لاتلمني أيها القلب العذري

لاتلمني ان قيدتكَ بين ضلوعي في سجن الوحدةِ والاعتكاف

لاني لو أعطيتكَ الحرية ستنتزع وجداني وترحل وتأخذَ معكَ نبضاتي

ستسرقها في ليلٍ برّاق تسحركَ فيه لمعة النجوم

فتسكر وتخطفُ مبادئي لتصبح بين الظلامِ رهيناتِ

رهيناتُ روحٍ اخرى وجسد آخر

يسقيكَ خمراً لتصحو على غيبوبة الكلماتِ



لاتلمني أيها القلب العذري

لاتلمني ان سلطتُ عليك عقلي وجعلته رقيبا وسيداً عليك

فلو تركتكَ لجمر الهوى ستشتعل لهيبا وزفراتِ

وخوفا من ان اثكلكَ واقيم لكَ مأتماً كما ثكل قلوبهم قبلي الكثييييير

فأنتَ حُليتي ومرآةُ روحي ومحرابُ صلاتي



لاتلمني ان ألبستكَ عباءةً سوداء وأثقلتُ عليكَ الرداء

فعلتُ ذلكَ كي أُبعدُ عنكَ اغراء وفتنة النضراتِ

فأنت جوهرتي الثمينة

واذا غفلتُ عنكَ ستغرقُ في بحر الشبهاتِ

ولاتدعي الجفاف وانعدام الحب

فأنت حرمُ الله ويسكنك حبٌ طاهر له ولنبيه وآله والوالدين والوطن واخواني وصديقاتي

فهو أسمى واشرفُ من كل حب

فكيف بحبٍ مغلفٍ ببهرجٍ خدّاع يخبئُ خيانةً وزيغاً وانغماساً بالملذّاتِ


لاتلمني ان البستكَ ثوب العفةِ والحياء

فحيائي أناقتي وهل يستبدلُ المرءُ أناقتهُ بملابسٍ بالرذائلِ مرقعاتِ!!!!!!!



امنحني العذر ان وأدتُ نبضةً دافئةً لحظة الولادة في ليلةِ شتاءٍ قارص

وأدتها قبل أن تنمو وتكبرُ فيطعنها من نبضت لنبضه طعنةً لم تؤدي بها الى الوفاة

بل تترك جراحاً لن تندمل وتسبب جملةً من العاهاتِ






لاتلمني ياقلبي ان كنتُ متشائمةً من الحب

تشائمتُ لهول مارأيتُ من ضحايا يعانون من اعاقاتِ الحب ولايزالون معه في صراعاتِ

فلا تقل أعطني حريتي

فلا مكان لك بين أشباح القلوبِ وأرواحٍ عارياتِ

ولاتقل لازال الحب الصادق موجود

فكثيرون هم من يدّعون الحب الصادق لكن الصادقون حقاً ماهم الا نقطة ماءٍ في المحيطاتِ

فقد شُيِّشع الحبُّ الصادقُ منذُ زمنٍ بعيد

ولم يتبقى منه سوى حفنةُ من رفاتِ

ولاني اعلمُ بأنك أبيض ورقيقٌ ومرهف المشاعر




فلن أسمحُ بأن تتكسرُ أشرعةُ احساسكَ على شواطئ اليأسِ والحسراتِ

تُذبحُ بسكينِ الفراق والآهااااات

وأصحو على قطراتِ دمٍ تتساقطُ من حروفي وكلماتي


ولكن .....


حسناً....


كفاكَ تذمُّراً والحاحاً أيها القلب

فاني واثقةُ بأن الله سيجزي صبركَ خيرا وحسنات

وسيرزقكَ قلباً طاهراً نقياً صادقاً يعوضكَ عن مافات

ترتبطُ فيه برباطٍ مقدس بعيد عن كل الشبهات

لاني حصّنتكَ بالله من أشباه ارواحٍ فيها الاخلاق تحتضر

وتلوتُ عليك من الحرز آياتِ




بقلمي / نسمة الدرر