الحرية
علم الله وحرية الانسان ( الجبر والتخيير)
بواسطة كلكامش, 28th December 2010 عند 10:50 AM (1680 المشاهدات)
ذهب علماء المسيحين واليهود واغلب علماء السنه ك ابو فخر الرازي والغزالي بالجبر
اي ان الانسان مسير وليس مخير
اما اغلب الملحدين فهو يعتبرون فكرة الجبر دليلهم للالغاء الخالق وهم يقولون ان حرية الانسان اغلى من فكر ة وجود الرب
واخيرا نحن الشيعة نؤمن بما قاله الامام الصادق """ لا جبر ولا تفويض, بل امر بين امرين ""
ولكن اغلب علماء الشيعة لم يفسروا هذه الروايه فبماذا نحن مجبرون وبماذا نحن مخيرون ؟؟؟؟؟؟؟؟
وهم يعتقدون مثل ابناء الجماعة بان الله يعلم المستقبل وما سيحصل....ويعتبروه من البديهيات والامور المسلم بها ولهم روايات كثيره ولعل حادثة الطف واحده من هذه الروايات.
ولكن هناك وجهة نظر فلسفيه تقول عكس ذلك ... نقول ان الله لا يعلم المستقبل ....
ويستندون الى جملة من الادلة العقلية والايات ساحاول ان اوجزها وان اشرحها
اولا :
الكثير من الايات القرانية تشير لمعرفة الله عز وجل بالغيب ....
ولكن هل الغيب هو المستقبل؟
كلا ..... الغيب هو الاشياء الموجودة الان وفي هذه اللحظة وما سبقها... اي انه الماضي والحاضر ... وفي اي مكان في الكون و تحت البحار وفي المجرات ...... ولكن ليس له علاقه بالمستقبل..... لان المستقبل شي عدم .... اي انه شي لم يحصل بعد.... لذلك هو عدم ....
و الله عز وجل يعلم الاشياء الموجود والممكنه .... والعدم شي غير موجود لا ينتقص من الله عدم علمه به ..... كيف ساوضح ....
يعني لو قلنا هل يعلم الله ما ا سم ملك العراق الان ؟؟؟؟؟؟؟؟ , قطعا الله لا يعلم (لانه لايوجد ملك في العراق الان )
نحن نقول ان الله قادر على كل شي ولكن ضمن المعقول .... فهل يستطيع الله ان يقتل نفسه مثلا ؟؟؟؟؟؟ او ان يخلق شريك له ؟؟؟؟؟؟ كلا والسبب ان هذه الامور غير ممكنه بالمطلق وعدميه ومثلها المستقبل لانه غير موجود بعد.
مثال اخر .... نحن الشيعة نقول الامام المهدي غائب .... في الحقيقة الامام موجود وليس عدم ولكنه غائب عن انظارنا ......
لنرجع للقول بكون الله يعلم المستقبل .....
ودعنا نناقش هذه الراي بهدوء , ودعنا نرى ما سيت رتب من اشكالات اذا ما تبنينا هذا الراي ........
1- لنفرض ان الله قدر قبل مليون سنه ان (حيدر ) سيرزق بصبي ...( لانه يعلم الغيب طبعا (
ثم الان اي بعد مليون سنة اراد الله ان يرزق حيدر ببنت ( كستجابه لدعاء حيدر ) ؟؟؟؟؟؟
فماذا سيحدث .....فان قلنا انه لا يقدر( لانه عكس المقدر سلفا) فمعناه ان الله مجبور ؟؟؟؟؟ ,وهذا ما قالته اليهود وذكره القران في سورة المائدة """وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا"" وحاشا لله ...
وان قلنا بانه... يقدر... فمعناه ان (علم الله قبل مليون سنه )تحول الى جهل بدليل انه قد كتب قبل مليون سنه ان حيدر سيرزق بصبي وها هو يرزق ببنت ؟؟؟؟؟ وهذا ايضا لا يليق بالله تعالى ...... هذا اول اشكال
2-ا معرفة الله بالمستقبل منافي لحكمته عز وجل... كيف ....ساضرب مثال
بما ان الله يعلم بان ابو لهب مشرك ويعلم بقية المشركين بانهم سيصرون على شركهم فلما بعث الانبياء؟؟؟؟؟ ومن كانوا سيهدون اذن ؟؟؟؟
ولماذا لم يخلق هولاء المشركين مباشرا في جهنم ؟؟؟؟
ويخلق الموحدين في الجنة ؟؟؟؟؟
هذا ايضا عبث ومنافي لحكمة الله سبحانه ... هذا الاشكال الثاني ...
3- ان علم الله بالمستقبل منافي للرحمة الله وساضرب مثال ايضا ....
لو ان رجل راى ابنه الصغير يسير نحو النهر .... وهو يعلم بانه اذا اكمل المسير سيغرق ..... وفعلا استمر الصغير بالمسير نحو النهر وغرق .... ماذا سيقول الناس للرجل : الا تملك ذرة من الرحمة حتى تنقذ الصغير .....
نفس هذا المثال سينطبق على المشركين ....
فان كان الله يعلم بانهم سيدخلون جهنم لماذ لم يتدخل لانقاذهم ؟؟؟؟؟ وهو ارحم الراحمين ... هذا الاشكال الثالث
4- هناك ادله من القران تدل على ان الله لايعلم المستقبل ومنها( اشرت باللون الاحمر )
بسم الله الرحمن الرحيم
مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى? مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى? يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ? سورة ال عمران 179
(لماذا يميز بين الناس لو كان يعلم بما سيعملون ؟؟؟؟؟؟)
إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم احسن عملا
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين. محمد 31
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
وفي سورة طه هو يخاطب موسى ""فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى"""
اما في هاتين الايتين يخبر الله ان باستطاعة عشرون صابرون يغلبوا مئتين .... ثم ينسخ الامر في الاية التي تليها لان الله قد علم ان فيهم صعفا
{يَأَيّهَا النّبِيّ حَرّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مّنكُمْ مّئَةٌ يَغْلِبُوَاْ أَلْفاً مّنَ الّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنّهُمْ قَوْمٌ لاّ يَفْقَهُونَ * الاَنَ خَفّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مّنكُمْ مّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوَاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصّابِرِينَ}
نرجع الان الى قول الامام الصادق " لا جبر ولا تفويض, بل امر بين امرين "ط
لنقول ان الجبر يكون في امور مثل كوني مخلوق رجل وانتي امراة انتي وانا مجبرين على ذلك ولكوننا خلقنا في هذا الزمن وفي العراق ايضا نحن مجبرين على ذلك
اما ما نختاره من امور ومعتقدات يحاسبنا الله عليها.... بالثواب او العقاب...... فنحن حرار في ذلك وكذلك كان سيد الشهداء حر في اختياراته وهو لم يكن يعلم علم اليقين بما سيحدث