أخا العلمِ لا تعجَل بعيبِ مُصنِّفٍ * ولم تتيقَّن زلةً منه تُعرَفُ فكم أفسد الرَّاوي كلاماً بعقله * وكم حرَّف المنقولَ قومٌ وصحَّفوا وكم ناسخٍ أضحى لمعنىً مغيِّراً * وجاء بشيء لم يُرِدْهُ المصنِّفُ هذه أبيات متداولة بين العلماء في الكتب والمحاورات، وممن أوردها بهذا اللفظ: العلامة البهاء ابن السبكي في شرحه لتلخيص المفتاح المسمى بـ"عروس الأرواح" 1: 23. وأوردها شيخ الحنفية العلامة العلاء الحصكفي في مقدمة شرحه لتنوير الأبصار المسمى بـ"الدر المختار" 1: 8 الذي ألفت عليه الحواشي الشهيرة وأشهرها: حاشية فقيه الشام ابن عابدين، إلا أن عنده في البيت الثاني: "وكم حرف الأقوال". ومن أقدم مواضع ذكرها: "مجمع الآداب" لمؤرخ العراق ابن الفُوَطي الحنبلي (ت723) حيث ذكر في ترجمة عزّ الدين أبي محمد عبد الملك بن أبي جعفر بن بكري البصري الكاتب 1: 245، أنه قرأ هذه الأبيات بخطّه على كتاب، ووقع عنده في البيت الأول:"أخا اللب"، وفي الثاني:"حديثاً بنقله". وبعض من ذكرها جعل مطلع البيت الأول: "أخا العتب".