مولدي بدقائق قليلة وحاسة التذوق هي الوحيده لدي .. فلم تكتمل مشاعري بعد لكي تميز طعم جرعات اليتم المرة وأسقى منها حتى الثمالة
أشعر بالبرد ... أنا جائعه ... أنا عطشى ... أنا خائفه ..
كانت أمي شاحبة .. كئيبه .. متعبه .. تحمل بين ذراعيها ثمرة عرس لم يكتمل حوله ...

كانت أمي شاحبة .. كئيبة ... متعبة .. تحمل بين ذراعيها ثمرة عرس لم يكتمل حوله .. ثمرة صغيرة ولدت وكان أول شيء سمعته صوت الصواريخ وطلقات النار ... أول شيء رأته جثة أبيها الممزقة... بين ذراعين يرتجفان ...
من نقطة تفتيش إلى أخرى ... من بقعة لبقعة ... من هؤلاء الرجال خلف الثياب الخضراء ذات اللون الرملي ؟! لماذا ينظرون إلينا بحقد ؟! لماذا رفعوا تلك العصى الغريبة التي تطلق النار ليرموننا بها؟!
أقتربت أمرأة منهم ورمقت أمي بنظرة قاسية...سألت أمي عن أسمي !! تذكرت أمي أنه لا أسم لى حتى الآن ... نظرت إلى بعينين صارت للعبرات معيناً لاينضب ... قالت بحنان .... أسمها (إيثار) .. ياالله أنا أسمي (إيثار) ..لم يطل أستماعي بوقع أسمي على أذني ... سرعان ما أوشكت عيناي الخروج من محجريها....
وشعرت بصاعقة نارية مؤلمة تحفر لنفسها لحداً في صدري ... سمعت ضحكة طروبة قاسية تعاكس صرخة أمي قبل أن تستقبل روحي أحضان السماء .. ولم أشعر بالغربة ولا الخوف ولا الجوع فقد أستقبلني والدي وضمني إليه .. والتم شملنا عندما وافتنا أمي في الحال .....
رأيت المرارة في الحياة .. والسعادة في الشهادة .. ولا أدري لماذا يتفرج البعض علينا في الأرض بصمت ونحن نموت ونذبح .. وكأننا أكثر من مجرد دراما ستنتهي قريباً ... فبخلوا علينا بأقل القليل وهو رفع الأكف والأستجداء بالدعاء لنا وطلب تعجيل فرج المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
اللهم عجل فرج القائم المنتظر سلام الله عليه وعلى أبائه الطيبين الطاهرين ليزيل هذهِ الغمه عن هذهِ الأمه


أخيراً أتمنى أن تنال شيئاً من أستحسانكم ورضاكم
(وألتمس منكم العذر إن قصرت )
لكم جميعاً خالص ودي وأحترامي
أختــ نبراس الولاية ــكم

















تم تحديثة 2nd November 2011 في 11:19 AM بواسطة نبراس الولاية

التصانيف
ღ ღ

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال