ايليتا
امل الغد ....الى اين نمضي بهم؟؟؟؟؟
بواسطة ايليتا, 2nd September 2013 عند 06:20 PM (8995 المشاهدات)
اجيالنا ....عالمنا اليوم.....
ما الذي حدث للمبادئ والقيم والأصول التي تربينا عليها الم تكن أساس مجتمع إباءنا وأجدادنا ورمز العراقة ومنبع الود والتواصل والحكمة حيث كان يسود السلام بين أهالينا وأجدادنا فالكبير له مقامه واحترامه والصغير له مكانه ودوره الكل يكمل بعضه البعض هل من الممكن أنهم كانوا يجيدون التصرف أكثر منا ؟ في زمن خالي من التطور والتقنية الاتصال؟سؤال يحيرني ويثير دهشتي كل يوم ؟لماذا وصلنا الى هذا الحال ؟أصبح القوي فينا من يستمد قوته من ضعف وجبن الآخرين وليس من مساعدتهم وأصبح الطيب فريسة لذوي النفوس الجائعة لهذه القلوب ..إلى أين تأخذنا الحروب ؟ إلى دمار أنفسنا وأجيال لا تتعلم منا سوى العداء والضغينة التي باتت تسهر لها العيون وتتبادل أحاديثها الألسن ,إلى أن أصبحت متعة لدى البعض ,فقد باتت لعبة أطفالنا التي يستمتعون بها ,فيعد كبيرهم من ينجز مهام القتل بحرب الشوارع والمصارعة ومشاهدة أفلام العنف ,والآباء والأمهات وحتى الأخ الكبير والأخت الكبيرة مستغرقين في حياة التململ والضجر التي نحن من صنعناها لأنفسنا وكلامنا عما نفتقده نسينا ما نحتفي به ونملكه وترك ما خلفنا جيل متخلف لا يعلم به سوى الله (عز وجل ) وما سيحل به من غدر الأزمنة والدهور التي هدمت الحضارات و كم راحت لها أرواح ,أحببت أن أشارككم حديث قد دار بيني وبين فتيان من هذا الجيل حينما كنت جالسة في احد المراقد المقدسة أدعو من الله أن يكشف البلاء وتنزاح الغمامة عن وطني الذي بات كفريسة تدور حوله أصناف الوحوش المفترسة والطيور الجارحة لتنهش منه كل يوم ثم شد انتباهي حديث فتيان بعمر ما بين الثانية عشر و الثالثة عشر فوجدت نفسي مطرقة لسماع ما يدور في خلد هذا الجيل , فقال الفتى لصاحبه : إلى أين وصلت في لعبة اله الحرب ؟ اله الحرب....؟؟؟؟؟؟؟؟استغربت ؟وهل للحرب آلهة؟فازداد فضولي ... أجابه :لقد قمت بفك رموز الإلغاز بصعوبة حتى أني لم انم وقتها ,فقد سهرت إلى الخامسة فجراً وأنا اللعب في غرفتي .14 نحن في شهر فضيل وأيام كنا في عمرهما نتعلم تجويد القران الكريم على يد جدتي التي كانت تجمع حولها النساء في ليالي القدر العظيمة و عليهم آيات الذكر الحكيم وأنا انظر إليها بخشوع وعظمة لأنها كانت تعلم من هم اكبر واصغر منها في السن علما أن بنات جيلها اغلبهن أميات لا يعرفن القراءة والكتابة لكنها كانت ابنة شيخ فهذا ما ميزها أن تكون تعرف القراءة والكتابة دون الأخريات من بنات جيلها ...فقد كانت نعمة في ذلك الوقت. المهم ..فقد أسهبت في الحديث عن جدتي التي لم يكن في زمنها سوى قلم وورقة لتعلم على يد والدها ...لكن اليوم كل الوسائل متاحة للتعلم فمن المقصر أذن ؟لماذا جعلنا الجيل ضحية لكسلنا ..فابن الأستاذ الجامعة اليوم أراه يحمل هذا البلاء الصغير الذي اسمه المحمول ليلعب به خاسرا من الوقت مالا يعوضه بكنوز الأرض ... أعود معكم إلى الفتى الذي كان يحادث صاحبه ,قال له : ما أعظم ما صنعت ...لقد ختمت اللعبة حقا انك قوي.عندها استدرت نحوهما وسلمت :السلام عليكم . فلم يردا الإجابة :رجعت كررت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,ألا تعلموا أن السلام واجب الرد عليه ,فاستغربوا مني لأني أوجه حديثي إليهم بكل احترام فرد علي الأول:وعليكم السلام هل تحادثينا نحن؟مستغرباً ..أجبته :نعم ,فبعد إذنكما كنت استمع للحديث المشوق حول اللعبة التي كنتما تتحدثان عنها ما اسمها ؟فأجابني الأخر بلهفة : اله الحرب ..اسمها اله الحرب .استدرت نحوه :سبحان الله سلمت فلم تجب ولكن سألت عن اللعبة فأجبتني وكلك لهفة.أطرق خجلا من ردي , ثم أجابني قائلا : أني أحب هذه اللعبة لهذا اجبتكي بحماس .فسألته :وما يعجبك فيها ,قال :الألغاز وطريقة فكها والبحث عن اللغز الأصعب وحله وتخزين الطاقة في أدوات القتال التي يستخدمها في مصارعة الوحوش.عندها تدخل صديقه :نعم ..نعم وخاصة الجزء الأول فهو الأصعب حيث تكون طاقته كاملة وأسلحته فتاكة .قاطعتهما متعمدة :أذن هذا ما يعجبكما ,اذن أنتما أذكياء حتما ,لكن لم تستغلوا ذكائكما في موضعه ,فهل تعرفان عدد الساعات التي تقضوها جالسين أمام التلفاز محدقين لهذه اللعبة ,لماذا لا تتعلموا شيء مفيد مثلا اللعب مع والدكما أو مساعدة أمكما أو حتى اللعب مع من من عمركما الا تعلمون بمدى ثوابه عند الله خير من ما تفعلان ثم كيف لكما أنت تستخدما لعبة اسمها يدل على الإشراك بالله وأنتما مسلمين ,ونحن اليوم نجلس أمام أعظم شخصية أسلامية بعد الرسول (ص)وأنتما تتحدثان حول اللعبة.قاطعني الصغير بينهما :ونحن لما نساعد أمنا أو أبونا وكلما طلبت من احدهما أن يحادثني بتململ من أسئلتي ويصرخ بي ويقول اذهب واللعب الم اشتري لك الألعاب حتى ارتاح منك كأنني عبء عليهما. لم استغرب من شكوى هذان الفتيان .فالحقيقة نحن اليوم نهملهم لكثرة مشاغلنا لدرجة نسينا انهم امل الغد .لا عجب ان تمردو علينا او عاندونا فهم سيكونون بلا مثل اعلى ليقلدوه لان الاب مشغول لا يستطيع ان يقسم وقته وجعل وقت مقدس للعائلة ، فالنصحى قبل ان نفقد اجمل شيء ..اجيال المستقبل ..الى كل اخ كبير واخت واب وام وعم وخال وخالة وعمة كونوا مثل اعلى لابناءكم فالنستعيد عادات اجدادنا القيمه الاصالة فالنزرع القيم من جديد في نفوس ابناءنا لقد هدم التلفاز خيالهم .فلم يعد لهم احلام .قربوهم منكم اسمعوهم لا تدعوا عالم الالكترونيات يكون معلمهم للحياة عندها سنحقق اهداف اعداءنا في حصاد مستقبلنا قبل ان نراه .