ابوبكر الشادلي
تعـدد الـزوجـات و السـنة النبـوية
بواسطة ابوبكر الشادلي, 15th August 2021 عند 04:03 AM (299 المشاهدات)
مقـالـة اليـوم [ تعـدد الـزوجـات و السـنة النبـوية ] :
.
منقول...
يـردني كـل يـوم عـدة طـلبات ، عـن مـوضـوع [ تعـدد الزوجـات ] و هـل هـو [ سـنة نبـوية !!!!!!!!!!!!!! ] .
.
الجـواب :
إن تعـدد الزوجـات جـاء بالأصـل مـن أجـل [ حـل ] مـشـكلة اجتمـاعية هي : [ مشـكلة اليتامى ] في المجـتمع ، و لكـن دون : [ لمـس الأمـهات ] !!!!!!!!! .
.
بينمـا الفهـم الخـاطىء للآيات ، خـلق [ المشـاكل و خـراب البيـوت ] ، و كـأن الله تعالى يحـب أن تكون المشـاكل و خـراب البيوت ؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ، فكـلمة : [ الضـرة ] جـاءت مـن كـلمة : [ الـضـرر ] !!!!! .
.
مـلاحظـة هـامـة و هـامـة :
إن [ أول صـفحـتين مـن سـورة النسـاء ] ، الآيـات الكـريمـة فيهمـا [ تعـالجـان قضـايا اليتـامى في المجـتمع ] و فـي أسـلوب إنسـاني حضـاري راقـي ، و لكـن المسـلـمين مـن هـاتين الصـفحـتين أوجـدوا [ تعـدد الـزوجــات و خـراب البيـوت ] ، و ليـذهـب اليتـامى إلى الهـاويـة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
.
فـإذا مـا رجـعنـا إلـى [ الآيـة الـوحـيدة ] في الـقـرآن و هي الآيـة 3 مـن سـورة النسـاء :
( و - إن - خـفتـم ألاّ تقـسـطوا فـي اليتـامى - فـانكـحوا - مـا طـاب لكـم مـن النســاء - مـثنى و ثـلاث و ربـاع - فـإن خـفتـم ألاّ تـعـدلـوا ، فـواحـدة ... ذلـك أدنـى ألاّ تعـولـوا ) النساء 3 .
.
نـلاحظ في الآية مـا يلي :
1 _ إن : شـرطـية جـازمـة ، أي يجـب تـطبيق : [ الشـرط ] الذي في بـداية الآية بشـكل [ جـازم ] .
.
2 _ تقـســطوا فـي اليتـامى : فالشـرط الـذي يـجب أن يتحـقق مـن تـعدد الزوجـات هـو [
الاقسـاط في اليتـامى ] ، أي أن تكـون : [ الثـانية و الثـالـثة و الـرابـعة ] أرمـلة و عـندهـا [ أيتـام حصـراً ، لأن الغـايـة مـن كـل الآيـة هـو [ الاقسـاط في اليتـامى ] و لـيس زيـادة المـتعة الجـنسية عـند الذكـور بتعـدد الزوجـات ، فمـتى سـنفهـم عـلى الله تعـالى !!!!!!!!!!!!! .
.
3 _ فـانكـحوا : حـرف الفـاء هـو : [ جـواب الشـرط الجـازم ] ، و الآيـة تقـول : [ انكـحوا ] و لـم تقـل : [ فـتزوجـوا !!!!!! ] ، و النكـاح هـو : [ عـدم لمـس الأنـثى ] لأن الآية تقول صـراحـة : ( يـا أيهـا الـذين آمـنوا إذا - نكـحتـم - المـؤمنـات ، ثـم طـلقتمـوهن مـن قبل أن تمسـوهـن ، فمـا لكـم عـليهـن مـن عـدة ) الأحـزاب 49 ، أي الزوجـة [ الثـانية و الثـالـثة و الـرابـعة ] ممـنوع لمـسهـن ، لأن الحـالة هـي : [ نكـاح ] بـدون لمـس أو [ عـدة ] ، و ليـس : [ زواج مـع الـدخول ] لأن هـذا فـيه [ عـدة ] .
.
4 _ أدنـى ألاّ تـعولـوا : أي تـصـبحوا مسـؤولين عـن أولاد [ عيـال ] كـثيرين ، و هـم أولادكـم و الأولاد اليتـامى لبـاقي النسـاء ، عـند ذلك : [ تعـولـوا ] و لا تسـتطـيعوا النفقـة عـلى كـل هـذه [ العيـال ]
.
5 _ تقـول الآيـة : [ انكـحوا مـــا ] و لـم تقـل : [ انكحـوا مـن ] ، و حـرف [ مـا ] يســتخدم للـرمـزية ، و لـيس [ للبـشـر ] العـاقـلين ، فـلا نسـتطيع أن نـشـير إلى إنسـان و نـسأل [ مـا ] هـذا ، و لكـن نسـأل : [ مـن ] هـذا ؟ .
.
فلـو كـان القصـد هـو [ تـعدد الزوجـات ] ، يـجـب أن تكـون كـلمـات الآية : [ فـتزوجـوا مـن ] ، و لكـن كـلمـات الآيـة تقـول : ( فـانكـحوا مـا ) ، فهـل عـندنـا كـل هـذا [ الغبـاء ] فـي فهـم قـواعـد اللغـة العـربية ؟ !!!!!!!!!!! .
