علي جاسم الكعبي

الالهام والوسوسه

تقييم هذا المقال
بواسطة علي جاسم الكعبي, 3rd March 2014 عند 12:33 AM (296 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحي
ونفس وما سواها (7) فالهمها فجورها وتقواها (8) قد افلح من زكاها (9) وقد خاب من دساها (10).


بدايه........ الموضوع ليس شرح هذه الايات المباركه . بل ذكرتها لتقربنا من فهم الموضوع.
قاعده :- اعلم ان التجرد المحض للخير دأب الملائكه المقربين الذين هم في اعلى عليين . ومنهم تفيض الخيرات ... والتجرد المحض للشر سجية الشياطين المردودين الذين هم في اسفل السافلين . ومنهم يتعدى الشر الى الى اتباعهم وجنودهم ..
والرجوع للخير بعد الوقوع في الشر صفة الآدميين ... اذن المتجرد للخير ملك مقرب . والمتجرد للشر شيطان لعين .. والمتلافي للشر بالرجوع للخير انسان ..
ازدوجت في طينة الانسان شائبتان . واصطحبت فيه سجيتان .. وكل انسان مصحح نسبته اما الى الملك او الى الشيطان .. لانه في اول الفطره له قابلية قبول آثار الجميع .. وعندما يخرج من القوه الى الفعل بمزاولة اعمال تنسأ منها للقلب احوال .. اما الاعمال الحسنه فتورث للقلب صفاء وضياء يستعد لقبول الهام الملك .. واما الاعمال القبيحه فتورث للقلب ظلمه وكدوره يستعد بها لقبول وسوسة الشيطان ..
بيان ذلك :_ اذا علمت هذه القاعده ... فاعلم ان الله خلق النفس الانسانيه ذات وجهين .. وجه الى الجنبه العاليه . وهو الباب الداخلي الى عالم الملكوت والغيب ... ووجه آخر الى الجنبه السافله وهو بابه الخارجي الى عالم الملك والشهاده .. ولكل منهما مؤثراته التي يتاثر بها . والنفس تتغير منها وتنقلب في الاطوار حتى تنخرط أما في زمرة الملائكه او في حزب الشياطين .. او تتردد بينهما .. تتوجه النفس الى هذا العالم بواسطة قوى ومشاعر .. ولكل منهما لذه في ادراك ما يلائمها او يماثلها .. وألما في ادراك ما يخالفها او يضادها .. واللذيذ والمؤلم لكل منها غير اللذيذ والمؤلم للاخر .. للبصر المبصرات .. للسمع المسموعات . وللمس الملموسات . وللشم المشمومات . وللذوق المذوقات .. وللوهم الرجاء والخوف ..هذا للمدركات ..اما للحركات . قوة الشهوه في حصول المشتهيات .. والمها في فقدها .. ولذة قوة الغضب في الظفر والانتقام . والمها في نقيضها . قوة الباصره مثلا . اذا ادركت موجودا في الخارج اي حصلت على صورته .. لزم حصول هذه الصوره البصريه صوره اخرى في حضرة الخيال .. فتقف النفس عليها وعند الوقوف على صوره ملذه او مؤلمه يحدث أثر في النفس يسمى باراده او كراهه .. هذه الاثار تحصل لها من جهة الابواب الخارجيه الى عالم الملك ... اما ما يحصل لها من الداخل من جهة الابواب الداخليه النافذه الى باب الملكوت .. النفس لا تخلو ابدآ من تداخل هذ الاثار المتوجهه اليها في كل حال .. اما من الظواهر كالحواس الخمسه .. واما من البواطن كمبادىء التخيلات والخواطر .. وعلى اي الوجهين تبقى اثارها في النفس .. وان زالت الاسباب .. لكونها معدات .. او لا ترى انك اذا استعملت الحواس حصل بوسيلة كل حس صوره في الخيال . ثم تبقى الخيالات وان كففت عن الاحساس بها .. ثم ينتقل الخيال من شيء الى شيء . وبحسبها تنتقل النفس من حال الى حال . الى ان تصير هذه الاحوال ملكات راسخه . . والحمد لله رب العالمين


التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال