حيدر الياسري الياسري
لاتقف حزينا مكسورا بل واصل الحياة رغم مرارتها .
بواسطة حيدر الياسري الياسري, 8th May 2013 عند 04:45 PM (346 المشاهدات)
يحكى أن امرأة أصابها الحزن الشديد لفقدانها ولدها الوحيد، وغمرها حزن جارف ولم تجد ما يواسيها. وفي النهاية، ذهبت الى فيلسوف عجوز اشتهر بالحكمة لطلب النصيحة، ولما أخبرته بمأساتها قال لها:
سأعيد لك ولدك بشرط ان تأتيني ببعض حبات الخردل »
ثم أضاف لها الفيلسوف العجوز قائلا .« ولكن هذه الحبات يجب أن تأتي من منزل لم تعرف التعاسة بابه.وفرحت المرأة، وأخذت تتنقل بكل همة ونشاط . من منزل الى منزل ولكنها في كل مرة اكتشفت بأن في كل منزل، هناك من عانى من حزن ما – كفقدان عزيز، او حلول مصيبة من نوع ما. وأخير اً أدركت المرأة ما أراد الفيلسوف ان يفهمها، وقالت لنفسها:
يا لشدة انانيتي ان الحزن ليس مقصورا عليَّ ، بل أنه يصيب الجميع
في هذه الأ يام نادر اً ما نقرأ شيئاً في الصحف او نشاهد الأ خبار على شاشة التلفاز دون أن نلا حظ مدى الآلام والأحزان فيما نقرأه ونشاهده من أخبار، من قبيل الزلا زل والحرائق والفيضانات والحروب والأ مراض المتفشية وحوادث الطائرات والقطارات، والكثير الكثير
من غير ذلك. وإننا الآ ن أحوج من أي وقت مضى لمن
يواسينا ويعزي نفوسنا. إن كل منا بحاجة الى السلوى في وقت من الاوقات. كما ان كل منا بحاجة كذلك الى ان يطمئنّ بأن المستقبل مهما كان يبدو قاتم اً فإن هناك بصيصاً من الأمل في الغد. إننا سنجد الأ مان والطمأنينة اذا كان لدينا المثابرة والإيمان بأن هناك من يرعانا ويهتم بنا.