حديثنا اليوم عن أسرة وصلت اليوم لمستوى القبيلة وكانت لها بصمة في تاريخ البادية العراقية وهم سادة اشراف ،
[IMG]

[/IMG]
وسنتحدث عن جذورها لحين الوصول لواقعها اليوم.تعود التسمية لجدهم الأعلى ( أبو محمد الحسن العزي ) صاحب "العزية" <1> أحد قرى " الكوفة " سابقاً أو " الغري " وهي النجف الأشرف اليوم.
ونسبه: أبو محمد الحسن العزي بن علي قتيل اللصوص بن عبيدالله الثالث بن علي المحدث بن عبيدالله الثاني بن علي الخير الصالح بن عبيدالله الاعرج بن الامام علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب (ع).<2>

ذكر شيخ الشرف العبيدلي في مخطوطه الذي كتبه 430 هـ " تهذيب الأنساب " والخالي من استدراكات ابن طباطبا ما نصه : "أبي محمد الحسن العزي له عدة أولاد لهم أعقاب في مواضع شتى"

وقد ذكر ابن فندق البيهقي انتشار العقب ما بين بغداد والكوفة <3>.

وابان الاكتساح المغولي للعراق نزل عدد كبير من سكان المدن كالحلة وبغداد إلى البطائح وهي منطقة تشمل البصرة و واسط والكوفة ، وبقت البطائح مأوى للفارين من وجه الحكومة والثائرين عليها <4>.

ومن الذين نزلوا للبطائح جماعة من بنو العزي عرفوا ببني عـز وهم جماعات من عقب حسن بن جعفر بن مفضل بن حمزة بن الحسن العزي وبيت قريش العزي وهم عقب قريش بن هبة الله بن مفضل بن محمد بن محمد أبو الطيب بن الحسن العزي<5>

وقد ترأسوا وتزعموا الامارة العربية في البطائح وهي بادية عرب العراق والتي كانت تسمى أيضا بإمارة عبادة، وقد تزعموا هذه الامارة التي ضمت أيضا قبائل: المنتفق، خفاجة، ربيعة، عبادة ، وقد كانوا يخاطبون بالمجلس الأميري السامي من ملوك مصر آنذاك<6> وهو أيضا من رسوم الأشراف<7>.

كما ذكر المؤرخون أن تلك الحقبة ونقصد فيها من 735-803 هـ ، فترة لم يكن فيها التدوين موجودا وعلل ذلك صاحب تاريخ الغياثي بقوله : " إن كثرة الفتن وتواتر المحن التي جرت بأرض العراق لم يضبط أحد تواريخها من دور الشيخ حسن إلى يومنا هذا أولا من عدم أهل العلم ومن ينظر فيه " <8> ، وكذلك ما قاله عباس العزاوي في موسوعته العراق بين احتلالين: " ولكن الإدارة في تدبير هذه القبائل كانت مكتومة أو أن الذين كتبوا لم يطلعوا على دخائل الأمور ولا علاقة لهم بالعشائر وبما كانت تراعية الحكومن من سياسة معها والوقوف على اسرارها ولا نجد إلا فلتات أقلام جاءت عفوا أو ذكرت عرضا وعلى كل لم يصلنا عنها الشيء الكافي " <9>.

وفي الموروث المدون لآل العزي أن جدهم السيد أحمد شهاب الدين العزي كان له دور في مقاومة النفوذ المغولي في العراق وقد أشار لذلك عدد من الباحثين وكذلك قد نص ابن عنبة في مخطوط عمدة الطالب الكبرى على وجود بادية من ذراري الحسين في قوله : "فخص الشريف أحمد ومعه جماعت من بني حسن وبني حسين الأعراب وأهل الحلة" <10>.

