بلخيري حسن
المدينة و الريف
بواسطة بلخيري حسن, 28th January 2014 عند 05:31 PM (310 المشاهدات)
إن الشعور الإنسان بكراهية المدينة هو رد فعل إنساني خالص
فكل إنسان هو شاعر بمعنى من المعاني، هو كذلك اليوم كما كان من قبل
و يأتي الإحتجاج ضد المدينة وضد الحياة الحضرية من الدين و الثقافة و الفن
فقد كانت روما عند المسحيين الأوائل هي مملكة الشياطين
التي يفترض أن تتبعها نهاية العالم، يوم القيامة
و تقل نسبة التدين تبعا لحجم المدينة
و يرجع هذا الى تركيز العوامل الحضارية التي تساعد على عزلة الإنسان
فكلما اتسعت المدينة قلت الطبيعة و السماء فوقها،
فهناك دخان أكثر و جدران من الإسمنت المسلح
و تكنولوجيا و جريمة بالنسبة لحجم المدينة
هناك علاقة عكسية بالتدين و علاقة طردية بالجريمة
فهتان الظاهرتان لهما اسباب مشتركة من حيث
انهما مرتبطان بما يسمى (الجمال الواقع في مجال الخبرة)
إنسان القرية لديه فرصة أكبر لكي يشاهد السماء المنقوشة بالنجوم
و الحقول الخضراء و الزهور و الأنهار و النباتات و الحيوانات
فهو يعيش متصلا بالطبيعة و عناصرها المتنوعة.
و يقوم له الفلكلور الفني و طقوس الزواج و الأغاني الشعبية
و الرقصات نوعا من الثقافة و الخبرة الجمالية
ليست معروفة لإنسان المدينة
أما الإنسان الحضري فإنه يعيش في إطار مدينة كبيرة
تغص بالمعارف السلبية لوسائل الإعلام الجماهرية
و محاطة بمنتجات الصناعة الحفلات الموسيقية
و المتاحف و المعارض التي يتردد عليها سكان المدينة
يمكن ان تكون تعويضا عن النشوة الجمالية التي تكون لا شعورية،
ولكنها قوية عند إنسان القرية
الذي يستمتع بمشاهدة المنظر الرائع لشروق الشمس
و ليقظة الحياة بعد إنتهاء فصل الشتاء!
ان الدين ينتمي الى الحياة و الفن و الثقافة أما الإلحاد فينتمي الى التنظيم و العلم و الحضارة
قيل ( المدينة تفيد العقل ولكنها تفسد الأخلاق)