مصطفى العراب
عزيزي الانتحاري
بواسطة مصطفى العراب, 24th October 2013 عند 09:01 PM (483 المشاهدات)
عزيزي الانتحاري ها انا اتأنق الليلة و لا شي ننتظره بلهفة اكثر من قدومك ...لاننا بتنا واثقين من انك ستأتي .. لكن افعلها مره واحده وتعال ببطولةٍ تعال برجولةٍ تعال من امامنا وجها لوجها كما يفعل النبلاء في الحروب . انا انتظرك في الشارع والبيت والمقهى والعمل والمدرسه ...ولو اني في شك من رجولتك وموقن بانك ستتسلل الى قتلنا مثل اللصوص لتسرق حياتنا ... سنرحل كلانا ..لكني ساكون بكامل زينتي وتعطري و انت يتناثر لحمك العفن على وجوهنا ... سأجد من يلتقطني بانفاسي الاخيرة ويحملني مبتسماً بلذة الانتصار عليك وانت تموت قبلي . سيجتمع حولي اهلي على دكة الموت لاودعهم بينما انت لا اهل لك . ساغمض عيني بهدوء ليلاً بينما انت عيناكَ تتفحم في مكان ما . سيحمل نعشي اصحابي حزانى برفق كي لا استقيظ من حلم الانتصار هذا و انت اصحابك خدعوك و ضحكوا عليك وقتلوك ... سالتحف العلم شهيداً رغما عنك كما هم الابطال مكتوباً عليه ( الله أكبر ) ... نعم هذه العباره التي سمعتها منك اخر لحظاتك ترى الله مع من ؟ واكبر على من ؟ سيمُر النعش على المارة رافعا التابوت صدره افتخاراً ليحَيهم بصمت ويرد الجميع عليه بالرحمة... وبينما عمال البلدية يبعدون اشلاءك الى اقرب فتحة مجاري ستكون جنازتي في طريقها الى سلام سيلقي عليّ العسكر تحية عسكريه كلما مررت بنقاط التفتيش التي كرهتها حياً و احببتها ميتا .. و بينما تدخل اشلاءك في منهول اوسع بطريقها الى ( الرستميه ) سأكون انا قد رأيت دموعاً من كل مكان تركت به أثراً طيباً ... وحين ستلعنك أرملتك على غبائِك ...ستنزل دموع حبيبتي سراً و خجلا.. وبينما تتبرأ أمك من نسبك ستكون امي عند قبري تغسل بماء الورد إسمي .. وستوَلوِل النساء باسمي بمشهد درامي حزين لكنه ما اروعه في حزنه .. و سنلتقي عند الله أكبر و حسبي بعدالته انت تكون القاتل وانا المقتول المنتصر.