الوسط المرفوع

قانون الوسط المرفوع ويقصد به بذلك أن العالم مؤلف من جانبين أو طرفين لا ثالث لهما

جانب الحق وجانب الباطل

او جانب الجمال و جانب القبح

او جانب الخير وجانب الشر

.....الخ

فالشيء إما ان يكون في هذا الجانب أو ذاك و إذا خرج من جانب دخل حالا في الجانب الآخر فليس هناك في هذا المنطق بين بين

إن هذا على أي حال هو منطق الوعظ ومنطق الصراع بين المذاهب فأنت إما أن تكون مع الحقيقة أو ضدها فإذا عزفت عن الحقيقة قليلا وجب حربك و القضاء عليك
لكن تغير هذا القانون من طرف العقلاء الذين نسميهم مجانين

نحن عادة نصنف الناس الى مجانين وعقلاء مثلا ونتصور وجود فاصل بين هذين النوعين من الناس

إما في علم النفس فلا وجود لهذا الحد الفاصل فكل انسان في رأي هذا العالم مجنون الى درجة ما و الفرق الاعتباري بين المجنون و العاقل ناتج من إختلاف درجة الجنون بينهما شدة وضعفا

وإننا حين ندرس عقلية الناس في الواقع لا نرى فيها فرقا نوعيا فمن الممكن وضع أفراد الناس جميعا على مدرج متصل فكثيرا ممن نحسبهم عقلاء لا يختلفون عن المجانين إلا بفرق بسيط

وربما كانوا هم في الحقيقة مجانين لكن المجتمع قد إستثناهم من وصمة الجنون لما هم عليه

من غنى .... أو منزلة .. أو منصب

أو عشيرة تسندهم و لعل البعض من يحسبهم مجانين كانوا اصح عقلا منهم

لكن المجتمع قد احتقرهم لفقرهم أو دمامتهم أو عاهتهم

فأسرع الى وصمهم بوصمة الجنون

إن الناس ميلون بطبيعتهم الى التصنيف الثنائي وهم بذلك قد اصطنعوا حدا فاصلا يفصل بين الأفراد من ناحية العقل أو الخلق أو المنزلة أو ما أشبه هذا

هل نحن اعقل المجانين أو أشرس المجانين

الدمار الذي يحدث يوميا ينبع من طرف العقلاء كما نسميهم

العفو المجانين