طوق الياسمين
لا تغسلوا وجه النزوة قبل رحيلها
بواسطة طوق الياسمين, 23rd January 2014 عند 06:04 PM (273 المشاهدات)
عندما تبكي النزوة
تزول مساحيقها والوانها ،
فيتضح قبحها الحقيقي.
النزوة هي تلك السكرة التي قالوا أنها حين تذهب
تليها فكرة لاترحم.
ونادراً ماتبدأ النزوة في المراحل الأولى من العمر ,
ربما لأنها ليست سوى وجبة أضافية
لانسان يمتلك وجبتة الأساسية
فمعظم النزوات التي تنفجر
تظهر لاكمال نقص مــا
أو لسد جوع مــا تفشل في سده الوجبات الرئيسية .
فــالنزوة التي تبدأ في الظلام وتنتهي في الظلام ,
تتحول مع الوقت الى ذكرى مغلفه بالندم ,
لكن النزوة التي تبدأ في الظلام وتنتهي بالنور
تتحول مع الوقت الى شرخ قد تزيد الذكرى من مساحته واتساعه.
والفرق بين " حكايه " حب و " نزوة " حب ,
أن الأولى قد تدنسها نزوة ,
بينما الثانية قد تظهرها حكاية.
فــالنزوة كــالمطب ,
تأتي فجأة في منتصف طريق العمر,
أو منتصف طريق الحكاية ,
أو منتصف طريق الحلم,
وتزداد خسائرها وخطورتها بــازدياد
قوة الاصطدام بهذا المطب..
المفاجىء.
وبعض النزوات كــومضة البرق ,تبدأ سريعاً,
وتنهتي سريعاً ,لكن قد يليها من الامطار والرعود
مايزلزل من استقرار و أمن الكثير.
وللنزوة أقنعة ووجوه عدة,
فبعض النزوات مخادعة تبدأ بقوة حقيقة ,
حتى يخيل أنها مرحلة مهمه من مراحل العمر,
ويستهلك الكثير من الوقت والصحه والنقاش والصوت
للدفاع عنها كــقضية العمر.
ونزوة خبيثة
تجيد أدوار السعادة,
فتسبغ من أثواب السعادة
مـا يصعب التعري منه بسهوله ,
فتبقى تحت غطائها فترة أطول مما يجب.
ونزوة محرمة
تتسرب عامدة متعمدة,
كـصياد ماهر في ماء عكر
لاتغادر حتى تطمئن انها تركت شرخا
لايرمم.
ونزوة قاسية
تعترض طريق القوافل وتجردها من أمتعتها,
وقيمها ومبادئها وأحلامها السابقه
وتتخلى عنها حين لايبقى لها سواها.
ونزوة صديقة
تسترنا ونسترها
تبدأ في الظلام وتنتهي بالظلام,
وهذه غالباً مانحتفظ بها في الجانب الأخضر من الذاكرة.
ونزوة منتقمة
تنسف عند اكتشافها أركان حكاية أو علاقة حقيقية
فتخسر العلاقة أو الحكاية وأبطالها
وتفاصيل من العمر والعشرة
لاطاقة على خسرانها .
ونزوة حقيرة
تبدأ بـــأثم وتنتهي بخطيئة
وتترك بصمتها على جبين العمر,
فتسرد البصمة حكاية ضعف ,لكل من يمر
من الأجيال بها ,وهذا النوع من النزوات
لاينسى ولا يموت سريعاً.
ونزوة بشعة
تسلب من الانفس الكثير وتدخلها في غيبوبة من الوهم
لانستيقظ منها الا استيقاظ الموتى ,
فتصاحبها بعدها حالة من الذهول تبقى طويلاً وعميقــاً.
ونزوة كــالصفعة
يحتاج الى الكثير من الألم والمحاولات,
حتى يتمكن من مسح آثــار ذلها من والوجوه
والبدء بوجوه لم تتذوق طعم صفعتها.
ومهما تعددت أنواع النزوات
أو أختلفت بشاعة نهايـاتهـا
الا أن كل بدايـاتها ممتعة .
فــعالم النزوة دائمــاً
وردي اللون,
مسكر كـالخمر,
دافىء كـالحلم .
فــان قررتم يومــاً مغادرة نزواتكم ,
فلا تغسلوا وجوهها قبل الرحيل ,
حتى لايتضح لكم قبحها الحقيقي
فــالنزوة أحيــانــاً
تتحول الى مرآة تعكس
لمرتكبها تفاصيل
يود قذفها في محرقة
الأيــام والنسيـــان
وغالبــــــا ..
عندما يتبين لنا تفاصيل اروع اللوحات ..
ننفر منها !
مما راق لي