قال لي: يمكننا ان نقتفيَ اثرَ الشمس بشكل اوضح عندما تحيطُ بنا الظلمة ..فأضحكني ...
ظَنَّ انني لم افهم ....فطفِقَ يُقلّب صفحاتِ افكاره ...و يشرحُ ما استعصى على الوصولِ لعتبةِ ذكائي ...فضحكتُ مرة اخرى ...
فأشفق عليّ ...لكنه لم يتوقف رحمةً ببلادتي البادية ....واغمض عينيهِ باسترخاءْ ..و ابحرَ في محيط احلامه المُسكِرة ...جَدّف يميناً وشمالاً...رفع شراعه مرةً لرياحِ مُحيطه اللّامتناهي ...و انزلهُ اخرى في يقظةٍ مُفاجِئة على اجراسٍ اقلقته ...رنت بصوت يشبه قيود الواقع الذي يحاول تناسيه ....تجاهلني في خِضمّ نشوته ...وراح يحدث نفسه بصوتٍ مسموع كمَن يخاطبني....ادركتُ انّه يُوهم روحه الحيرى ...ويُناثر رذاذ فلسفته الباردة على احساسه ...على خوفه ...وقلقه ..متمنياَ ان تتجمد ...ان تتوقف عن الحركة ...ان تغفو على اقل تقدير ...و ان تتركه مع احلامه الرائعة ....
تراجعتُ عن فكرة نقاشه تماما ...وقبعتُ في الزاوية الاشد عُتمةً حول كيانه ...و انصتّ ...كان يدعوني للأبحار في قاموس ما يطرحه من الغاز ....وان افتح عقلي واطرح اسئلتي بذكاء ...لأحصل على اجابة صحيحة ....
كان منتشيا بذكائه وغبائي اللذين صورتهما له اغفاءته اللاواقعية ...الحالمة ...
لم اشأ افساد لحظاته المُزدهية بالنصر على كل شئ (حتى علَيَّ)...
لم اشأ ان اكون نداً لرجلٍ مَهزوم ...
لم اشأ ان اطلقَ صوتاً قد يفزعه وهو هشٌّ كنتْفِ ثلجٍ في كانون ....

لكنني كنت منزعجة .....ثم تذكرت قوله (يمكننا ان نقتفي اثر الشمس بشكل اوضح عندما تحيط بنا الظلمة )...فلم البث ان ضحكت مرة اخرى ...ولكن هذه المرة حرصتُ ان تكون الضحكة بلا صوت .

[MP3="http://www.dorar-aliraq.net/ext/uploader/fileup/1293316330.mp3"][/MP3]