خرجت يوم العيد.... بملبسي الجديد
اقول يا اخواني.... هيا الي الدكان
فيومنا سعيد.... وعندنا نقود
نلعب طول اليوم.... الي زمان النوم

هكذا كان استاذ محمد سعيد يردد هذه المقطوعه الساحره امام الطلاب وبيده مسطرتان تشيران الى حركه النوته الموسيقيه الساحره وجسمه يتمايل طربا مع كل بيت من ابيات المقطوعه الجميله ..الطلاب يرددون ورائه بصوت عالي جهوري يهز جدران مدرسه الغربيه الابتدائيه النموذجيه في صباحات الشتاء البارد وهو يقول ارفعوا اصواتكم اعلى واعلى لكي تشعرون بالدفء !!....
وعندما تنتهي المقطوعه يسود صمت رهيب سرعان ما تكسره ضحكات استاذ محمد سعيد وهو يبتسم قائلا ممتاز ايها الاولاد ... هيا بنا مره اخرى !!.

كريم وبشير ومؤيد وسمير واخي علي هؤلاء هم اصدقائي عندما نخرج من ابوب المدرسه متوجهيين الى بيوتنا نردد هذه الكلمات طوال الطريق على طريقه استاذنا محمد سعيد ونتمايل مثله ونحن نحلم باقتراب موعد العيد السعيد ومايصاحبه من افراح وعيديات وملابس ..

مرت السنون وتوالت الايام واذا بي اجد نفسي وحيدا من بين هذه المجموعه فقد اجتاح الاوغاد وطننا وغزى مجتمعنا الحزن في تموز الاسود فكان ان نالت مدينتنا وشبابها مثل ما نالت مدن العراق الاخرى ... اعتقل ازلام النظام البائد جميع اصدقائي بمافيهم اخي !! وتقدمت السنين والايام .. ونال النظام البائد مصيره المحتوم بالعداله الالهيه وهرب ازلامه !!.. وبينما كنت اتصفح اسماء الشهداء من على صفحات الانترنيت مررت باسماء اصدقائي جميعهم .... ووسط اهات الحزن والاسى .. هالني ماوجدت فقد وجدت في قوائم المجد اسم معلمنا واستاذنا الشهيد محمد سعيد ايضا فقد طالته يد الغدر الصدامي ايضا واعدمته .. وبذلك اعدمت الفرحه التي رسمها في مخيله اجيال عديده .... !!!!



اسال الله الرحمه والمغفره لهؤلاء المعلمين الذين رحلوا عنا وبقيت امجادهم تخلدها مواقفهم النبيله وسيرتهم العطره والمجد والخلود لشهداء العراق و مدينتنا المجاهده الكوت خاصه.