وقد أشار فقد ذكر ناصر الدين محمد بن عبدالرحيم بن الفرات في تاريخه المعروف بتاريخ ابن الفرات ما يلي: " في أحداث جمادى الأولى 789 هـ ذكر أن الحاج حسن بن عبدالله بن عبدالمحمود البغدادي المعروف بالدوري التاجر السفار في القماش البغدادي أن السلطان أحمد بن السلطان أويس ملك بغداد اتفق هو وقرا محمد ملك التركمان وحماعة من العرب على ملاقاة تمرلنك تابك التتار والمتغلب على توزير وآخذها من السلطان ابن أويس وقتاله " <11> ، بينما نجد أن المؤرخ جعفر خصباك في كتابه العراق في عهد المغول الايلخانيين ص172 يذكر: " وكانت البادية الممتدة على الجانب الغربي والبطائح الواقعة بين الكوفة وواسط والبصرة ملجأ تأوى إليه وتمتنع به عن العقاب لتخرج منه من جديد عندما تواتيها الفرصة"، أما الدكتور محمد صالح داوود القزاز في كتابه "الحياة السياسية في العراق في عهد السيطرة المغولية يقول ص331: "ومن خلال الاشارات القليلة التي تناقلتها بعض المراجع يمكن القول أن موقف هذه القبائل من الحكم الايلخاني كان أقرب إلى العداء منه إلى الرضى في الفترة الأولى من قيامهم على الأقل يفسر ذلك ميلهم إلى التعاون مع الحكم المملوكي المسلم للطاحة به .. وان التصدي للغزو المغولي أصبح واجبا دينيا بالاضافة إلى ضرورته السياسية " ويقول أيضا ص341 " وبالرغم من سكوت المراجع الرئيسية عن الاشارة إلى دور هذه القبائل إلا أننا نستطيع القول أن علاقتها مع حكام العراق لم تكن حسنة وإنها كثيرا ما تمردت عليهم وقطعت طرق المواصلات ونهبت القوافل التجارية " وفي هامش ص331 ذكر عن المراجع ودور القبائل قوله "فالعراقية منها اشارت إلى بعض الاضطرابات التي قام بها الأعراب في البطائح ".
ويذكر ان ما تواتر في الذكر فقد استشهد احمد شهاب الدين ابي علي العزي في واسط بحملة عسكرية لتيمورلنك، وقد ذكر في كتاب تاريخ العراق الحديث 1258_1918. ان السلطان احمد قد فر من بغداد بعد حملة تيمورلنك عليها وذلك يأتي غضباً لطرده بمساعدة القبائل العربية في البطائح لوالي تيمورلنك من العراق وقد ذكر التالي عن نهاية حكم امارة عبادة التي يتسيدها بني عز حيث يقول (اما تيمور فقد كان عليه مواصلة عملياته الحربية من اجل استكمال بسط سيطرته على بقية المدن العراقية. فبدأ بأرسال قواته الى واسط التي كانت تسيطر عليها قبيلة عبادة وزحفت قواته الى المدينة مستخدمة السفن في دجلة ولكن القبائل العربية اخذت تهاجم القوات المغولية وتمكنت من قتل عدد كبير منهم فضلا عن اغراق سفنهم. ونتيجة لضراوة مقاومة القبائل العربية وعنفها فشلت الحملة الاولى فاضطر تيمور الى ارسال حملة ثانية بقيادة أحد كبار قادته وقد اشتبك هذا مع القبائل العربية التي رفضت الخضوع فقتل عدد كبير منهم، واضطر القسم الباقي الى دفع الضريبة للغزاة. وبذلك خضعت واسط لسلطة المغول وتركت فيها حامية عسكرية خوفا من ثورتها. كما ارسل تيمور قوة ثانية تهدف الى احتلال البصرة التي كانت تحت سيطرة شيخ عربي هو صالح بن جولان امير المنتفك الذي رفض الخضوع للمغول وتهيأ لمقاومة القوة القادمة،) <12> حيث ذكر مراراً وتكراراً تسيد بني عز على هذه الامارة والوجاهة والرياسة ومما يزيد الدلالة على كبر شخصية جدهم تسمية منطقة استشهاده باسمه حيث توجد منطقة في محافظة واسط على الحدود العراقية الايرانية باسم" الشهابي" بناحية الشيخ سعد وقد الغيت هذه المنطقة لخطورتها <13>

وأما ما بعد تلك الفترة يذكر العزيون في مدوناتهم مثلا كرمة السيد علوان العزي أن السيد تاج العزي تملك على نهر التاجية وهو الواقع في طريق الحلة على ذي الكفل وأنه ساهم في تطهير نهر الحسينية وأنهم تعرضوا قرابة 914 هـ لمجزرة نجى منها ( باقر ) الذي تخفى باسم (بريج ) ومن ثم ظهر ابنه في حدود 945 هـ وساعد سليمان القانوني في دخوله لبغداد وعلى اثر ذلك وهبه أراضي في داقوق تسمى بالعثامين ووهب أخوه أحمد أراضي في منطقة الغرفة شمال ديالى، ولا تزال ذراريهم إلى اليوم في تلك البقعة.<14>

-------------
المصادر :

1 ) النور الوضاء في معرفة أعقاب أبناء الزهراء، مناضل عبدالستار النفاخ الموسوي، الجزء الثاني ص 406 / الأصول المنهجية في أنساب الأعرجية، حليم حسن الأعرجي، ص364 / الأصول الهاشمية العلوية العراقية الكوفة والحلة القسم الأول، بقلم السيد مجيد المهنا الحسيني الأعرجي عضو رابطة الأنساب العراق بغداد، مجلة الأنساب العدد 49 لسنة 2014، ص15 / مخطوط " السادة الأعرجية " للسيد جاسم الفحام الاعرجي.

2) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، جمال الدين أحمد بن علي الحسني المعروف بابن عنبة والمتوفى سنة 828 هـ، ط2 1380 هـ - 1961م ، تصحيح محمد حسن آل الطالقاني، ، منشورات المطبعة الحيدرية ، ص323 ونصه : "وأبو علي محمد الحسن الملقب بالعزي يعرف عقبه ببني العزي الى الآن ، وانفصل منهم بنو شقشق هو أبو القاسم حمزة بن الحسن العزي يقال لولده بنو شقشق"

3) لباب الأنساب والألقاب والأعقاب، لأبي الحسن علي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي الشهير بابن فندق المتوفى 565 هـ، ج1 ص286

4) ابن الفوطي: الحوادث الجامعة ص260 / الكتبي : عيون التواريخ ج20 ص74 ، جعفر خصباك: العراق في عهد المغول الايلخانيين، مطبعة العاني ببغداد، 1968م ص175 / الحلة / بيداء عليوي هادي: الحلة في العهد الجلائري، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية، ص24

5) حليم حسن الأعرجي: الأصول المنهجية في أنساب الأعرجية / محمد جعفر العبادي: الاصابة في تمييز نسب قبيلة عبادة وتفريعاتها العشائرية 1409 هـ - 1989 م ص 193 / يونس السامرائي : القبائل العراقية ج2 ص472

6) ابن فضل الله العمري المتوفى 749 هـ : التعريف بالمصطلح الشريف، تحقيق محمد حسين شمس الدين، طبعة دار الكتب العلمية بيروت، ط1 1408هـ-1988م، قسم: الرسوم في الكتب إلى أمراء العربان ص113

7) د.مراد صاريجك: نقابة الأشراف في الدولة العثمانية، ترجمة د.سهيل صابان، دار القاهرة، النقابة لدى المماليك ص85.

8) عبد الله بن فتح الله البغدادي : تاريخ الغياثي، دارسة وتحقيق: طارق نافع الحمداني، مطبعة أسعد بغداد 1975، ص8

9) عباس العزاوي: تاريخ العراق بين احتلالين ج2 حكومة الجلايري 738-814 هـ ، الدار العربية للموسوعات، ص346.

10) سليم محمود محمد العزي: الدر المضي في نسب بني العزي، ص49 / عبدالعزيز بن صالح المحمود: صفحات منْ تاريخِ المقاومة الشعبية 2/2 ، مقال في الراصد الالكترونية ، http://www.alrased.net/main/articles...rticle_no=6087 / حليم حسن الأعرجي:اللآلئ الخفية في نسب السادة بني العزي الاعرجية، ص23.

11) ناصر الدين محمد بن عبدالرحيم بن الفرات : تاريخ ابن الفرات، مجلد9 ج1، عنى بتحرير نصه ونشره د.قسطنطين زريق، المطبعة الأميركانية بيروت 1936م ، ص7

12) تاريخ العراق الحديث 1258 ــ 1918.
الجزء والصفحة : ص 110 ــ 114. المؤلف : د. أيناس سعدي عبد الله

13) موسوعة معارف/الشيخ سعد (مدينة)

14) حليم حسن الأعرجي : الأصول المنهجية في نسب الأعرجية / سليم محمود العزي: الدر المضي في نسب بني العزي / كرمة السيد علوان العزي مكتوبة في 1940م/ د.صلاح عريبي عباس العبيدي: عشائر كركوك دراسة في التوزيع والمتغيرات والمواقف، ص12