الموالي النجفي
معركة النجف الجزء الاول
بواسطة الموالي النجفي, 8th May 2013 عند 03:31 PM (532 المشاهدات)
معركة النجف الشهيرة (الجزء الثاني) في يوم من أيام المعركة ,وفي صباح من صباحاته ,كنا جالسين نتناول وجبة الفطور وجاءنا احد الأبطال وهو ينادينا ,قائلا لقد تقدمه رتل من دبابات جيش الكفار المحتل من جهة شارع المدينة بينما نحن نلملم قطع الأسلحة والاعتدة المطلوبة لهزم الكفار المحتلين ,سمعنا صوت الدبابات العملاقة وأحسسنا باهتزاز الأرض تحت أقدامنا,فهرع الأبطال يتسابقون تسابقا عجيبا لنيل احدا الحسنيين,ولم استطيع الذهاب معهم لكثرة المهام التي كلفت بها (من قبيل جمع المواد الغذائية ,والاعتدة,وتوزيع بعض قطع البسكت وقناني الماء على سرايا الجيش في الخطوط الأولى ,وتوزيع كميات السكر وبعض المواد الغذائية الأخرى ,التي تبرع بها الشرفاء من مناطق عديدة من العراق ومن ضمنها الفلوجة ,والحمزة ,وسوق الشيوخ, وبغداد ,ومناطق أخرى,نعم فتحرك الأبطال يحملون القاذفات والبيكيسيات والرشاشات والهاون الستين ومجموعة تحمل الرمان مضاد الدروع والناسف للدروع هذه كلها تعد أسلحة ساقطة من تعداد الأسلحة في سنين المعركة وأخرجتها الدول الصناعية من ترساناتها العسكرية ,واعتبرتها أنقاض الحرب العالمية الثانية ,لكن اثبت الأبطال في معركتي النجف والكوفة ,أن الانتصار ليس بآلة الحرب المتطورة بل بالإيمان والشجاعة وصدق الهدف,نعم فودعناهم بالصلوات والهوسات فلم أرى إنسان يذهب للموت فرح مسرور يضحك مبتهج, اذكر وصيتهم لي (ش) ادعوا لنا بنيل الشهادة ومجاورة أمير المؤمنين فنحن ندافع عن قدسية مرقده وروضته ومدينته المقدسة فكنت دائما ما ابكي عند سماعي إصرارهم على نيل الشهادة ,فساروا وعيوني تلاحقهم بدموع وآهات ودعاء لهم بالنصر والرجوع سالمين ,فلا يمكن أن يتصور أحدكم صعوبة الموقف فلو خسرنا المعركة ودخل خليط الجنود المحتلين وفيه عدد كبير من مرتزقة الجيش الصهيوني ستكون نكسه للمذهب لا يمكن أن يتصورها إنسان على وجه الأرض ,وستلعننا ملائكة السماء ويحل الغضب على ارض العراق الذي فيه أكثر من ثلاثين مليون إنسان وشح المدافعون عن مرقد إمامهم ومقدساتهم الله اكبر,ما هي إلا دقائق وبدء الاشتباك العنيف الذي اهتزت أركان الدنيا له وما بقي حجر على حجر ولا جرذ في جحر ولا طير في سماء ولا جن في طبقات الأرض إلا سمع صوت الصلوات والهوسات والكرات والصولات والقفزات العجيبات التي أذهلت العالم ,فتقدم الدرع بسبب تمركز القناصة على البنايات ومساعدة بعض الجواسيس والعملاء من أهل المنطقة الذين كانوا يرافقونهم ويدلوهم على أهم نقاط ضعف المدينة لكن ذلك لم يخدمهم بل انقلب عليهم وبالا ونقمه ,فتبرع مجموعة استشهاديين واغلبهم من أهالي الناصرية المجاهدة,فقاموا بعمل لم يتوقعه لا نحن ولا المحتلين ,وهو أنهم حملوا الناسف أو الرمانة المضادة للدروع ,وصعدوا على سطوح المنازل في الأزقة والشوارع واخذ الواحد منهم يقفز على ظهر الدبابة أو المدرعة وينزل عليها من السماء ويضع فيها المتفجر ومنهم من ربط مع الناسف (تي ان تي ) ولم يفكر أن بانفجار الدبابة هو سيستشهد بل كان قاصدا لذلك فاحرق احد الأبطال دبابة ومدرعة وجاءني احد الأبطال بورقة مكتوبة إن يا (ش) أذع نبأ إحراق أول آليتين للعدو فذعت الخبر في إعلامية الامرية التي كنت أنا أذيع البيانات فيها وكانت هذه من ضمن المهام التي أوكلت لي ,هنالك سرية لم تقبل أبدا أن تفوت هذه الفرصة فسارعت إلى المشاركة والاشتباك وكانت تلك سرية (علي الغزالي) التي كانت تتمركز قرب المصلخ فقاموا أبطالها بإحراق وإعطاب همر ومدرعة فبعد هذه الانتصارات تقدم الجيش في شارع المدينة وسط صيحات وصلوات فاستمرت المعركة حتى آذان الظهر وسط دعاء لمئات المرابطين في داخل الروضة الحيدرية العلوية فكانت الحصيلة النهائية إحراق وإعطاب أكثر من احد عشر آلية عسكرية في تلك المعركة وإنزال جميع الجنود القناصين وقتل بعضهم باشتباك مباشر إضافة لما أنجزه أبطال سرية (الغزالي )في منطقة المصلخ , وسقط منا مجموعة من أبناء الناصرية شهداء وبعض إخوان من مدن أخرى فالكل مشترك , اخبرني أخي الشهيد انه كان يرى شباب من أبناء الناصرية (يعظ دشداشته باسنانه )وهو يحمل قاذفته ويركض سريع نحو الدبابة فأرعب العدو مما تسبب بعدم قدرته على التركيز في ضرب الأهداف فتكبد العدو بخسارة جسيمة وهرب ساحبا أنقاض دروعه وجثث جنوده راجعا على شارع (ابو صخير) ففتح الطريق ورجع الأبطال ودفنا الشهداء في أسفل ما يسما(بجبل الحويش)وعددهم عشرين شهيد ومن ضمنهم أخي الشهيد وهكذا سجل الشباب انتصارا عظيما ومهم جدا غير على أثره الاحتلال خططهم وستراتيجيتهم التي اعتمد بها اعتماد كلي ومباشر على الجواسيس وتحديد الأهداف وقصفها بالطيران والمدفعية العملاقة الثقيلة التي كانت متمركزة في أطراف النجف ألا شرف 0وهنالك أجزاء أخرى تتبع