علي جاسم الكعبي

الموسيقى ......2

تقييم هذا المقال
بواسطة علي جاسم الكعبي, 15th August 2013 عند 09:55 PM (380 المشاهدات)
الموسيقى ......2تعديل محتوى الموضوع

امزجة الابدان كثيرة الفنون , وطباع الحيوانات كثيرة الانواع , ولكل مزاج وكل طبيعه نغمه تشاكلها , ولحن يلائمها لا يحصى عددها الا الله , عز وجل , والدليل على ذلك انك تجد اذا تاملت لكل امه من الناس الحانآ ونغمات يستلذونها ويفرحون بها , لا يستلذها غيرهم ولا يفرح بها سواهم , وذلك لاختلاف السنتهم وطباعهم واخلاقهم وعاداتهم , كما انك تجد في الامه الواحده اقوامآ يستلذون الحانآ ونغمات , وتفرح نفوسهم بها , ولا يسر بها من سواهم , وربما تجد انسانآ واحدآ يستلذ وقتآ ما لحنآ ويسره , ووقتآ آخر لا يستلذ بل يكرهه ويتالم منه ,
ان سكان الافلاك هم ملائكة الله وخالص عباده , يسمعون ويبصرون ويعقلون ويعلمون ويقرأون ويسبحون الليل والنهار لا يفترون , وتسبيحهم الحانآ اطيب من قراءة داود للزبور في المحراب , ونغمات الذ من نغمات اوتار العيدان الفصيحه في الايوان العالي ,
فان قال قائل : فانهم ينبغي ان يكون لهم ايضآ شم وذوق ولمس , فليعلم هذا القائل بان الشم والذوق واللمس جعل للحيوان الاكل للطعام والشارب للشراب , ليميز بها بين النافع والضار , ويحرز جثته عن الحر والبرد المفرطين المهلكين لجثته ,فاما اهل السموات وسكان الافلاك فقد كفوا هذه الاشياء , وهم غير محتاجين الى اكل الطعام والشراب بل غذاؤهم التسبيح , وشرابهم التهليل , وفاكهتهم الفكر والرويه والعلم والشعور والمعرفه والاحساس واللذه والفرح والسرور والراحه ,
ان للتسبيح نغمات والحانآ طيبه لذيذه مفرحه لنفوس اهلها , وان تلك النغمات والالحان تذكر النفوس البسيطه التي هناك , سرور عالم الارواح التي فوق في السموات , والتي جواهرها اشرف من جواهر عالم النفوس ودار الحياه , وان نعيمها كله روح وريحان في درجات الجنان , وقد نصف ونقول : ان نغمات حركات الموسيقار تذكر النفوس التي في عالم الفساد والكون , تذكرها بعالمها العلوي بنغمات التسبيح والتهليل ونغمات حركات الافلاك والكواكب , وتذكرها سرور عالم الارواح , وحركات هذه تحاكي حركاتها , فوجب ان تكون نغمات هذه تحاكي نغماتها , والمثال في ذلك حركات الصبيان في لعبهم , فانهم يحاكون افعال الاباء والامهات , والمتعلمون في افعالهم وصناعهم افعال الاساتذه والمعلمين واحوالهم ,
وهذا كان غرض الحكماء من استعمال الالحان الموسيقيه ونغم الاوتار في الهياكل وبيوت العباده , وعند القرابين في سنن النواميس الالهيه , وخاصه الالحان المحزنه المرققه للقلوب القاسيه , المذكره للنفوس الساهيه والارواح الاهيه الغافله عن سرور عالمها الروحاني ومحلها النوراني , ودارها الحيوان , للحديث بقيه ,,,,,,,, والحمد لله رب العالمين


التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال