حسن هاشم
لا تنعته بالغبي..إليك بعض الخطوات للتعامل مع طفلك إن كنت تراه محدود الذكاء
بواسطة حسن هاشم, 18th June 2021 عند 05:07 AM (296 المشاهدات)
إن توبيخ الأهالي المستمر للطفل محدود الذكاء بدافع التحفيز والتشجيع والنصح، لا يُولد إلا مشاعر اهتزاز الثقة بالنفس والفشل والعدوانية وغيرها من المشاعر السلبية التي تظهر على المدى البعيد بشكلٍ أوضح، ويصعب إنكار وجودها في شخصية الفرد.
في حين يؤكد الأخصائيين النفسيين على ضرورة استبدال الكلام الناقد الموجه للطفل بذاته، إلى نقد موجه للفعل الذي يقوم به أو للسلوك الخاطىء الذي يؤديه، كما أكدت الإحصائيات الدراسية أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة مليئة بالمقارنات والتوبيخ؛ فإن هذا النقد السلبي يؤثر سلبياً على نشأتهم ويجعلهم أكثر عُرضةً للإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية، كما يجعلهم انطوائيين ويُفضلون العُزلة عن الاختلاط بالمجتمع، لذا فمن المهم في علاقة الأهل بأبنائهم تجنب أي كلام سلبي أو توبيخ حتى وإن كان عن غير عمد؛ كما يجب الاعتراف بأثر هذا الكلام في حياة أبنائهم وتأثيره السلبي عليهم.
في هذا المقال سنعرض لك بعض الأفكار التي تساعدك على تنمية مهارات طفلك والتعامل معه بطريقة سوية نفسياً.
شجعه على خوض تجارب جديدة
من الخطأ الذي يقع فيه الآباء هو كبت تصرفات الطفل والتحكم في أفعاله طوال الوقت؛ مما يجعله يفقد قدرته على التصرف بتلقائية ويتحول إلى شخص متردد وكثير التفكير دون جدوى؛ لذا من الضروري أن تتيح لطفلك حرية التصرف وممارسة ما يحلو له مع وضع حدود للسلوك الذي قد يضره أو ينتج عنه ضرر وأذى عام، فتشجيع طفلك وإعطائه مساحة سيُظهر مواهبه ويُزيد من ثقته بنفسه ومن ثَم يؤثر عليه إيجابياً.
امدح مجهوده وليس قدراته أو مهاراته
أحياناً يبذل الطفل محدود الذكاء مجهوداً كبيراً لكن دون نتيجة مُذهلة؛ فالنتيجة تأتي على قدر اجتهاده وقدراته في نفس الوقت، وليس على قدر قدراته فقط أو اجتهاده فقط؛ لذا فمن المهم شعورك بالتقدير والامتنان لكل ما يبذله طفلك من جُهد حتى وإن جاء دون جدوى؛ فهذا التقدير سيعطيه ثقة بالنفس وسيجعل أداءه يتحسن مع مرور الوقت.
لا تخفه من الفشل وتجعله عائق له
عدم سماحك لسيطرة الشعور بالفشل على مشاعر طفلك لا يعني تهاونك معه أو التساهل مع فكرة فشله وتأخره؛ لكن المقصود من ذلك هو تصالحك مع تعثراته وإخفاقاته غير المقصودة والناتجة عن نقص خبرة أو كفاءة، فلا تسمح لنفسك بإهانته لفشله في ممارسة رياضة معينة أو حصوله على نتيجة سيئة في امتحانٍ ما؛ بل ابحث معه عن سبب الفشل واعمل على إصلاحه، ولا تيأس أبداً من تشجيعه وإظهار محاسنه أمام نفسه، وفي نفس الوقت لا تتساهل معه بشكلٍ مبالغ فيه، مبرّراً أنّه طفل محدود الذكاء، بل ضع عقابات واضحة عند صدور أفعال خاطئة ومُكررة عمداً.
