ابو نور

شهادة الامام الحسن عليه السلام

تقييم هذا المقال
بواسطة ابو نور, 10th December 2013 عند 09:35 PM (411 المشاهدات)
قصه استشهاد الامام الحسن ابن علي ابن ابي طالب عليهما السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يكتف معاويه لعنه الله بالصلح مع الامام الحسن عليه السلام بل حاول قتل الامام الحسن عليه السلام و القضاء عليه , فدس اليه السم ثلاث مرات ونجا منها الامام , وفي المرة الرابعة طلب معاويه لعنه الله سما قاتلا من ملك الروم , واتصل بجعيدة ( او جعدة ) بنت الاشعث , زوجة الامام الحسن عليه السلام , حيث وعدها معاويه لعنه الله ان يزوجها من ولده يزيد لعنه الله ان هي قتلت الامام الحسن عليه السلام , فقبلت اللعينه ان تسم الامام الحسن عليه السلام , فلما ارتكبت جريمتها و دست السم للامام الحسن عليه السلام غدر بها معاويه , فطالبته بالوفاء بعهده لها , فقال : اني اخاف على ولدي ان تقتليه كما قتلتي سيد شباب اهل الجنة , واذا كنت لم تبال بقتل ابن بنت رسول الله , فهل تبالين بقتل ولدي؟

نعم وضعت الخبيثة السم في شربة من لبن , وكان الامام الحسن عليه السلام صائما , فلما صار وقت الافطار , قدمت اليه جعدة ذلك اللبن المسموم , فشربه الامام فلما سرى السم في بدنه الشريف واذا به قد تغير لونه , واحس بامعائه كانها تقطع بالسكاكين , وتشرح بالمواس , فدعا في هذه الحال بطشت وصار يتقيا دما , فدخل عليه جنادة بن ابي اميه , راه و الطشت بين يديه يقذف فيه احشائه قطعة بعد قطعة فقال: سيدي هلا عالجت نفسك؟ فقال عليه السلام : بماذا اعالج الموت؟ لقد سقيت السم ثلاث مرات وهذة الرابعة .

فلما وصل الخبر الى الامام الحسين عليه السلام دخل على اخيه فراه و الطشت بين يديه يتقيا دما جلس عنده و ضمه اليه ثم قال عليه السلام : اخي ابا محمد من الذي سقاك السم ؟ ومن اين دهيت ؟ قال الامام الحسن عليه السلام : اخي وما تريد منه ؟ دعني اخاصمه يوم القيامه بين يدي ربي , اخي ان الذي قتلني لواحد , ولكن لا يوم كيومك ابا عبد الله يزدلف اليك ثلاثون الفا فيقتلونك ويسبون ذراريك .

وقال الامام الحسن للحسين عليهما السلام : اخي ابا عبد الله بحقي عليك لاترهق في امري ملء محجمة دما , دعني اخاصمه بين يدي ربي يوم القيامة , ولكن يا اخي اذا انا قضيت نحبي فغسلني وحنطني بفاضل حنوط جدي رسول الله صلى الله عليه و اله فانه من كافور الجنة , واحملني على سريري الى حرم جدي رسول الله صلى الله عليه و اله لاجدد به عهدا , واعلم يا ابن ام ان القوم سيظنون انكم تريدون دفني عند قبر جدي فيمنعونكم من ذلك , فبحقي عليك يا اخي لا ترهق في امري ملء محجمه دما .

بينما هما في هذا الكلام واذا بالحنين و الانين خلف الباب , واذا بالعقيله زينب وباقي الهاشميات جئن لعيادة الحسن , التفت الامام الحسن عليه السلام الى اخيه الحسين عليه السلام قال : اخي ابا عبد الله نح هذا الطشت عني لئلا تراه اختنا زينب عليها السلام.

فلما دخلت العقيله زينب عليها السلام وقد وقع بصرها على ذلك الطشت وفيه احشاء اخيها الحسن , صاحت واأخاه وا حسناه.

