رؤية

هروب

تقييم هذا المقال
بواسطة fairy touch, 7th February 2011 عند 08:51 PM (860 المشاهدات)



فيما كنت امر ، ادركت انه هناك ، يقف بعيدا جدا ،وسط حشد ٍ من الاخرين ، يتبادلون ضوضاء افكارهم معه، رفعت عيني باتجاههم ...فالتقت عينانا ...رددت هتافات السلام المنبعثة باتجاهي بحركة من يدي ..فيما اكمل هو حديثه ..متجاهلا ً مروري البعيد...
جلست على مصطبة ...حيث مازال الجمع ضمن مدى بصري ...تشاغلتُ بالتقليب في صفحات كراس ٍ كنت احمله ...واخرجتُ قلما ً ورحت اخربش بلا معنى ..امعاناً في التظاهر بالانشغال ...تمنيت لو استطيع كبح جماح رغبتي المتواصلة في ان ارفع رأسي وانظر اليهم وهم يتلفعون سحابة ضوضائهم التي تلوح لي دون ان استطيع سماعها...كنت احسُّ انني تحت ضغط نظراته البعيدة ...الشامتة بوحدتي ، تساءلت إن كان صحيحاً ما فعلته...ماذا لو انني توجهت اليهم ووقفت معهم وتجاهلته تماما ....نعم ..كان علي فعل ذلك بكل بساطة ..فهم رفاقي كما هم رفاقه ...لكنني تصرفت دون عقل ...تبعت صوت الانثى ...وكل انثى تعلم لماذا فعلت ذلك ...
اخذتني هذه الافكار لبرهة بعيدا عنه ...وعن التفكير في النظرنحوهم...
رفعت رأسي اخيرا ً...كان الجميع لا يزال هناك ...سواه ...يا الهي ..لقد غادر ....احسست بصفعة عنيفةٍ توجه الى روحي ...وكدتُ ابكي ...لقد غادر ..لم ادر هل تضاعفت وحدتي ام حررتني خيبتي...
لكنني تمنيت لو ابكي لولا انني وسط الناس.
فتحت الكراسة مرة اخرى ..وكتبت:
(في وجودك كنت وحيدة
وفي غيابك صرت ميتة )
افقت من احزاني على صوت ضحكته الساخرة وهو يقف قريبا مني...
- متى تتعلمين الا تهربي؟
- لستُ هاربة ...
ضحك بشدة ....وحنان ...كان حنونا في تلك اللحظات ...
نظر الي ...ثم قال:
احسستُ بالوحدة وانا معهم ...ففكرت ان اتي اليكِ...هل تسمحين لي بالجلوس؟

احسستَ بضربات قلبي طبولَ حرب ....نهضت بسرعة ....سقطت كراستي ..فناولنيها بذهول ، وسمعت نفسي اقول : اسفة لا وقت عندي للجلوس معك ...
استدرت ..وسمعتُ خطواتي الحمقى تحملني بعيدا ....الى حيث لا ادري ....
يومها كتبت في كراستي:
سيدي لست حمقاء ...لكنني اكثر جبناً مما تظن .

ثم مزقت كل شئ.
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية شيفرة دافنشي
    المضمر في الدلالة النوعية
    يداخلنا النص بوصفه منتجا سرديا يغيب الفضاء الزمكاني ( الواقعي ) عنه , فتمثلات الزمان والمكان سردية بامتياز حرص النص على إنتاجها بهلامية متعالقة ومنتجة في الاشتغال الذهني للراوي الضمني الذي انسلخ من ذات المبدع ليضع شروط النص بصرامة تجسدت في حق تفسير الحدث السردي الذي تموضع ضمن تشكل متنوع يثري الانتقال القرائي للنص .. على أننا لم نشهد كسرا لأفق التوقع على طول زمن السرد وهذا ما يشكل علامة فارقة تؤيد الانتقال في قراءة النص على نحو مغاير ومن زوايا أخرى ..
    لذا تحضر العلامة النوعية بشكل لافت لتنهض بالقراءة النقدية التي تسعى لكشف علاقات النص .. العلامة النوعية هنا تمثلت في الصوت الذي يبرز في النص على النحو الآتي ( ضوضاء أفكارهم , سحابة ضوضائهم , صوت الأنثى , ضحكته الساخرة , ضربات قلبي = طبول حرب , وسمعت نفسي أقول , سمعت خطواتي ) ومن خلال هذه الصورة من صور العلامة النوعية ـ الصوت ـ يظهر المضمر في النص وهو الصخب المستبطن في صمت يطفو على النص وهو على علاقة عميقة مع ذات الراوي الضمني ـ المرأة هنا ـ ومن هذه العلاقة تتجسد علاقة أخرى مفادها : المرأة = النص فالمرأة تستبطن صخبا متمردا رغم مظهر يوحي بالهدوء والنص يستبطن صخبا مشاغبا رغم مظهر هادئ عموما .. ولذا فإن ( الكراسة ) بوصفها علامة نوعية أخرى ( علامة لونية ) بما تحمله من دلالة المضمر ( الورق الأبيض ) ينفتح من خلالها فضاء زمكاني يجعل النص قابلا للإنكتاب ليؤسس علاقة أخرى مع الآخر ( الرجل ) ولعل هذه العلاقة هي السبب وراء إهمال السرد لحدث مهم وهو ( انغلاق الكراسة ) فقد دلس السرد هذا الحدث بحذفه عن المشهد السردي وهو حدث توسط حدثي ( فتح الكراسة ) لمرتين , وتتضح انعكاسات الحدث المضمر داخل الفضاء الثاني ( الكراسة ) من خلال علاقة يرسمها النص في جملة ( وأخرجت قلما ورحت أخربش بلا معنى ) فحضور الآخر ( الرجل ) هو دلالة هذه الجملة , بينما يبرز غيابه مساوقا لجملة ( وكتبت : في وجودك كنت وحيدة.... وفي غيابك صرت ميتة ) فالحضور لا معنى له خارج زمن السرد والغياب يبرز في مفهوم الانكتابية المشترطة داخل زمن السرد .. لذا تبرز نهاية النص بعد انكتابية التقرير الذي يباشره الراوي الضمني ( ثم مزقت كل شئ ) وهي نهاية تقلب النص لإعادة تشكيله مرة أخرى في قراءة ممكنة أخرى .
    مودتي أيتها المبدعة.
  2. الصورة الرمزية fairy touch
    مودتي ايها الخرافي.
  3. الصورة الرمزية شيفرة دافنشي
    سيدتي ..ممتن لأنك أحلتني لفضاء النص كما هو حقا .. أنت حيز متوهج من ألق الإبداع.. مودتي الدائمة.
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال