منذر العراقي

المشخاب مشخاب العز والكرامه

تقييم هذا المقال
بواسطة منذر توتي, 22nd January 2014 عند 10:20 PM (727 المشاهدات)
المشخاب مدينة عراقية تقع جنوب مدينة
النجف
مساحتها 375 كم مربع, تبعد 30 كم عن
محافظة النجف
و 230 كم جنوب غرب العاصمة العراقية
بغداد
, أرضها طينية زراعية خصبة أصلها من بقايا
الأهوار
و السهل الرسوبي لنهر الفرات الذي يمر فيها, سكانها من العشائر العربية, 80% من سكانها يعملون في الزراعة و 20% يعملون في أعمال مختلفة أخرى كالتجارة وتهبيش الشلب (الأرز) والصناعات اليدوية البسيطة.

اشتهرت المنطقة بأسماء كثيرة عبر التاريخ ففي العهد البابلي عرفت بمنطقة المنخفضات البابلية, وفي عهد الفتوحات الإسلامية عرفت بالبطحاء وفي العهد العثماني سميت بالأرض السنية حسبما هو مثبت في سجلات عام 1882, ثم سميت بالسوارية نسبة إلى ابن سوار الذي هو من آل فرعون الذي أسس قرية هناك في عام 1916, الآن تعرف المنطقة باسم المشخاب.

اكتسبت المنطقة هذا الاسم من صوت خرير المياه بين شقوق الصخر عند فتح
نهر الفرات
عليها.

المشخاب مدينة زراعية يزرع فيها الشلب
أرز
, وأرز العنبر على وجهه الخصوص الشهير في العراق حيث يعتبر من أفضل أنواع الرز في العراق ويطلق عليه أبو الريحة الطيبة عند طبخه بالدهن الحر (السمن البلدي), كما تشتهر المنطقة بزراعة
الحنطةوالشعير
في الموسم الشتوي, أما
نخيل
ها فتعتبر من أفضل النخيل في منطقة وسط العراق, ويسوق
التمر
الناتج إلى بقية المدن حيث يكبس
التمر
في جلود الحيوانات ويصنع
الدبس
(عسل
التمر
) من قبل القرويين.

تسمية المشخاب عبر التاريخ


  • سميت اولا بالسوارية نسبة إلى سوار الفتلاوي في اوائل القرن العشرين.
  • ثم سمبت بالفيصلية نسبة إلى الملك فيصل الاول.
  • ثم سميت بالمشخاب لصوت الشخيب فب الصخور عند المجرى في جنوب المدينة

شخصيات من مشخاب
زهير كاظم عبودالحوار المتمدن - العدد: 553 - 2003 / 8 / 4

المشخاب من أجمل المدن الفراتية ليس بتميزها بمزارع الرز العنبر ، وليس ببساتينها وتمورها المتنوعة ، وليس بكرم أهلها ومحبتهم للغريب ، وليس بمدخل مدينتها المكتظ بأ شجار الحور والصفصاف ، كما ليس بتغنج الفرات الذي يطرزها الى نصفين ، أنما تتميز بطيبة أهلها وذكائهم ، وتتميز بثقافتهم وعمق تجربتهم في هذه المدينة العريقة .
وتحمل ذاكرتي العديد من الحكايات والذكريات العبقة خلال عملي الممتد حتى نهاية العام 1991 في قضائها ، مثلما تحمل ذاكرتي بعض من الطرائف في الأخباريات .
أنطلقت الأخبارية الأولى عني من هذه المدينة حين كنت أعمل بها في القضاء كقاضي منفرد في العام 1985 ، وبعد أشهر على ألتحاقي بالعمل القضائي وأنشغالي بكدس الدعاوى العديدة المتوزعة بين التحقيق والأحوال الشخصية والجنح والبداءة والتنفيذ والكاتب العدل لوحدي .
أثناء عملي القضائي أتصل بي القاضي خيري الشماع وهو يشغل منصب رئيس هيئة الأشراف العدلي ( التفتيش العدلي سابقاً ) ، وطلب الرجل أن أمر عليه في مقر عمله بوزارة العدل في نهاية الأسبوع ، وفعلاً أمتثلت لطلبه وأختلينا لوحدنا ، فعاتبني الرجل أن معلومات عن طريق تقرير تم رفعه عني يفيد أنني قمت بختان أولادي وقد أقمت حفلا ساهراً أحيته عدد من الغجريات الراقصات ، فأخبرته أن هذا الأمر أعتيادي في مناطقنا وخاصة أنني أبن منطقة الفرات الأوسط ، لكنه أستنكر الأمر على القاضي ، فأخبرته نعم هذا الأمر فعلاً معيب بالنسبة للقاضي وفي منطقة عشائرية وريفية مثل المشخاب ، وقلت له ولكنني ياسيدي ليس لي أولاد ذكور فكل ماوهبني الله أياه ثلاث من البنات ، ونحن في العراق لانقوم بختان البنات .
فهم الرجل اللعبة وشكرني وأعــتذر عن أستدعائي بعد أن صفق يده اليمنى على اليسرى ، أما أنا فقد فوضت أمري الى الله لساعتي وبعد أن عرفت من قام برفع التقرير عني سامحه الله .
وتدور عجلة الزمن لنفترق عن المشخاب كل هذا الفاصل الزمني والترحال ، وبقيت المدينة في ضميري وفي روحي لما أكن لها من تقدير ولأهلها من حب وأحترام نتبادله حتى اليوم ، لكن الأخبارية الأخيرة تأتي من المشخاب أيضاً عن طريق صحفي يكتب أحياناً في صحيفة الزمان التي أكتب فيها ، يطلق أخباريته أنني أصدرت أحكاماً بأعدام شباب الأنتفاضة في مدينة المشخاب ويطلب من رئيس تحرير أحدى الصحف أن لاينشر مقالاتي .
ويقع المخبر بنفس الخطأ السابق ، لأنه لم يكن يعرف أن القاضي المنفرد في العراق لايصدر أحكاماً بالأعدام لأن العقوبة خاصة بمحاكم الجنايات ولايمكن لمحاكم الجنح أن تصدر مثل هذه العقوبة ، ولم يكن يعرف أن المنتفضين المقبوض عليهم في العراق لم تجر محاكماتهم في ولم تصدر أحكام قضائية ضدهم مطلقاً وتم دفنهم وقتلهم دون أي تحقيق وهذه المقابر الجماعية شاهد حي على زعمي ، مثلما لم يكن يعرف أن عقوبتي الشخصية بسحب وظيفة القاضي مني وتجريدي من صفتي القضائية لم تكن الا بسبب موقفي المتضامن والمتعاطف مع الأنتفاضة في المشخاب ، سامحه الله أيضاً .
ولهذا يتعين أن نرصد الطريف من الأخباريات التي تنطلق من بعض ونستفيد على الأقل من طرافتها ، فقد ولى الزمن الذي يعتمد الأخبارية دون تمحيص أو تدقيق ليطلق أحكامه على مجرد الأخبارية ، وقد أنتهى العهد الظالم الذي تذهب به أرواح الناس وممتلكاتها بسبب أشاعة مغرضة أو أخبارية أو وشاية كاذبة ، فقد ولت الأجهزة التي كانت تعيش على أخباريات الوشاة والمخبرين والمتربصين للناس ، مع أن النفس المريضة لم تزل تعيش بيننا ، الا أنها يقينا ستتعلم المثل والقيم والحياة الديمقراطية الجديدة التي ننشد ، فهي أما أن تستجيب للتغيير الذي حل في أرواحنا أو تموت كمداً .



التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال