خريجين الهندسة والعلوم الهندسية الزراعية والطب البيطري والقانون

الدفاع عن الأحلام

تقييم هذا المقال
بواسطة أســــــــــــــد العراق, 23rd April 2023 عند 11:11 PM (442 المشاهدات)
الدفاع عن الأحلام أحد المعلمين يقول : انتقلت للعمل في مدرسة ابتدائية... منحني المدير تدريس ( الصف الثالث ) واستدعاني إلى مكتبه ، وقال لي : سوف أصارحك القول ، لدينا في المدرسة ثلاثة فصول ( الصف الثالث ) وهذا الموسم الدراسي ، قررنا مع باقي زملائك ، أن نجعل فصلين منهم ، يضمون أحسن التلاميذ ، والصف الثالث ، الذي هو فصلك أنت ، كل تلاميذه ، ميئوس منهم ، فإن استطعت أن تنتشل منهم ، ثلاثة ، أو أربعة تلاميذ ، فلك كل التقدير .... وإن لم تستطع ، فلا لوم عليك ، فحتى أولياء أمورهم ، يعرفون ضعف مستواهم.... يقول صاحبنا : دخلت إلى الفصل وسألت كل طالب " ماذا تحب أن تصبح عندما تكبر ؟". قال بعضهم ضابطاً ، وبعضهم قال طبيباً ، والآخر قال : مهندساً . ابتهجت في نفسي كثيراً وقلت : " الحمد لله أن أحلامهم لم تمت بعد" . في اليوم الثاني أعدت توزيع جلوس الطلاب ، بحسب مهن أحلامهم ، بحيث يكون الضباط ، بجانب بعضهم ، والأطباء بجانب بعضهم ، وكذلك الحال بالنسبة للمهندسين ، وهكذا . وكتبت لكل واحد منهم لقبه على كتابه . الضابط : محمد ! الدكتور عبدالله ! المهندس : خالد ! وبدأت أمارس مهنتي ، كمعلم لهؤلاء الطلاب ، وأنا واضع بذهني أنهم كغيرهم من التلاميذ ، وليسوا ضعفاء ، كما يوصفون . وبالطبع وجدت منهم من يخطىء ، ومن يتكاسل ، ومن لا يكتب الواجب ، الخ ... وهنا جاء دور العقاب . !! ولكن عقابي لهم ، كان مختلفاً تماماً ، فأنا لا أضربهم ، بل كنت فقط ، أسحب اللقب من المعاقبين ، وبالتالي أسحب منهم أحلامهم، وأجلسهم في مكان خاص بالفصل ، أسميناه "الشارع" مما كان يزعجهم ، ويجعلهم يضاعفون جهودهم ، للرجوع لمكانهم ، ولقبهم المفضل لهم . وبهذا الشكل ، ارتفع مستوى الطلاب في الصف ، و أخذوا يحلون الواجبات المنزلية ، أولاً بأول ، ويدرسون باجتهادٍ كبير ، وتنافس شريف ، وكنت أشجعهم أحياناً بهدايا ، كل واحد هديته ، تخص مجال حلمه . ومع انتهاء الفصل الدراسي الأول ، أحب كل تلاميذي الصف ، والدراسة ، والمدرسة ، والمدرس... وصرت نادراً ، ما أجلس أحدهم ، في"الشارع " وبنهاية العام والحمدلله ، فقد تفوق فصلي ، على الفصلين الآخرين ، وبفارق كبير .... سألني المدير ، وباقي الزملاء المعلمين : " بالله عليك ، قل لنا ما هي طرق التدريس ، التي غيَرت من هؤلاء التلاميذ ، ورفعت مستواهم ، بشكل خيالي ؟" فكان ردي : طرقي بالتدريس ، وأسلوبي ، لا يختلف عن أساليبكم ، أنا فقط ، " جعلت كل تلميذ يدافع عن حلمه " ******** *أيها المربون الفضلاء ، اجعلوا كل تلميذ يدافع عن حلمه ليخدم أمته *
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال