ليالي
شهقة روح
بواسطة ليالي, 9th January 2024 عند 02:44 AM (7006 المشاهدات)
مازالت تعبق روحي رائحة القهوة الطازجة القادمة من الشارع المقابل .. و من أين يأتي صوته لا أدري ..صوته الخافت الضعيف الذي يخترق أذني حتى النخاع ...
يستخرج الحنان من الصخر الصلد المتراكم على صدري ...يحاول نفض الضباب المتجمد على قلبي ..و بأصابعه السحرية يمسح البرد عن وجهي ...
يا تفاصيل الحنين هدني الشوق اليه ..من حلمي المحكوم عليه بالانتظار , من الوعي ..وراء الوعي..يا رعب الساعة ,
لا املك قوة أوقف الوقت ..و العمر يقف ذاهلاً يصغي لحشرجة صوتي مبتسما ابتسامة ساخرة ..
في الليالي الطويلة يعلو الدخان إلى الأقبية المعتمة ..على أضواء النجوم أشيع آخر الآمال و أطفئ أخر مشاعل الشموع التي أهداني ..
أغرقني في متاهات الذكرى و هدر كرامة الغابات ...تنفست البخور بين الأرواح الخبيثة الحائمة فوق رأسي تدقهُ دق المطرقة على الحديد ...
أسعفني ., . أنقذني من عالم الغيب ..و لا تردد تلك الجمل المتشابهة الحروف ..رتب لي الحقيقة بيديك ..أخرجني من عالم الدخان و الحرائق , فما عدت أطيق وتيرة الدوامة , و أنا على وشك السقوط...
و أتذكر ..
\
الذي عرفته بالأمس ..و رائحة السجائر المنبعثة من جسده….و أشياؤه العابثة بأوردتي تمزق ابتساماتي ..تحاصر خاصرتي ..وروحي تهرع نحوه تلبي نداءه …و حبه ينمو و يكبر ..منذ أوكله القدر مهمة قتلي…
كان ذلك قبل أعوام طويلة ,
و …
\
أتذكر …
\
رجل يشبه السنديان ناصبا لا تهزه العواصف ..كان يستطيع النفاذ من أضيق الأماكن, إلى قلبي ,
حملت به و بأحلامي منذ أنجبتني تلك المرأة التعسة ,\
حملتُ فأس الصبر و أمضيت العمر أكسر الصخر على بابه,
و شمس الأمل تطل من خلف الستار ..\
تهبُ ريح البعيد تلفح اللحظة توقظها من غفوتها وراحة تسترقها من غفوة الألم في عُشر اللحظة . .!
تضعها بين يديه , يهدهدها , \
ينظر اليها بأسى \..
يطمئن إلى صدرها ..
يغفو ..تغمض عينيها …
تنام ..\..
يستيقظ…تستيقظ…
.من جديد….
و أتذكر…
رحل و أغلق الباب خلفه مودعا بابتسامة مطمئنة …!!