عندما بدأ العالم يجفُّ ليس من الماديات الحياتية بل العكس
من شغف الحب ودفء الحنان وكرم الفكر والأخلاق عندما بدأت تذوي وريقات ما يَسمَى به البشر عن ملكوت مخلوقات هذا العالم أجمع وهو تميز الجمال وعشق عطر الروح المجهولة
شردت مستغرباً لمَ هذا البرود ؟ أين شرارة الاشتياق للبهجة ؟ أين دروب البحث عن السعادة ؟ وفي خضَّم كل هذا
وجدت نفسي جالساً بين أوراقي البالية من أشعار عشق ميِّت لحبٍ دُفن مع تراب الأيام
أطالع قصصاً قديمةً لأناس عرفوا معنى الحياة وعاشوا لذتها
جذبت نظري قطرة ماء على زجاج النافذة في ليلي المعتم
فنهضت مستغرباً .. من يبكي في هذا المساء الهادئ الخالي من الروح ؟!! عند وصولي
فتحت النافذة وإذا بالسماء انفجرت بالبكاء والصراخ برعدٍ حزينٍ
فركضت إلى الشارع لأعانق دموعها الباردة في محاولة يائسة لتهدئتها
وأصرخ بصمتي العقيم أبكي .. أيتها الغالية العالية لا شيء يواري دموعك سوى التراب
لكن تصبّري بعشق الصباح ومرتع الشمس والقمر فشروقك قريب والغيم رغم سوادهِ لابد أن يغيب ها أنا أمامك منتظر رقيب أنظر بتمعن إلى عالمي الرهيب ما سبب القتال ؟ إن الطعام وفير! والأمان أحله الله للغني وللفقير لكن الجهل أخطر سلاح على الكل شره نذير دعيني أسالك يا من تبكي لإسعادنا ما نفع النور إذا قررنا الجلوس في الظلام وكبت جماح الأمل والأحلام وما نفع الحرف الصامت إذا لم يتغنى بحروف العشق والغزل والتواضع وما نفع الغد إذا لم نبني اليوم الحاضر فأرجوك اسمعي وأسمعي من في الوجود لن نكون من القابعين
بلا حراك
أو من مجانين هذا العالم
الخرف سنصنع من اللاشيء شيئاً ونكون للأعمى عيون.....
بقلم
ياسين الجبوري