الشاعر عبدالحسین الباوی
قرآءة في قصيدة ؛( راح اسافر ) للشاعر الاهوازي؛ عبدالحسين الباوي
بواسطة الشاعر عبدالحسین الباوی, 3rd September 2013 عند 08:26 AM (3065 المشاهدات)
قرآءة في قصيدة ؛( راح اسافر ) للشاعر الاهوازي؛ عبدالحسين الباوي
بقلم : الاديب الاهوازي
الاستاذ على عبدالحسين الحزباوي
راح اسافر
واترك اسنيني وراي
واطوي دفتر ذكرياتي
واحمل اهمومي اعله ظهري
واترك البستان والشط والنخل
واشلع النجمه ابسماي
خاف واحد يندل امچاني و يجي
ارد اشيلن گلبي من هذا النزل
ارد اعوفن دولة الحب
بيها مسموح القتل
بعد ميت زرع گلبي و مايخضر بي شتل
راح اسافر
واترك البيت البنيته
ابشعري واحلامي ودموعي
ارد اسدن باب گلبي
الما لمس ايد الاحبه
الضیعته الناس مني
و طفت ابهندس شموعي
راح أحطّ ابأرض مابیها غرام
حتي لا شوفن ابعيني
ينهدم بيت الحمام
والسلام
السفر حزينٌ. الاقتلاع من منبت الروح و الجسد لن يكون سهلاً. ونذرف الدموع على السنين و الاحباب و الذكريات. مسافرٌ مرغومٌ أن يدير ظهره مما هو واضح جلي و جميل نحو مجهولٍ مخيف غريب..سفرٌ في مسارح الحزن القسري الحزين...
وكم فقدنا من احبة نزحوا الى البعيد في مشارق و مغارب الارض؟! و بقينا دونهم و دون اُنسهم..وبقوا في منافٍ هي أقفاص خضراء. وياليت الارض و الناس الذين نحبهم لم يكونوا و نكون معهم في حياةٍ مزرية! لكن و ما الفائدة من الأماني؟
قبل ما يقارب سنة كتب الاستاذ الشاعر الاهوازي الاخ عبدالحسين الباوي قصيدته الباقية على ناصية الحزن الاهوازي ألا وهي قصيدة؛ راح أسافر. والحقيقة لمست فيها حزناً أهوازياً وجودياً و مؤصلا.. والحزن مياه الروح الضامئةِ الى الله.
في قصيدة عبدالحسين الباوي يتجلى اليأس بأظهر و اوضح أشكاله. وكما أشرت لا أضع اصبعي سوى على مكامن الحزن الذي يبضع خارطة الروح الاهوازية ليحولها اوصالاً...والروح الاهوازية طائر بلا مأوى ابداً.
السفر في بوح الباوي، ليس إلا صرخة عميقة و عقيمة، وليس اِلا تفريقاً لِما يثقل على صدر الشاعر من قيح السنين السوداء. أنا أشعر بأن الشاعر(الانسان الاهوازي) يعاني من ثقل أوصال من لحم بشري نتنٍ جاثم على معدة روحه، و يحاول أن يقئ، يحاول أن يفر منه ...أو ينازع و يموت ، ولكن يسمي توقه لهذا الموت الاليم (شاعرياً) سفراً.
الأقلاع من الذكريات و الحبيبة والارض و المنزل و النخيل..و و و... أي اقلاع يكون سوى القنوط التام؟ أنه ليس سفراً بل نزاعاً بامل الخلاص من كل معاناة الارض. أنه نزاع حقيقي ليس غير، و تسميته بالسفر لم يكن اِلا مجازاً و تزييناً ادبياً لا اكثر...
المخلص
على عبدالحسين الحزباوي