زيد فيصل الظالمي
(العنوان والمعنون)
بواسطة زيد فيصل الظالمي, 18th August 2013 عند 05:58 PM (847 المشاهدات)
والسؤال هنا ، من هو الأهم هل العنوان أم المعنون , وهل الأهم وه الشعارات أم المبادئ ؟
وبالحقيقة أن ليس هناك جواب واضح عن هذا التساؤل , فان الإسلام كما اهتم بالشعارات اهتم بالمبادئ , ففي جانب نراه قد ركز وبشكل واسع على إظهار الشعارات والاهتمام بالعناوين , ونجد ذلك واضحا من خلال أحكامه الشرعية , كوجوب المحافظة على بيضة الإسلام , وليس ذلك إلا وجوب المحافظة على العناوين , وكذلك من خلال حكمه بوجوب إحياء ذكر أهل البيت (ع) كما في قول الإمام الصادق(ع) : (احيوا أمرنا رحم الله من أحيى أمرنا), وكذلك الشهادة لأمير المؤمنين (ع) في الأذان, وسُئِل المرحوم السيد محسن الحكيم (قدس) عن وجوبها في الأذان , فكان جوابه (قدس) أنها الآن أصبحت شعار وأنت تسأل عن وجوبها ؟!!! , وهذا يعني أن المحافظة على الشعار واجب مفروغ عنه , ولكن في المقابل لا بد أن لا يكون شعار فارغ وخاوي من المحتوى , وإنما لا بد للعنوان والشعار أن يحمل المبادئ والقيم , وفي باب التزاحم بين الشعار والمحتوى , فليس من المعلوم أيهما يقدم , فالإمام العالم (ع) يخاطب الكعبة المشرفة التي هي عنوان وشعار لكل المسلمين فيقول (ع) (ما أعظم حقك يا كعبة و والله إن حق المؤمن لأعظم من حقك) , فليس معلوماً تقديم العنوان على المعنون في مقام التزاحم بينهما , وكثيرا ما يحصل الخلط بين العنوان والمعنون لدى الناس , فنجد الحكّام والظالمين يستغلون العناوين لكسب السلطة والمال , وقد نجد أن العنوان صحيح وليس فيه أي خطأ , كالإسلام مثلا , ويدعي البعض أنهم داخلون تحت هذا العنوان الشريف , والحقيقة أنهم يتمسكون بالشعار فقط دون المحتوى , وكما قال أحد الباحثين : وجدت في الغرب إسلام بلا مسلمين وفي الشرق مسلمين بلا إسلام , لان الذي وجده هذا الباحث أن الغرب يطبق الكثير من التعاليم الإسلامية من دون النظر إلى أنها تعاليم إسلامية , بينما أن الذي وجده في الشرق أناس يدّعون الإسلام ولكن لم يطبقوا تعاليمه المقدسة , فإنهم تمسكوا بالعنوان و أفرغوه من محتواه , فالذي قاتل الإمام علي (ع) كان يدعي الإسلام والذي كسر ضلع الزهراء كان يدعي الإسلام وكذلك الذي سمّ الإمام الحسن(ع) وكذلك الذي قتل الإمام الحسين (ع) وبقية أهل البيت (ع)فإنهم جميعا كانوا يتظاهرون بأنهم مسلمون , وكانت النتائج أن الغرب الآن يقول بأن الإسلام دين إرهاب وليس هو دين سلام , وذلك بسبب عدم التميز بين العنوان وهو الإسلام والذي لا شك في أنه إسلام سلام , لأنه أحكام إلاهية وليست بشرية و بين المعنون وهم من يدعون الإسلام , الذين لم يأخذوا من الإسلام إلا الاسم والعنوان فقط دون أن يأخذوا أي شيء من المحتوى والجوهر والمبدأ .
فعلينا أيضا أن نتنبه إلى أمر مهم جداً , وهو أن الناس ينظرون إلى كل مسلم أنه الرسول الاعظم وأنه الإمام المعصوم (ع) فأي سلبية لا محالة تسيء إلى المذهب و إلى الإمام (ع)وقال:الإمام الصادق(ع) كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ، قولوا للناس حسنا و أحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبح القول. وعن كثير بن علقمة ، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أوصني, فقال: أوصيك بتقوى الله، والورع، والعبادة، وطول السجود، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الجوار، فبهذا جاءنا محمد صلى الله عليه وآله. صلوا عشائركم، وعودوا مرضاكم، واحضروا جنائزكم. وكونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا، حببونا إلى الناس، ولا تبغضونا إليهم، جروا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح . فما قيل فينا من خير، فنخن أهله، وما قيل فينا من شر فو الله، ما نحن كذلك. لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وولادة طيبة. فهكذا فقولوا .