اخذ الامام الحسين بتجهيز الامام الحسن عليهما السلام كما اوصاه , فغسله و كفنه و حنطه بفاضل حنوط رسول الله صلى الله عليه و اله , وصلى عليه ثم وضعه على سريره واهله يبكون و ينتحبون , ولكن هل استراح الامام الحسن عليه السلام من كيد هذه الامة ومن ظلم الناس له ؟

حمل الامام الحسين و بني هاشم عليهم السلام الامام الحسن الزكي عليه السلام على سريره حيث انهم اقبلوا يحملون جنازة الامام الحسن عليه السلام قاصدين قبر النبي صلى الله عليه و اله , ليجددوا له عهدا بزيارة قبر جده , فاقبل مروان بن الحكم لعنه الله حتى دخل على عائشه وقال : و الله لئن دفن الحسن عند جده لاتبقى فضيلة لابيك وصاحبه , فقومي وامنعي من دفن الحسن عند رسول الله , فاقبلت عائشة راكبة على بغل في جمع من بني امية لعنهم الله اجمعين يقدمهم مروان وهو ينادي : يارب هيجا هي خير من دعة , ايدفن عثمان باقصى المدينة ويدفن الحسن عند قبر رسول الله ؟
هذا وعائشة تنادي : الله الله يا بني هاشم لاتدفنوا في بيتي من لا احب .
اقبل اليها محمد بن الحنفية قال لها : يوما تقاتلين ابي امير المؤمنين على جمل , وهذا اليوم تمنعين جنازة اخي الحسن من الدفن , و الله لولا وصية من اخي الحسن سبقت لعلمت ان هولاء اقصر باعا من ردنا عن ذلك . وجاء لها عبد الله بن العباس وقال : يا عائشة اما كفاك ان يقال يوم الجمل حتى اردت ان يقال يوم البغل ثم انشا يقول :

تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت ......... لك التسع من الثمن و للكل تملكت

فغضبت من كلام ابن عباس وقالت: و الله لا يدفن الحسن عند جده ابدا او تجز هذة , واشارت الى شعرها , وكانت هذه الكلمه بمثابه كلمة السر بينها و بين بني امية , فلما قالت ذلك وجه الامويون سهامهم الى جنازة امامنا الحسن عليه افضل الصلاة و السلام ورموها حتى اصاب النعش سبعون سهما , فمد بنو هاشم ايديهم الى قوائم سيوفهم وارادوا القتال وكادت الفتنة ان تقع , ولكن الحسين اقبل ينادي فيهم : الله يا بني هاشم في وصية اخي الحسن لا تضيعوها و التفت واذا بابي الفضل العباس ابن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام واضع يده على قائم سيفه وهو ينادي : يا بني هاشم اترمى جنازه اخي الحسن بالسهام وانتم تنظرون ؟

فاقبل اليه الحسين عليه السلام وضمه الى صدره وقال : اخي عباس ليس هذا يومك لك يوم اعظم من هذا اليوم)
ثم عادوا بجنازة الامام الحسن ابن علي ابن ابي طالب عليهم الصلاة و السلام الى البقيع وانزلوا جثمانه الى قبره عليه افضل الصلاة و السلام , ونزل الامام الحسين عليه السلام الى القبر و دفن الامام الحسن المظلوم عليه السلام بجانب جدته فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليهم السلام اجمعين ثم اهال التراب عليه , ولما فرغ الحسين من مواراة اخيه الحسن عليهما السلام , وتفرق المشيعون وبقي في اخوته و اهل بيته , جلس على قبر الامام الحسن عليه السلام يحثو التراب بأنامله وقد ارسل دموعه على خديه وهو يقول :

أأدهن راسي ام تطيب مجالسي .......... وخدك معفور وانت تريب
غريب واطراف البيوت تحوطه .......... ألا كل من تحت التراب غريب
بكائي طويل والدموع غزيرة ............. وانت بعيد والمزار قريب
وليس حريبا من أصيب بماله ............ ولكن من وارى اخاه حريب

اقامه اخوته من على قبر اخيه الحسن عليه الصلاة و السلام وجاءوا به الى المنزل يسلونه ويخففون عنه الم المصاب.

فالسلام على محمد و ال محمد و صل الله عليهم اجمعين و عجل الله فرج قائمنا المهدي المنتظر عليه السلام و اللعن الدائم على ظالمينهم الى قيام يوم الدين الذي تبلى فيه السرائر

و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته




التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال