فرقد سليم
العباس
بواسطة فرقد سليم, 17th November 2013 عند 04:52 PM (388 المشاهدات)
هو العباس.....وآنقطع الخطاب
...........................................بقل ي
كانت القربة ترافقه دائما كمرافقته لزينب وكمرافقة الحسين للعطش ﻻ تنفك عنه أبدا بل إنها تسابقه الى النهر لتأخذ بناصية الفرات وتمﻷ جوفها بالماء كي تصل به الى قلوب تلك اﻻطفال الصالية، فإنها ليست مجرد قربة جامدة ، بل إنها استمدت حياتها من صدر حاملها التي طالما ﻻمست قلبه الحاني حتى ملئت غيرة وبسالة ، وﻻ غرو أنها قطعت عهدا للعباس السقاء..أن عليك بجموع تلك الكتائب واترك لي الفرات ..لذلك سمي العباس بالساقي والسقاء ﻻنه حمل اكثر من ثﻻث حمﻻت ومﻷ قربته ماءا حتى أصبح يوم السقاية خاصا به وهو اليوم السابع من محرم ، تجسيدا لملحمة السقاية وبيانا لبسالته وعزمه..
هنا وبفضل العباس وددت أن أقتبس من قوله تعالى حين يذكر لنا قصة طالوت وجالوت وذلك اﻹختبار الجميل الذي إبتلي به جيش طالوت. ولعل اﻷغلب يعرف تفاصيل تلك القصة التي وردت في القرآن ، إﻻ أن فيها عبرة وآمتحان شاق، مفاده إنتصار القلة على الكثرة ، إنتصار العقيدة على الشك..
قال تعالى:( (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ ....)) هنا تكمن اﻹشارة الى النصر الذي تحقق بأيدي أولئك القلة الذين شربوا غرفة ماء ﻻ تكاد تسد ضمأهم حتى غلبوا جيشا عظيما..فما بالنا بحامل اللواء !!؟ الذي تربع على صدر الفرات أكثر من مرة ولم يشرب منه حتى غرفة واحدة بل إنه اغترفها ورمى بها وجه النهر وقلبه كصالية الجمر ..ليتحدى الفرات والعطش بتلك البصيرة النافذة ..
سﻻما عليك سيدي فلو أنك شربت تلك الغرفة كما فعل جند طالوت فمالذي ستفعله ومالذي سيكتبه التاريخ !!!!
العباس جسد أسمى درجات اليقين ، العباس منهج متنوع الدروس ، ننهل منه كي نصل إلى مبتغانا الى التكامل النسبي أمام سبع القنطرة ، العباس رسالة لنا جميعا محتواها يقول: لكي نصبح حسينيين فﻻ بد لنا أن ننهل من العباس ﻷنه باب الورود الى الحسين ومنه الى الجنان..أسأل المولى القدير وبحق حامل اللواء والسقاء أن يمن علينا بشفاعتهم يوم الفزع اﻷكبر.
آجركم الله..وأسألكم الدعا