علي جاسم الكعبي
مثنوية الانسان ومثنوية الاعمال ......
بواسطة علي جاسم الكعبي, 11th October 2013 عند 01:45 AM (386 المشاهدات)
مثنوية الانسان ومثنوية الاعمال ..
اكثر امور الانسان وتصرف احواله مثنويه متضاده .. لانه متكون من جوهرين متباينين .
جسد جسماني ونفس روحانيه ...
لذلك طلبه ايضا نوعين :_ جسماني ، كالمال ومتاع الدنيا . وروحاني ، كالعلم والدين .. وذلك ان العلم حاجة النفس ، كما ان المال حاجة الجسم .. ان الانسان يتمكن بالمال من تناول اللذات من الاكل والشرب في الحياه الدنيا .. كذلك بالعلم ينال الانسان طريق الاخره . وبالدين يصل اليها .. وبالعلم تضيء النفس وتشرق وتصح . كما بالاكل والشرب ينمي الجسد ويزيد ويربو ويسمن .. على هذا الاساس صارت مجالس الانسان ايضآ اثنين :_
مجلس للاكل والشرب واللهو واللعب واللذات الجسمانيه .. لصلاح هذا الجسدالفاسد الفاني ...
ومجلس للعلم والحكمه وسماع روحاني من لذة النفوس التي لا تبيد جواهرها ... ولا ينقطع سرورها في الدار الاخره .. كما ذكر الله جل ثناؤه ( وفيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون ) ولما كانت المجالس اثنين صار السائلون اثنين : _
واحد يسأل حاجه من عرض الدنيا ، لصلاح هذا الجسد ولجر المنفعه اليه ، او لدفع المضره عنه .. وواحد يسأل مسألة من العلم لصلاح أمر النفس وخلاصها من ظلمات الجهاله ، او للتفقه في الدين طلبآ لطريق الاخره ، واجتهادآ في الوصول اليها ، وفرارآ من نار جهنم ، ونجاةً من عالم الكون والفساد .. وفوزآ بالوصول والصعود الى القرب الالهي .. والسيحان في درجات الجنان .. والتنفس من ذلك الروح والريحان المذكور في القرآن ..
فاجتهد يا اخي على ان تكون ممن يستمع القول فيتبع احسنه .. وان تضع نفسك في المكان الصحيح ..... والحمد لله رب العالمين