(المتدفق)

2014.

تقييم هذا المقال
بواسطة زاهــــد, منذ يوم مضى عند 05:22 PM (193 المشاهدات)
2014
كيف غادرتني يا أيها الخوف وانا ذاهب مع العابرين الى الموت، الباذلين أرواحهم له،
كيف تخليت عني في هذه اللحظة ؟
وانا ابحث عنك في زوايا صدري بين شغاف قلبي الذي لم اتعوده أن لا يرتجف في هكذا موقف ، لعلك تثنيني عن الذهاب ، لأني حقاً كنت خائف لكن لم اجدك ،
توسلتك تحضر لتنقذني من هذا المأزق الذي وضعت نفسي فيه .
كنت اتمنى اي احد يمد لي يده ويسحبني من بين هؤلاء الذين يتمازحون فيما بينهم ويضحكون حين يذكرون الموت كأنه نكتة تافه،
جدأ اخشى الموت،ارتجف حين يُذكر اسمه امامي.
صرخ أحدهم ايذاناً ببدء حفلة القتل الدموي التي يبدو أن الجميع فرح بها سواي،
مع زخات الرصاص الاولى ، سقط سجاد وبعده بقليل كرار شهيدا، ياالله انه الموت يقف امامي! يبتسم لي، اشعر كأنه يقول سأنتزع روحك الآن، لكنه تجاوزني سقط رامي بجانبي و وليد الذي كان يسير خلفي. انه يختار ضحاياه بفلسفة غريبة، فلسفة لا تعتمد على كم هذا شجاع وذلك جبان وهذا طيب واخر خبيث وهذا مؤمن وذاك منحط . بل هي اشبه بالعشوائية التي تعتمد على الصدفة حين تقود اداة الموت والضحية في طريق التصادم.
كم من جبان تجاوزه الموت لأنه لم يرفع رأسه وكم من شجاع اردي قتيلا، لأنه حاول تجاوز المنعات وفي لحظة أخرى ومكان اخر ترى ذلك الجبان مجندلا في مخبأ جبنه وذاك المقدام
ظفر بأقدامه أن يفلت منه. حتى تخيلت ان ملك الموت في تلك اللحظات يشبه الاباطرة الرومانيين حين يجرَّون اسراهم من العبيد والمجرمين الى ساحة القتل بسيوف ورماح،لدولة فرسان مدربين.
فعندما ينال أحدهم إعجابه كان يشير بإبهامه فينقذه من القتل وعندما يستاء من آخر كان يشير بنفس الإصبع فيحل به الموت.
في تلك اللحظة نزعت الخوف من صدري لم يهاب شيئا اسمه الموت لأنني أدركت أننا مجرد لعبة يتسلى بها
.حين هدأت أصوات الرصاص، وبقيت الجثث مرمية حولي، شعرت بأنني لم أعد الشخص ذاته الذي دخل هذا المشهد قبل لحظات. خرجت منه شخصاً آخر، شخصاً يرى الموت لا كعدو، بل كظلٍّ دائم الحضور، يرافقنا دون أن ننتبه.

تم تحديثة منذ يوم مضى في 12:10 PM بواسطة زاهــــد

التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال