حيدرالكيتاوي
حيدرالكيتاوي عبره وموعضه
بواسطة حيدرالكيتاوي, 16th July 2013 عند 04:02 AM (390 المشاهدات)
يا أيتها النفس البريئة ! ويا أيها الملك الوارث للملك ! يا أيها الرجل الذي ستصلى عليه صلاة الجنازة طال العمر أم قصر !
لو كان الحسن الثاني مجرد فرد من الأفراد، مجرد واحد من أبناء الشعب لَعَطفنا عليه نحن المذنبين المقصرين الواقفين على باب الله ولضربنا عنه صفحا، لكنه كان ملكا. كان !!! وتلك هي العبرة التي على ابنه محمد السادس أن يستخلصها من مشهد "الرجل حسن" الذي حمل نعشه هو شخصيا إلى مثواه الأخير، عليه أن لا يدع هذه العظة تخبو في ذاكرته. فهو اليوم ملكٌ، وهو غدا "الرجل" المسجى لا محالة.
إن الحسن الثاني نفسه، هذا الذي رفع الشعار الثالوثي : الله، الوطن، الملك، قد أصبح من بعد شيئا لا حول له و لا قوة، مكفنا داخل تابوت مذهب … وما قيمة التابوت المذهب أمام حقيقة الموت !
ومشى العاهل الشاب في موكب المتأله "المعصوم"، وشهد الحفل الوثني المنظم كل سنة، والذي تقام فيه شعيرة البيعة المخزنية التي تلزم كبار الشخصيات في البلد بالركوع خمس مرات أمام الصنم البشري قبل أن يدفعهم الخدم المُطَرْبَشون، ويسارعوا إلى رص صفوف باقي العباد الخاشعين.
كيف نريد بعد هذا من هؤلاء الوجهاء المروَّضين كل سنة على الركوع للوثن، المبتهج بأن أصبح مركزا للكون، أن تبقى لهم ذرة من كرامة ؟ لاشك أن هذه الكراكيز المجلببة المعممة تحس بحقارتها حين تتقمص جلد الخادم الجاثم عند قدمي سيده.
لطالما شهد الملك الشاب الدروس الرمضانية والحفلات المقامة في ضريح جده. تجمعات ضخمة ترصد لها ميزانيات خيالية مما تدره الأوقاف. ويا للأوقاف ! خلَّف الأجداد للأحفاد ما به ينفقون على شعائر المسلمين ويسدون حاجة المحتاجين منهم. أي خيانة هذه لمخزن لم يكتف بتحويل تركة الموتى إلى جيوبه بل أنفقها على حفلاته الوثنية !
لابد أن يختار الملك الشاب بين طريقين : إما أن يُخلص لعرف عفّى عليه الزمن فيتبع خطوات أسلافه حذوك القذة بالقذة وبئست السبيل هي ! وإما أن يعقد العزم على اقتحام العقبة والتكفير عن الجرائم التي كان أحد شهودها.
إذا اختار الملك الشاب أن يبقى التقليد الموروث وصيا عليه متوجسا من خرق "ما جرت به العادة" وتجاوز "القاعدة"، فسنعلم أن لا أمل للبلاد في الخروج من مأزقها، وأن الدعوة إلى احترام التعاليم الإسلامية، التي كان يعلنها الحسن الثاني رحمهُ الله وعفا عنه والتي سيعلنها سلفه السالك سبيله، ليست سوى تمويه مفضوح.
أما إذا صحا قلب محمد الآئب إلى الله، الموقن بما ينتظره، المستعد للقاء ربه، فلا بد أن يجتهد في تفكيك "إمبراطورية الشر". لقد كسب الملك الشاب في بداية هذا الشهر نونبر 1999- الجولة الأولى في معركته مع هذه الأمبراطورية حين طرد الوزير المنفذ لكل جرائم الحسن، وكيله في عملياته الخسيسة.