بلخيري حسن
قلت لنفسي و قالت لي (مصطفى صادق الرافعي) تقديم بلخيري حسن الجزء الأول
بواسطة بلخيري حسن, 26th January 2014 عند 05:00 PM (1139 المشاهدات)
الجزء الأول
قلت لنفسي: ويحك يانفس! مالي أتحامل عليك، فإذا وفيت بما في وسعك أردت منك ما فوقه وكلفتك أن تسعي، فلا أزال أعنتك من بعد كمال فيما هوأكمل منه، و بعد الحسن فيما هو الأحسن و ما أنفك أجهدك كلما راجعك النشاط و أضنيك كلما ثابت القوة، فإن تكن لك هموم فأنا أكبرها و إذا ساورتك الأحزان فأكثر مما أجلب عليك.
أنت يانفس سائرة على النهج، وأنا أعتسف بك أريد الطيران لا السير، و أبتغي عمل الأعمار في عمر.
و قالت لي النفس: أما أنا فإني معك دأبا كالحبيبة الوفية لمن تحبه: ترى خضوعها أحيانا هو أحسن المقاومة، و أما انت لم تكن تتعب و لا تزال تتعب فكيف ترينى أنك تتقدم و لا تزال تتقدم ؟
ليست دنياك ياصحبي ما تجده من غيرك، بل ما تجده بنفسك، فإن لم تزد شيئا على الدنيا كنت أنت زائدا على الدنيا، و إن لم تدعها أحسن مما و جحدتها فقد و جدتها و ما وجدتك، و في نفسك أول حدود دنياك و آخر حدودها، و قد تكون دنيا بعض الناس حانوتا صغيرة و دنيا الآخر كالقرية، ودنيا بعضهم كالمدينة الكبيرة، وأما دنيا العظيم فقارة بأكملها، وإذا انفرد في الدنيا فكان هو الدنيا.
و القوة ياصاحبي تغتذي بالتعب و المعاناة فما عانيته اليوم حركة من جسمك، ألفيته غدا في جسمك قوة من قوى اللحم و الدم، وساعة راحة بعد أيام من التعب، هي في لذتها كأيام من الراحة بعد تعب ساعة .
وما أشبه الحي في هذه الدنيا ووشيك إنقطاعه منها و يذهب يسرف فيها ضروبا من لعبه و مجونه إلا إذا كان أحمق أحمق الى نهاية الحمق؟؟؟؟؟