علي جاسم الكعبي
مثنوية الانسان ومثنوية الاعمال
بواسطة علي جاسم الكعبي, 27th August 2013 عند 11:58 PM (262 المشاهدات)
مثنوية الانسان ومثنوية الاعمالتعديل محتوى الموضوع
ان اكثر امور الانسان وتصرف احواله مثنويه متضاده , من اجل انه جمله مجموعه من جوهرين متباينين , جسد جسماني ونفس روحانيه , صارت رغباته ايضآ نوعين : جسمانيه , كالمال ومتاع الدنيا , وروحانيه , كالعلم والدين , وذلك ان العلم رغبة النفس , كما ان المال رغبة الجسد ,وكما ان الانسان يتمكن بالمال من تناول اللذات من الاكل والشرب في الحياة الدنيا , كذلك بالعلم ينال الانسان طريق الاخره وبالدين يصل اليها , وبالعلم تضيء النفس وتشرق وتصح , كما بالاكل والشرب ينمي الجسد ويزيد ويربو ويسمن , فلما كان هكذا صارت المجالس ايضآ اثنين :
مجلس للاكل والشرب واللهو واللعب واللذات الجسمانيه , من لحوم الحيوان ونبات الارض , لصلاح هذا الجسد المستحيل الفاسد الفاني ,
ومجلس للعلم والحكمه وسماع روحاني من لذة النفوس التي لا تبيد جواهرها , ولا ينقطع سرورها في الدار الاخره , كما ذكر الله جل ثناؤه (( وفيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون ))
فلما كانت المجالس اثنين صار السائلون ايضآ اثنين , واحد يسال حاجه من عرض الدنيا , لصلاح هذا الجسد ولجر المنفعه اليه , او لدفع المضره عنه , وواحد يسال مساله من العلم , لصلاح امر النفس وخلاصها من ظلمات الجهاله , او للتفقه في الدين طلبآ لطريق الاخره , واجتهادا في الوصول اليها , وفرارآ من نار جهنم , ونجاة من عالم الكون والفساد , والفوز بالوصول والصعود الى عالم الافلاك وسعة السموات , والسيحان في درجات الجنان , والتنفس من ذلك الروح والريحان المذكور في القران ,,, والحمد لله رب العالمين