ما قالتهُ الأُمّ :
في ذروةِ الغرقِ المحيطِ بمائهِ
وتباينِ الرؤيا وحيرةِ تائهِ

وتزاحمِ القلقِ المريبِ بعالمٍ
يُسقى أساهُ معتّقاً بدمائهِ

منْ بينِ رائحةِ الدروبِ وتيهها
وخُطى مُنيبٍ فرَّ من أخطائهِ

من غفوةِ اليقظاتِ في أحلامها
من خلفِ أبوابِ الوداعِ ودائهِ

من لُجّةِ الصخبِ المحرّرِ بالردى
ينسابُ صوتٌ مالَ عن ضوضائهِ

صوتٌ يرتّلُ أولَ الآياتِ من
حزنِ الجنوبِ وشجوهِ وبكائهِ

صوتُ "الدللولِ الولدْ يبني" اعتلى
من بينِ كثبانِ الأسى وقبائهِ

يا أيّها الولدُ الترابيُّ انتفضْ
هو صوتُ أمٍّ مثقلٌ بورائهِ

لا تبكِ فالصبحُ القريبُ حكايةٌ
أغصانُها الماضي بكلّ عزائهِ

فعدوّكَ المشؤومُ يسكنُ ها هنا
سكنَ الديارَ مُموّهاً بردائهِ

قمْ واهجرِ ( الكاروكَ )، قمْ لا لا تنمْ
قمْ واحمِ بيتكَ واستفقْ لفدائهِ

قمْ يا بُني ستنطوي الضحكاتُ في
هوسِ اللصوصِ فقدْ لَهوا ببقائهِ