ناقشت "قمة الخليج للشؤون الدوائيّة" التي عُقدت في دبي يومي 6 و7 مارس 2023، أحدث المستجدات المتعلقة باللوائح التنظيمية والابتكارات الصيدلانيّة التي تتصدّر التحوّل الذي تشهده سلاسل التوريد الدوائيّة في مختلف أنحاء المنطقة، بمشاركة خبراء ومتخصصين في القطاع. وقد استقطبت القمة أكثر من 350 ممثلاً عن القطاعين العام والخاص، وأكثر من 55 من الخبراء في المجالين التنظيمي والقانوني، وقطاعات تصنيع وتوزيع الأدوية.

وشهدت القمّة مشاركة كبار المسؤولين في كلٍّ من وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات، ودائرة الصحة في أبو ظبي، ومجلس الصحة الخليجي من السعودية، والهيئة الوطنيّة لتنظيم المهن والخدمات الصحيّة من البحرين، ووزارة الصحة في سلطنة عُمان، حيث شاركوا أبرز المستجدات على صعيد الجهات المختصّة والسلطات التنظيمية الوطنيّة، بالتزامن مع الأهمية التي يشكلها الحدث في تعزيز الامتثال القانوني والتنظيمي.

وفي حديثه حول الجهود المبذولة بهدف توحيد اللوائح الصيدلانيّة وإرشادات الموافقة على الأدوية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي؛ قال الدكتور هاجد محمد بن هاجد، نائب مدير عام مجلس الصحة الخليجي، إن شركات الأدوية ستتعامل مع سوق خليجية واحدة بحلول عام 2025. مؤكداً أن خطة السوق الخليجية الموحدة ستكون بالتعاون مع اللجان الخاصة بتسجيل الأدوية في الدول الأعضاء، وسيتم الإعلان عنها خلال الربع الأول من عام 2023.
وتعدّ القمة أهمّ حدث استراتيجي لقطاعي الأدوية والرعاية الصحية على مستوى الخليج، في الوقت الذي يشهد فيه القطاعان نمواً مستداماً. ووفقاً لتقديرات ResearchAndMarkets.com؛ يحظى سوق الأدوية في الخليج بفرص نمو تصل إلى 20 مليار دولار بحلول 2025. وكشفت ورقة بحثية من مدينة دبي الطبيّة عن توقعاتها أن يحقق الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية في هذه الدول معدل نمو سنوي مركب 4.9% بقيمة تصل إلى 99.6 مليار دولار في 2023.
وقالت الدكتورة منى الموصلي الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة "بي ار ايه" للاستشارات، الجهة المنظمة للقمة: "أولت حكومات دول الخليج اهتماماً كبيراً لتعزيز قطاع الرعاية الصحيّة وفقاً لأفضل الممارسات العالميّة، في مجالات الوقاية والعلاج. وفي الوقت الذي يتمّ فيه استيراد 80% من الأدوية في دول المجلس؛ فقد اكتسب قطاع تصنيع الأدوية زخماً جديداً في المنطقة. ويعدّ تنامي الوعي والاهتمام بتعزيز اللوائح التنظيمية والصيدلانيّة والامتثال لها؛ عوامل حيوية لتسريع وصول المرضى إلى الأدوية، ووضع المنطقة كوجهة رئيسيّة للرعاية الصحيّة".

وسلطت القمة الضوء على الابتكارات والممارسات النموذجيّة في مختلف المجالات المتعلّقة بمسارات الأدوية والموافقات، بما في ذلك سلامة البيانات، والرقمنة، ونظام التتبع والتعقّب والتسلسل، ولوائح الملكيّة الفكرية. ومن أبرز الأحداث التي شهدها اليوم الثاني الإعلان عن حفل توزيع جوائز قمة الخليج للشؤون الدوائية 2023.

وصرّحت الدكتورة نجيبة الشيزاوي، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة "بي ار ايه" للاستشارات: "حظي مستوى الرعاية الصحية الذي تلتزم به دول الخليج حتى في ظل التحديات غير المسبوقة بما في ذلك الأمراض المعدية؛ باهتمام عالمي. وعلى مستوى دولة الإمارات؛ فقد كانت الأولى في العالم التي حققت نسبة تطعيم وصلت إلى 100% في أعقاب جائحة كوفيد-19. إن اللوائح التنظيمية والامتثال للممارسات الدوائيّة الفعالة، من شأنهما أن يشكلا إضافة نوعيّة إلى البنية التحتية المتميّزة للرعاية الصحية والمعايير الدقيقة التي طورتها دول الخليج بهذا الشأن".


وحظي ممثلو الشركات والهيئات الصحيّة في القمة بمجموعة واسعة من فرص التواصل، بما في ذلك الجلسات النقاشيّة المستديرة مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن، إلى جانب نظرائهم في دول مجلس التعاون الخليجي، للاطلاع على نهج السياسات والعمليات المعتمدة لدى السلطات المعنية.