حيث يحتشد العالم أمام أبواب القيامة ,يرتسم على محياهم الوجل و الذهول وهم يتحاشون ركلات جنود الحشر و سياطهم التي تقتلع الجلود،هناك
عندما يضطرب انتظام السلسلة البشرية التي يبتلع نهايتها افق الكون,مخلفة خلفها عاصفة من الغبار المحمل ب نتانة القبور,
مشهد كئيب ,,,
حين تدرك أنك تحمل على اكتافك جنازة الحياة ,,, تلك الجميلة التي حاولت وجاهدت الى خطف ودها تداعبها تغازلها بخبثك المعهود لتظفر بقسط من لذيذها, هي الاخرى اكثر منك مكراً ودهاء في أحيان تمكنك من نفسها وفي أحيان تشد عليك ضرسها ,,
ولكن لا تحزن فأن نهايتك ربما افضل منها ,
مازلت تملك فرصة لحياة اخرى ,اما هي فستختفي في العدم ,
فرصتك هي أشبه بالمقامرة , حيث ستمر مع الذين يمرون ضمن تلك السلسلة البشرية من أمام مخلوق مرعب هول هيئته ينسيك اجدادك آبائك اخوتك وابنائك بل ينسيك وجودك وسنين رقودك .
يطلعك على ورقتين في واحدة صورة امرأة عارية واقداح خمر، (تذكرك بكل نزواتك و سوء فعلك)
و اخرى تحمل صورة خمارة و ماخور دعارة ,,
( مكافئة كل افعل اخلاقي ،لكن بمايناقضه! )
,,اما انت مازلت مذهولاً مشدوهاً من هول مارأيت ،
لأنك تعلم كل أفعالك المشينة وكل حماقاتك ونزواتك وحتى نواياك الخبيثة التي لم تستطع تحقيقها موجودة بين يديه .
يرمقك بعين غاضبة مملؤة بكل أنواع الشر، يناولك الورقة الاولى ،،
يأتيك قرينك السيئ ابليس يسألك يشد على ازرك ,يقول انتهت اللعبة ، يرى ورقتك، وعلامات الحزن بادية عليه،،
مع الاسف ستذهب الى الجحيم !،
ولكن اطمئن ستجد هناك امامك كل العاهرات واصحاب الشذوذ . تجهش قليلاً بالبكاء..
علمت أن جارك العزيز الذي كان لا يفارق السجادة والمساجد حصل الورقة الثانية,,
هنا تلتفت لقرينك السيء و تستوضح منه عن سر الورقة الثانية
يجيبك بكل هدوء لا فرق صاحبك ايضاً سيجد أمامه النساء والولدان وانهار الخمر .
ماذا تعني؟؟؟
أعني لا فرق بينك وبين صاحبك
ظفرت بلذتك في عالم الدنيا ،،وهو سينالها في الآخرة.
وأنت واقف هناك، على أعتاب المصير، تدرك أن العدالة ليست كما تخيلتها، وأن الحساب ليس مجرد معادلة حسابية بين الأفعال والعقوبات. هناك شيء آخر، شيء لم تفهمه بعد...
ربما ستفهمه بعد فوات الأوان، أو ربما لن تفهمه أبداً.