الفضل
تنبيه
بواسطة الفضل, 27th April 2013 عند 06:46 AM (440 المشاهدات)
يقول الله سبحانه وتعالى ( مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى )(الروم :8) وهذه الآية توضح أن لكل موجود من السماء وحتى الأرض وما يوجد بينهما أجل وصفه البارئ عز وجل بأنه "مسمى" أي محدود ومقدر بحيث لا يتعداه أي موجود , وكما في الآية الكريمة ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )(الأعراف:34) وآيات أخرى لها نفس المعنى إن أجل الشئ هو الزمان الذي ينتهي عنده .
يشغل الحديث عن الموت والدعوة إلى استذكاره حيزاً كبيراً في أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وعلماء الأخلاق باعتبار الموت يمثل حداً فاصلاً بين عالمين : الدنيا التي فيها الإنسان , والآخرة التي يحاسب فيها على عمله في حياته ليؤول بعدها إلى المصير الخالد , إما جنات النعيم أو في سعير جهنم والعياذ بالله.
عندما يتذكر الانسان الموت فإنه يستحضر المراحل التي ستبدأ بعده , بدءاً بالقبر ومروراً بالبرزخ وانتهاء بيوم الحساب وما يترتب عليه من تحديد المصير النهائي للإنسان , وفي كل مرحلة من هذه المراحل يتحدد وضع الإنسان فيه شقاءَ أو سعادة , عذاباً أو تكريماَ , على أساس ما قدم في حياته.
سُئل الإمام الباقر(عليه السلام) عن الموت فأجاب : إنه النوم الذي يأتي الإنسان كل ليلة إلا أنه أطول منه مدة بحيث لا يفيق منه الإنسان إلا يوم القيامة ويشبه الإمام الموت بما يراه الإنسان في منامه من أحلام جميلة أو كوابيس مرعبة ثم يدعو الناس إلى التهيؤ له .
إن تشبيه الإمام الباقر (عليه السلام) للموت بالنوم مستوحى من الآية الكريمة ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )(الزمر:42) إذ نلاحظ أن الله عز وجل وصف الحالتين ﺑ"الوفاة".
لذا فإن ذكر الموت تحذير للإنسان من عواقب السيئ من أعماله فيتجنبه والصالح منها فيزيد منه ما استطاع لا أن يتحول ذكر الموت إلى عامل سلبي يغرس الحزن والهلع واليأس في النفوس فتشل حركة الإنسان ويتراجع نشاطه وتبرد همته .