حسن هاشم
التضليل في مسؤولية الغرب عن داعش || د. عمران كاظم الكركوشي
بواسطة حسن هاشم, 16th June 2021 عند 03:53 AM (227 المشاهدات)
خداع داعش امتد إلى المنظومة السياسية التي ارتأت أن تحول البوصلة من الخارج إلى الداخل، وبدلا من توجيه الاتهام للغرب وتكريس مسؤوليتهم تجاه هذا التنظيم الإرهابي ورغم اعترافهم رسميا بهذه المسؤولية فإن الأخوة السياسيين العراقيين اداروا ظهورهم للحقيقة واستغرقوا في التضليل السياسي عندما شكلوا لجنة للتحقيق نكلت بالقادة السياسين العراقيين، وكأنها مكلفة برفع الحرج عن الغرب وتحميل المنظومة العسكرية والسياسية (الغدر الغربي) المتمثل بتفكيك الأمن المحلي وتسليم أجزاء من العراق لداعش. ودخول داعش كان سيتم مهما كان من يحكم العراق لأنها تشكيل غربي اصلآ وعامل استخدمه التحالف لإعادة تفكيك واغراق المنطقة (وليس العراق فقط) في فوضى منهجية منظمة تدفع عن الغرب مخاطر الإستقرار لو حصل في العراق.
ووقع العراقيون في الفخ المنهجي الذي نصبه لهم الغربيون فروجوا لمسؤولية الحكومة عن سقوط الموصل واحتلال مدن عراقية أخرى من قبل داعش.
وتناول العراقييون الحادثة كأداة التنكيل بقادتهم وحكومتهم آنذاك فقدموا خدمة إضافية للمعتدي وازادوا في الجرح المعنوي للأمة المجروحة أصلا وتشوهت ورقة أخرى من تاريخ العراق.
أوباما وفريقه الذي أسس لداعش بشهادة (كلينتون) اعتبروا انها حلقة في النظام المجموعات الإسلامية المصنعة في البنتاغون ووكالة المخابرات والمؤسسات الأمريكية الأخرى التي يراد لها أن تربك مشهد الحياة بشكل كامل في العراق. والمنطقة بل والعالم لأن هناك ضريبة يجب أن يدفعها هذه المناطق طبقا لمعدلات القوة. وكانت الإطاحة بالنظام السياسي العراقي جزئيا وفي جزئه الأقوى المتمثل بالمالكي كرئيس للوزراء احد أهداف داعش التي لم تستطع الإطاحة بالنظام كله وعجزت عن دخول بغداد، إلا أنها أوكلت المهمة للجهل السياسي والتنمر الداخلي بين الأقطاب السياسية العراقية التي تبحث عن عناصر قوة تبقيها على خارطة التأثير حتى لو كان على حساب الثوابت الأخلاقية فانخرطت في توجيه الاتهام للداخل وكأنها تجامل على حساب الأمة والتاريخ وحتى على حساب الحقيقة. وإن كان هناك مبررات داخلية للتحقيق إلا أنها كان يحب أن تكون في إطار المسؤولية الأساس وهي مسؤولية الغرب عن صناعة داعش وتدمير العراق مرة أخرى.
سيبقى العراق يدفع ثمن التضليل السياسي الذي وقعت فيه القوي السياسية مادامت لاتضع هذا الملف في خانة التحالف الدولي وتطالبه بدفع تعويضات للخسائر الجسيمة التي لاتقدر بثمن من تاريخ العراق ودم أبناءه ورغبف الخبز بل التناحر العقائدي الذي سيبقى يضرب بمعوله مادامت داعش خارج التفاوض مع التحالف الدولي. وننصح الحكومة أن تفتح هذا الملف أمامهم عند مناقشة الوجود الأمريكي الذي كنا نعتقد أنه ضامن للأمن الوطني والتجربة السياسية التي تعد في احد مقولاتها الغربية نموذج ديموقراطي من صنعهم. ولكن يبدو أنهم انقلبوا عليه بواسطة دفقة الإرهاب الداعشي المقيت.