احمد صالح جودي

خانها زوجها .. فضحكت !

تقييم هذا المقال
بواسطة احمد صالح جودي, 19th June 2011 عند 11:57 AM (890 المشاهدات)

نعم هذا ما فعلته ..

حين اكتشفت أن زوجها يخونها .. ضحكت !

ليس عن تبلد ولا استهانة ولا لأنها لم تجد شيئا آخر تفعله ، ولكن لأنها وجدت في تصرفه هذا المفتاح الذي كانت تنتظره لكي تحرر نفسها من قسوته وجبروته وظلمه لها بعد أن أعيتها الحيل ونفسها والناس من أن تجد لنفسها خلاصا منه ..

البعض يعتقد أن اتخاذ القرار سهل وأن المتضرر عليه أن يكون صريحا مع نفسه وقويا في ذاته كي يقول للجاني لا ..

ولكن هذا ليس صحيحاً ولا هو واقعي ، والحقيقة أن ملايين البشر يعيشون قهرا إجباريا دون أن تكون لديهم القوة على مجابهته ورفضه وتخليص أنفسهم منه ، أحيانا بسبب الظروف، وأحيانا بسبب رأي الأهل والناس، وأحيانا كثيرة بسبب جبن داخلي يعجزهم عن اتخاذ موقف قد تتغير به حياتهم للأبد صعودا أو هبوطا ..

هؤلاء ينتظرون دوما حلا خارجيا وقوة جبرية تنهي اعتقالهم في سجن ذواتهم ، ينتظرون أن يأتي الحل مع الصباح وحين لا يأتي يبقون في انتظاره عند المساء .. ثم ينتظرونه يأتي في يوم آخر ، فيوم ، فعام ، فعقد ، فعقود، وقد يموتون وهم في حالة الانتظار تلك ..

بل حتى صاحبتنا هذه قد تستفيد من هذا الحل القدري فتقف بصلابة وترفض السماح وتأبى الرجوع وتصمم على الخلاص ، وقد تعود وقد تنسى أو تتناسى وقد تخضع لكل بروتوكولات سجنها الاختياري غير المكتوبة لكن المتعارف عليها ..

يحدد هذا مقدار ما عشعش الخوف داخلها ، مقدار ما تلبستها حالة الخضوع ، مقدار ما في معادلتها الخاصة من سلبيات الخلاص وايجابيات العودة ..

كل شيء قابل للقياس ولا توجد كلمة فصل في مثل هذه الأمور ، لذا يصعب جدا أن تقدم لها نصيحة ويزداد الأمر صعوبة حين تتحول النصيحة إلى أداة نخس حادة تخرق أمانها من الوريد إلى الوريد ..

من منا لا يحب أن تكون حياته وفق ما يريد ، ما يحب ، ما يظن أنه الأفضل له ، ومن منا لا تحمل حياته منغصات بعينها تعكر مزاجه وتؤرقه ؟!

سألت من حاكموا جبنها بمرارة : هل كلما ضايقكم أمر استطعتم أن تبتروه ؟

في العمل ، في المحيط الأسري ، في الزواج ، في سلوك الأبناء ، في المعاملات الرسمية ، كم مرة قلتم "نعم" وكم قلتم " لا " ؟

يقول الشاعر الذي مات ولم تمت كلماته :

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى

ظمئت وأيّ الناس تصفو مشاربه


فهل كان محقاً؟!



الكلمات الدلالية (Tags): خانها زوجها .. فضحكت
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية سجايا
    سلمت اناملك

    قراراتنا يااخي لم تكن نابعه من ذاتنا او بالاحرى لم تكن هناك قناعه في اتخاذها

    يُقال ان القرار استقرار ... المفروض هكذا ..لكني اجده المرفوض في مجتمعنا الشرقي حصراً

    يااخي هل سمعت ان هناك من فتاة اتخذت قرارات متعلقه بحياتها بصورة منفردة ؟؟

    بالنسبة لي ..وبالنسبه لماا اعيشه او اتعايشه في يبيئتي ..لم ارى ولم اسمع

    هذه معتقداتنا ولا يمكننا ان نسيرها على مانجده نحن لان هناك من يمنعنا بقوة لا يمكننا ردعها بشتى الوسائل

    ساتكلم باسم الفتيات ربما كلهن ..

    ان قلنا نعم كان الامر جيد .. وان كانت هذه الكلمة هي مفتاح الحياة التعيسه والتي نراها وان كانت بعيدة

    وفتحناها لنيل رضى هذا وذاك ..وليس المهم ارضاء النفس لانني فتاة

    وان قلنا ..لا ... فهنا تكمن الطامة الكبرى .. دائما هذه الكلمة تُقابل بالعكس من قبل الذوي

    لانهم "من وجهة نظرهم " يجدونها دائما مخطئه عند الفتاة

    لهذا الاصرار عليها يقاوم بردع النعم

    وما خفي كان اعظم

    هذا حالنا ... لنسايره على قدر المستطاع

    ولتكن قراراتنا مبنيه على ارضاء جميع الاطراف لا طرف او طرفين

    فهي فانيه لا محال

    تحياتي
  2. الصورة الرمزية ‫عادل قاسم‬‎
    روووووووووووعة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال