علي جاسم الكعبي
لماذا امتنع الحسين من مبايعة يزيد بن معاويه ؟؟
بواسطة علي جاسم الكعبي, 4th December 2013 عند 10:28 PM (399 المشاهدات)
قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرآ عظيمآ )
البيعه : لغة من البيع ضد الشراء , وفي الاصطلاح العرفي اعطاء المحكومين ثقتهم للحاكم وانتخابهم له وقبولهم به حاكمآ واميرآ ..
وفي الشرع ومنطوق الايه الكريمه عباره عن معاهدة وميثاق مع الله تعالى يوقعها المسلم بواسطة النبي - صل الله عليه ةال - او نائبه الشرعي .
معاهده وعقد وميثاق على الطاعه والانقياد والعبوديه الكامله في كل ما يامر به وينهي عنه على لسان انبيائه وحججه . ومرجع هذا المعنى الى المعنى اللغوي السابق اي البيع ضد الشراء . فالبيعه تعني يبيع الانسان نفسه لله تعالى على حد قوله سبحانه ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنه .. فالمبايع للنبي - صل الله عليه واله - او نائبه يعني سلم نفسه وارادته بيد المبايع له مقابل الاخير باداء واجبه تجاهه من تبليغ وارشاد وتنظيم على اكمل وجه . وكل اخلال او تقصير بلوازم هذه البيعه وهذا الميثاق من الطرفين يعد خيانه لله تعالى . كما ان تنفيذ مقرراتها والالتزام بشروطها يؤتي الاجر العظيم في الدنيا والاخره ..
وعليه فيجب على المبايع ان لا يمد يد البيعه الا بعد التحقق والتاكد حتى يعرف الى من يمد يده ومن يبيع نفسه ولمن يسلم مقدراته ومقدرات امته ومجتمعه ...
لله تعالى ام للشيطان . للحق ام للباطل . للعدل ام للجور . للوفاء والصدق ام للخيانه والكذب .
ان البيعه في عصرنا الحاضر عباره عن الانتخابات او قريبه منها . فكل صوت يعطى للمرشح للرئاسه او النيابه هو بمثابة البيعه معه . فاذا كان المرشح شيطانآ من شياطين الانس يكون مثله مثل شيطان الجن ابليس . ان قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك ..
والخلاصه : ان البيعه في الدنيا على قسمين . بيعة حق وهدايه . او بيعة باطل وضلال . لان هناك شروطآ وصفات يجب ان تتوفر ي المبيايع له حق يكون البيعه بيعة حق وهدايه .
وقد لخص تلك الشروط والصفات الامام علي - عليه السلام - في خطبه له في نهج البلاغه فقال :
(( لقد علمتم انه لا ينبغي ان يكون على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وامامة المسلمين . البخيل فيكون في اموالهم نهمه . و الجاهل فيضلهم بجهله . ولا الجافي فيقطعهم بجفائه . ولا الخائف للدول فيتخذ قومآ دون قوم . ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق . ولا المعطل للسنه فيهلك الامه )) . وعلى ضوء كل ما ذكر يظهر جليآ الجواب الكافي عن السؤال القائل لماذا لم يبايع الحسين - عليه السلام - يزيد بن معاويه .
للحديث بقيه . والحمد لله رب العالمين