اسـمـعوا و عُـوا ، يـا عـلمـاء الأمـة :
عـندمـا قـدم رسـول الله صـلى الله عـليه و سـلم للمـدينة ، جـاءه [ المنـافقـون ] ، و سـألـوه سـؤالاً في مـنتهى المكـر و الخـداع هـو : مَـن أنـتَ ، و : مَـا أنـتَ ؟ .
فـأجـابـهم بمنتـهى العـبقـرية و الذكـاء :
_ سـألتمـوني : مَـن أنـت ، و [ مَـن ] سـؤال عـن الشـخصـية الانسـانية ، لـذلك جـوابي : أنـا مـحمـد بـن عـبد الله بـن عـبد المطـلب .
_ سـألتمـوني : مَـا أنـت ، و [ مَـا ] سـؤال عـن الرمـزيـة ، لـذلك جـوابي : أنـا عـبد الله و رسـولـه .
.
فهـل فـهمتم يـا [ علمـاء الأمـة !!!!!! ] ، الفـرق بيـن [ مَـن ] و بيـن [ مَـا ] ، قـبل أن [ تجمـعوا !!!!! ] عـلى تـعـدد الزوجـات ، و ينطـبق عـليكـم قـوله تعالى : ( و يـريـد الـذين يتـبعون الشـهـوات أن تمـيلوا مـيلاً عظـيمـاً ) النسـاء 27 .
.
6 _ خـفتـم ألاّ تعـدلـوا : المقصـود هـو [ العـدل ] في اليـتامى ، حسـب الشـرط الـوارد فـي بـداية الآية ، و لـيس [ العـدل ] بيـن النساء ، لأن [ العـدل ] بين النساء منـفيّ قطعاً في الآية التالية : ( و لــن تسـتطيعـوا أن تـعـدلـوا بيـن النسـاء و - لو حـرصـتـم - ) النساء 129 .
.
الخـلاصـة :
هـذه الآيـة ليسـت [ حجـة ] لتـعدد النسـاء كمـا يـزعمـون ، فالآيـة الكـريمـة لـم تتحـدث عـن [ الـزوجـة الأولـى ] ، و لكـن إذا أراد المـجتمـع أن يـرعى [ الأيتـام ] فيـه ، فيمكـن أن يتـم عـن طـريق [ النكـاح ] و هـو : [ عـدم لمـس الأمـهات ] .
_ و إذا لـم يتـحقق [ العـدل ] بيـن الأولاد الأصـليين و الأولاد [ اليتـامى ] ، فيـجب البقـاء مـع الأولاد الأصـليين ، فهـذا هـو [ الحـد الأدني ] كـي لا يكـون : [ عيـال ] كـثيرون لا يمكـن رعـايتهم، حسـب مـا تقول نهـاية الآيـة الكـريمة .
.
مـلاحظـة هـامـة جـداً :
إن أكـثر أنسـان حـاجـة لتـعـدد الـزوجـات ، كـان [ آدم ] عليه السـلام ، كـي تتكـاثر البشـرية بسـرعة في بـدايتهـا ، و لكـن الله جـعل لـه [ زوجـة واحـدة ] فقـط فقـط فقـط .
.
رسـول اللـه :
قـال لـي رجـل ديـن كـبير : [ إن الرسـول صـلى الله عليه و سـلم قـد عـدد الزوجـات !!!!!!!!! ] ، فقـلت لـه : [ إذا أصـبحت أنـت رسـول ، فعـدد الزوجـات ] ، فبهـت !!!!! .
.
_ يـجـب أن نمــيز بـدقـة بيـن : [ محـمد الرجـل ] و بين : [ محـمد الرسـول ] ، لأن محـمد [ الرجـل ] كـان عـنده زوجـة [ واحـدة واحـدة واحـدة ] فقـط ، و أكـبر مـنه بحوالي [ 20 سـنة ] و مـتزوجـة قبلـه مـرتين ، و كـان هـو فـي أوج شـبابـه .
.
و بمـا أننـا [ رجـال ] فقـط ، و لســنا [ رسـل و لا أنبيـاء ] ، فعـلينـا إن نقـتدي بمـحمـد [ الـرجـل ] و ليس محـمد [ الرسـول ] !!!!!!!!!!! .
_ فالـرسـول صـلى الله عليـه و سـلم ، عـدد الزوجـات لأسـباب : [ تخـص الرسـالة ] ، و الله تعالى يقول صـراحـة : ( مـا كـان للنـبي مـن حـرج فيمـا فـرض الله لـه ) الأحـزاب 28 ، و الـدليل الأكـبر ، أنـه فـي نهـاية الرسـالة ، نـزلت علـيه هـذه الآيـة الكـريمة : ( لا يـحـل لـك النسـاء مـن بـعد ، و لا أن تبـدل بـهن مـن أزواج و لـو أعجـبك حـسـنهن ) الأحـزاب 52 .
.
لكـم خالـص المـحبـة و التـقدير و الاحتـرام ، و بـاركَ الله بـكم و عـليكـم و أسـعـدكم في الـدنيا و الآخـرة ، مع خالص تحـياتي و شـكري لمشـاعـركم الرقـيقة ، و ســلِمتْ أياديـكم البيضـاء لتعـليقـاتكم ، فهـذا مـن ذوقـكم و كـرم أخـلاقكم ، و رزقكم الله جنّــات النعـيم و جعـلكم عـباده المقـرّبـين ، و صلى الله و سـلم على رسـوله الـكريم و عـلى آلـه و صـحبه أجـمعـين