شاعر العراق الملا عبود الكرخي بين الماضي والحاضر

فوائد الرمان

تقييم هذا المقال
بواسطة كوكو العراقي, 26th November 2013 عند 04:54 PM (527 المشاهدات)
منقــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــول

" وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكما ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ".

الرمان نبات ينتمي إلى الفصيلة الرمانية، والرمان من أقدم النباتات المعروفة، وعرفه الكنعانيون باسم صيدون ، وأدخله الرومان إيطالية في حرب قرطاجنة، ومنها انتشرت في جنوب أوربا ، ولثمار الرمان جلّد أملس سميك محشو بحب أبيض أو أحمر مائي وله أنواع عديدة.

وكرم تعالى الرمان بذكره في القرآن الكريم فيما يخبرنا به عما خلق من زروع وثمار لبني الإنسان بقوله الكريم في سورة الأنعام / 99: " وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكما ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ".

وأشار تعالى في الآية الكريمة للرمان كنبات يختلف عن الزيتون والأعناب وثمار النخيل كنماذج مختلفة لتلك النعم النباتية باختلاف ألوانها وأشكالها وطعمها ورائحتها دليلا وبينة على قدرته تعالى في أن يخرج من الأرض كل هذه الأنواع المتباينة التي تروى من ماء واحد وتنبت في أرض واحدة. وذكره من نباتات متشابهة وغير متشابهة تؤتي ثمارها الذي أوجب تعالى أداء حقه فيها عند حصادها يقول تعالى في سورة الأنعام /141: " هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه" .
ثم ورد ذكر الرمان في سورة الرحمن التي حفلت بالعديد من نعمهِ تعالى في الأرض وفي جناته الواسعة والتي يدعونا فيها إلى تأمل نعمه، وما خلقه للإنسان في الأرض من أنواع الطعام والفاكهة والحب بقوله الحق في سورة الرحمن /66 – 68: " فيهما عينان نضّاختان . فبأي آلاء ربكما تكذبان . فيهما فاكهة ونخل ورمان ".

فقد ذكر عزّ وجلّ الرمان والنخل بعد الفاكهة ثم أليس الرمان نوعاً من الفواكه ولما ذكره مستقلا ؟ يحملنا التساؤل أن نمعن الفكرة في الحكمة وراء مجيء الرمان في الآية السابقة على هذا النحو، فلا جدال أن ذكره مستقلاً عن الفاكهة إنما كان لحكمة يدعونا تعالى إلى تأملها والتفكير فيها انصياعا لدعوته لنا في تدبر كل ما جاء في القرآن المعجز حتى نعقله ونجني ثمار ما فاض به من علم وحكمة وموعظة حسنة. فتوارد الألفاظ في الكتاب الكريم أمر مُنزّه عن التعميم، كما وأن اللفظ الواحد فيه معان عديدة من خلال مضمون اللفظ ذاته، ومن خلال علاقته بالألفاظ الأخرى والكلمات في الآية الواحدة بقوله الكريم في سورة الأنعام /115:" وتمت كلمات ربك صدقاً وعدلاً لا مُبدل لكلماته". وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ما من رمانة إلاّ وفيها حبة من رمان الجنة".

كما أكد فصحاء العرب اللذين بينّوا وأمنوا بأنّ لكل لفظ من ألفاظ القرآن مكانة ودلالته ومبررات استخدامه من حيث موقعه ومعناه الأمر الذي يوضح لنا الحكمة في ذكر الرمان مستقلاً عن الفاكهة الأخرى وهناك فرق بين الفاكهة والرمان، يقول الأمام أبو حنيفة رحمه الله: "إذا حلف رجلّ لا يأكل فاكهة فأكل رماناً رطباً لم يحنث". فالرمان يخرج عن دائرة الفاكهة وليس نوعاً من أنواعها على خلاف ما يعتقد الآخرون ومن هنا تتضح الحكمة في ذكره مستقلا في الآية الكريمة، فقد اشتق اسم الفاكهة من التفكه وطيب النفس مزاحاً أو ضحكاً أو تلذذاً . فيقال: فكه الرجلّ: أي أطربه بمليح كلامه، ويقال: تفاكه القوم إن تمازحوا ومنه الفكاهة أي المزاح. وعندما يخرج القرآن الكريم من دائرة الفاكهة ففي ذلك إشارة إلى فوائده العديدة.

كذلك عرف العرب فوائد الرمان واهتموا بزراعته فجذوره وأزهاره غير المتفتحة وعصارة لبه تتدخل في إنتاج المستحضرات الدوائية، لأنّها عناصر شديدة القبض، ويحتوي لبه الحلو والحامض على نسبة من المواد التينية والأحماض ومادة الراتنج. أما أزهاره المجففة قبل نموها فتستخدم كدواء لعلاج الإسهال المزمن وللغرغرة ولمعالجة استرخاء اللهاة بينما نجد قشوره هي أشد أجزاء الرمان قبضاً لأنّها دِبَاغ المَعِدَة . ولعلّ من أغرب علاج الرمان استخدام قشرته الخارجية بعد تفريغها من الحب وملئها بدهن الورد وتسخينها على نار هادئة وبعد تبريد السائل يمكن استخدام السائل كقطرة في الأذن أو استخدامها مع دهن البنفسج لعلاج السعال وإذا طبخت قشرة الرمان مع بعض الدقيق -الطحين - وإضافة الزيت الفج فتصنع منه العصيدة التي تؤكل ويكون فيها الفائدة للقضاء على الإسهال.

وأشار العرب في مُصنفاتهم الوافرة إلى فوائد الرمان الحلو والحامض والقابض. فالحلو منه يلين الحلق والصدر والسعال واضطرا بات المعدة ، لكنّه لا يصلح لحالا ت الحمى، وعلى النقيض منه الرمان الحامض الذي يشفي من مرض الصفراء في حين يفيد الرمان الحامض في علاج ألم الأسنان .
وقد بينت الأبحاث العلمية الطبية الحديثة من أن القشرة الخارجية لشجرة الرمان تحتوي على حامض التنيك وهي مادة قابضة تتواجد في عصيره أيضا، بالإضافة إلى سكر المانتول وغيره من السكريات وكذلك لاحتوائه على نسبة عالية من عنصر الحديد الضروري لتكوين كريات الدم الحمراء ولهذا ينصح بأكل الرمان في علاج حالات فقر الدم. وهناك أحد أعلام التفسير واللغة العربية قد لُقِّبَ بالرماني وهو أبو الحسن بن عيسى الرماني المنسوب إلى منطقة تعرف باسم قصر الرمان في العراق.
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية حكيما
    شكرا على كل المعلومات حول فوائد الرمان
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال