حامد نور العوادي

الخريف جميل احيانا

تقييم هذا المقال
بواسطة حامد نور العوادي, 3rd May 2013 عند 10:05 PM (469 المشاهدات)
انا اديت كل واجباتي في الحياة تجاه الجميع: الزوجة والأبناء وتركت لهم ما يؤمن مستقبلهم.. اليس من حقي ان اعيش؟.
قلت:ذات يوم اهداني الصديق الراحل نزار قباني ديوانا جديدا وجلست ليلا اتصفح قصائد الديوان وكان الليل قد انتصف وكنت اعرف ان نزار ينام مبكرا..توقفت عند بيت في قصيدة يقول فيه نزار المهم ان تكوني.. امرأة واتركي الباقي عليا.. اتصلت بنزار وكان نائما وشكرته علي ديوانه الجديد وسألته: هناك بيت اعجبني واريد ان اسألك ما هذا الباقي عليك؟.. ضحك وقال: سأضع رأسي علي صدرها وابكي.. تذكرت هذه القصة وانا اقرأ رسالة القارئ العجوز وقلت لنفسي إذا كان امبراطور الحب نزار القباني وضع رأسه مستسلما وبكي فماذا ستفعل انت بالملايين التي جمعتها؟.. ان هذه الفتاة الصغيرة قررت ان تدخل معك في صفقة تبيع لك بعض سنوات عمرها وتأخذ حقها مالا.. باعت لك ربيع ايامها واشترت خريف عمرك.. وانا اري ان الطرف المظلوم في هذه القصة هي زوجتك وام اولادك لأنك حين تزوجتها كانت اصغر منك عمرا واكثر منك نضارة وشبابا واعطتك عمرها بسخاء ومنحتك ابناء تفخر بهم وكانت تنتظر ان تشاركها الأيام الصعبة حين يتكئ كل منكما علي الآخر ويبقي بينكما شيء نسميه الألفة والرحمة والمودة.. إلا انك قررت ان تقفز من سفينة الخريف وحدك ربما وجدت ربيعا ينتظرك خلف الأمواج العاصفة ولكن الحقيقة ان الخريف هو الخريف والربيع هو الربيع وعلي الإنسان ان يعيش زمانه ويترك الآخرين يعيشون زمانهم.. هذه الفتاة الصغيرة التي تمنيت ان تقضي معها بعض ايامك احق بها شاب صغير يتقاسمان معا العمر والأحلام والأبناء والرحلة لأن المال لا يشتري العمر.. والخريف رغم شحوب الأشياء فيه الوقار وشيء من الحكمة.
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية ايليتا
    لقد ابكيتني ... تمنيت لو كانو يفكرون مثلك...
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال