حيدر الياسري الياسري
دور انتظار الموت
بواسطة حيدر الياسري الياسري, 8th May 2013 عند 03:53 PM (444 المشاهدات)
كم هو صعبٌ أن ينحت الآباء في الصخر ليربّوا أبناءهم كما يحبّون فيودِعُهُم الأبناء حين ينبت ريشهم دُوراً أسموها “دور رعاية” ولكنها باردة من العواطف والحنان وكان حرياً بهم أن يطلقوا عليها اسم “دور انتظار الموت”!
لكل منهم رحلة طويلة جبلت بالحب والعطاء والتجارب فما دوافعهم وكيف وجدوا أنفسهم بعد مضي العمر في دور المسنين.. أهو الهروب من الفقر.. الحاجة.. المرض.. أم الإهمال.. ونكران الجميل وعقوق الأبناء؟؟!
إنهم الآباء والأمهات.. الإخوة والأخوات.. هم الذين أفنوا أعمارهم في تربية وخدمة أسرهم وبلدهم وأعطوا كل ما في جعبتهم.. فإذا هم مهملون في دور العجزة لاحول ولاقوة.. فكيف وصل هؤلاء المسنون في مجتمع مثل مجتمعنا يتمسك بالروابط العائلية ويعي أهمية وجود الأسرة إلى ما هو عليه الآن، دون التنبه إلى هذه الظاهرة الخطرة.. وهل من المعقول أنه لم يبق لهؤلاء المسنين أي مكان في حياتنا سوى الذكرى؟!. بل حتى هذه الذكرى لم تبق موجودة وبخلنا بها عليهم.. فأنا أذكر عندما كنت أزور جدتي أنني كنت أرى صورة أمها وأبيها معلقة فوق سريرها وكذلك هي حال أمي تحتفظ بصورة أبويها كذكرى غالية على قلبها، لكننا اليوم وللأسف نرى أنه حتى هذه الذكرى لم تعد موجودة.. إذ من النادر أن تدخل بيتاً وترى صورة أحد الأبوين معلقة.. بل اكتفينا بتعليق صور الأبناء وأنا يحضرني الآن كلام مسن قرأته فقد قال متحسراً والدموع تملأ عينيه بسبب سوء معاملة ابنه له: لما لا يعتبرني ابني الذي أفنيت عمري في تربيته وتعليمه لأراه رجلاً وأحفادي من حولي يتراكضون؟ لما لايعتبرني كولد من أولاده؟!.