ساعده على اكتشاف مواهبه
من المتعارف عليه أن جميعنا لدينا مواهب، البعض منا ينجح في اكتشافها، والبعض يظل تائهاً لا يعرف ما هي نقاط قوته أو مواهبه؛ لذا يأتي هنا دور التربية السليمة في اكتشاف الفرد لمواهبه، فالآباء لهم دور كبير في مساعدة الطفل منذ الصغر على اكتشاف مواهبه ونقاط قوته وتعزيزها؛ وذلك من خلال إعطائه الحرية والمساحة لتجربة أشياء جديدة ومختلفة، وعدم كبت تلقائيته أو نقد سلوكه بشكلٍ دائم، فإياك أن تستهين باكتشاف مواهبه منذ الصِغر؛ فقد يكون هذا سبب نجاحه في المستقبل أو تفوقه في مجال معين.
لا تسخر منه أبداً
مهما كان تصرف ابنك سيئ فلا تزد الموقف سوءاً بسخريتك منه والنزول إلى مستوى عقله أو سِنه، فمهما كان خطأه فهو طفل في النهاية وليس على خبرة وإدراك كافيين بما يفعل؛ لذا يجب عليه تنبيهه ونصحه والأخذ بيده حتى لا يُكرر خطأه، لكن نعتك له بالألفاظ السلبية وسخريتك منه وتهكمك عليه سيجعله يكتسب ردود فعلٍ سلبية منك ويُكررها لاحقاً في مواقف مختلفة، فالطفل مرآة أهله وما تفعله معه اليوم سيقوم به معك غداً، لذا احرص أن تترك أثراً إيجابياً داخله وأن تُكسبه مهارات التحدث وكيفية الرد والدفاع بدلاً من أن تسخر منه.
ساعده على تكوين ذكريات جميلة معك
إن مشاركتك لأبنائك في أفضل أوقاتهم سيجعلهم يشعرون للامتنان لك طوال الوقت، كما سيساعدهم على الإحساس بمشاعر المحبة والوِد ومن ثَم سيساعد ذلك في تنشئتهم بطريقة سوية نفسياً؛ وسيكونون مؤهلين على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة والمشاركة في أسرة سوية، لذا فلا تبخل بوقتك أو مجهودك على أبنائك، واعمل قدر الإمكان حتى تستطيع أن تُهيىء لهم أوقاتاً سعيدة ومرحة وذكرياتٍ جيدة تخلّد في ذاكرتهم.
شجّعه على ممارسة الرياضة باستمرار
إذا كان هناك بعض الأطفال لم يحظوا بالتفوّق الدراسي المرغوب من قِبل الأهالي، فيمكنهم تعويض ذلك بالنجاح في ممارسة رياضة معينة والتفوّق فيها، فمع كثرة واختلاف أنواع الرياضات بإمكانك اختيار الرياضة المناسبة لطفلك التي يستطيع النجاح بها، كما يمكنك اختيار الرياضة الأنسب له حسب ميوله وشخصيته؛ وإذا كنت متردداً في الاختيار، يمكنك أن تسأله عن ميوله وما يرغب في تجربته، أو يمكنك البحث عن مختلف أنواع الرياضات والتعرف عليها أكثر ومعرفة الرياضة الملائمة أكثر لشخصيته.
بعد أن يبدأ الطفل، سواءً أكان محدود الذكاء أم لا، في ممارسة رياضة معينة ستُلاحظ لياقته البدنية ومرونته على المدى البعيد إذا استمر في ممارستها، كما ستشعر بتطور ملحوظ في سلوكه وثقته بنفسه، فهناك فرقٌ كبير بين الطفل الذي مارس الرياضة من صغره والطفل الذي نشأ بدون ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة ليُفرغ طاقاته بها.
في النهاية، لا تنسَ أن أبناءك هم حصيلة ما تزرعه بهم، وهم نتاج ما تقوله لهم؛ إذا كنت ترغب بتربية أبناءٍ أصحاء نفسياً وأسوياء اجتماعياً؛ فاعمل دائماً على زرع الثقة داخلهم ولا تستهن بهم أو تقلل من قدراتهم.