أبداعات ساندوخان

أمــــــــــ

تقييم هذا المقال
بواسطة Sandokan 19, 31st May 2013 عند 09:41 PM (291 المشاهدات)
أمــــــــــــــــــــــي
============
الأم ذلك التاج المرصع بالماس والذهب فوق رؤوس الأبناء الأوفياء تزينه نقوش الطيبة والحنان وأسمى لآيات الحب والامتنان حباها الله من المكانة المرموقة ورفع من شأنها الله بجلاله أعزمن أعزها ورعاها أكتب شيء"ليس قصة لحياتي بل لعلي اعبر عن جميلها وشذاها..
فتحت عيني على الحياة لأجد من تقوم على رعايتي بكل حب وحنان وتعطيني من وقتها الكثير الكثير غير مبالية بالسهر والإجهاد ..تضحي بصحتها وراحتها لإسعادي .. أتذكر أنها مصدر التنبيه العاطفي والاجتماعي لي في اللحظات الأولى من حياتي فأشعر بالدفء والحنان عندما تضمني إلى صدرها في أثناء الرضاعة .
هي مجيبة لمطا لبيبي الآنية بدون ملل مهما كثرت أوصعبت ، ترافقني في صحوتي ونومي وخلال صحتي ومرضي وتلبي طلباتي .. فأن جعت أشبعتني وأن أحسست بالبرد قابلتني بالدفء والعاطفة بل هي تلاطفني وتحاول أن تخفف عني إن أزعجني أحد وتسهر على راحتي الليالي ..
لم أكن أعرف الليل من النهار وأحيانا" أستيقظ والناس نيام فهي تشاركني اللعب وتكون مصدر سعادتي واستجابة لمطا ليبي حتى أخلد للراحة والنوم الهادئ فتنام على نومي
عندما كبرت قليلا" ..فرحت بما أعمل ..بدأت أتعلم المشي والكلام بمساعدة أمي وتشجيعها لي وعن طريقها زادت صلتي بالمحيط الخارجي من حولي فبدأت أتعرف على أقربائي وجيراني ومعها كنت أقوم بزيارة بعض الأماكن التي ساعدتني على زيادة الصلة.
ساعدني وأسعدني الجو الذي كان يسود بين والديّ وطريقة التفاهم بينهما لأن هذا الاحترام المتبادل والحب الذي يسود عائلتي بين أمي وأبي وأخوتي جعلني أنمو في جو هادئ بعيد عن المؤثرات النفسية السيئة .
صحيح إن طريقة معاملة الوالدين لأطفالهما وما تعكسه تلك المعاملة في نفوس الأطفال تعقد الأطفال نتيجة للمعاملة السيئة التي يتلقونها منهم أو تفضيل أحد الأخوة عن الآخر وتفضيل الابن عن البنت أو العكس أو ما يعطياهما للطفل الأول من مزايا يحرم منها الآخرين وغيرها من التصرفات التي يعاني منها مجتمعنا واتي تنعكس على تفكير الطفل وتنشئته النفسية ولكن الحمد لله ثقافة الوالدين وبالأخص الأم واطلاعها بأصول التربية الصحيحة للطفل مهمة أيضا" في رسم طريق حياتي ..
بدأت أمي تزرع الطيب في نفسي وما ينعكس على مداركي تجاه المشاكل الصحية والاقتصادية وتغرس روح الثقة في نفسي ..علمتني الشجاعة والاعتماد على النفس وتجنب مشاكل الحياة ومواجهتها .. في مراحل دراستي كانت هي التي تهيئ لي الظروف المناسبة وتشجعني وتقف معي وقفة الصديق الوفي ، وتشاركني في رسم صورة مستقبلي .. علمتني حب الوطن والوفاء للأرض الطيبة ومعنى هذا الوفاء ولماذا ؟؟ علمتني ان آخذ من قصص الأجداد الدروس والعبر للحياة..
كبرت وتزوجت ولا زالت قلبها معي تخاف من أن يجرحني النسيم ..تسقيني بدمعها أن عطشت كانت دعوات أمي نبراسا" يسير معي وحنانها يشمل عائلتي .. هذا هو القليل القليل بحق ذلك الإنسان الجليل الذي أرمه الله في كتابه وأوصانا به رسوله في بيانه .
نعم (( هي أمي التي تمشي على تراب الجنة .. فالجنة تحت أقدام الأمهات)) ..
بل الأمهات هي جنة وزهور تفوح بشذاها وشمعة تحترق لتضوي درب الأجيال وتوصلهم إلى بر الأمان .. إلى المستقبل الزاهر.
وكلمة أخيرة أهديها لأمي اعترافا" بالجميل :
أحب أمي كلمة تطمنه لقلبي ..
ونور ينوره لدربي ..
بالحنية ضمتني ومن طيبتها رضعتني ..
ياربي خليها وبرحمتك غطيها ..
ومن كل مرض شافيها ..
ومن رضاها أرضى عليّ .. لأن رضاك كتبته على الذي يرضيها ..
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال