حسن هاشم
أثر ضعف الذاكرة على العمل أو الدراسة وكيفية التعامل مع هذه الأعراض بشكل صحيح
بواسطة حسن هاشم, 16th June 2021 عند 03:47 AM (303 المشاهدات)
مع ازدحام حياتنا اليومية بالعديد من الأمور كان من الطبيعي أن نسمع الكثير ممن حولنا يشكو من ضعف الذاكرة، لدرجة أنه أصبح من أكثر الأعراض شيوعاً التي تصيب الجيل الحالي، وعلى الرغم من انتشار هذا الأمر بيننا، إلا أنه يتضاعف ظهور أعراض ضعف الذاكرة لدى الطلاب والأطفال الذين يعانون من اضطرابات تعلم معينة؛ كاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه المعروف بـ “ADHD”، وكذلك الطلاب المصابين بمتلازمة داون وغيرهم، فنجد أنه على الرغم من شيوع وانتشار ضعف الذاكرة بيننا لأسباب حياتية ملموسة يومياً، إلا أن هناك العديد ممن يعانون من ضعف الذاكرة لأسباب أخرى مُلازمة لاضطرابات سلوكية.
سنتناول معكم مفهوم الذاكرة وكيفية عملها وتنشطيها حتى تستطيع تجنب أعراض ضعف الذاكرة.
ما هي الذاكرة؟
الذاكرة هي جزء من العقل تعمل على تخزين المعلومات واسترجاعها والاحتفاظ بمختلف الأحداث التي حدثت في الماضي للتحكم في ردود الأفعال التي ستصدر في المستقبل، كما أنها تتحكم بشكل ملحوظ في اكتساب المهارات الحياتية وتحسينها بدايةً من اكتساب اللغة الأم إلى مهارات التعامل مع الآخرين والتحكم في ردود الأفعال والدوافع حولنا؛ لذا فالذاكرة تلعب دوراً أساسياً في حياة الإنسان.
بعض أسباب ضعف الذاكرة لدى كبار السن
تعددت الأسباب لضعف الذاكرة لدى الكبار، ومن أبرزها:
1- أمراض الشيخوخة المختلفة مثل الزهايمر، أو بعض الأدوية المتعلقة بالأعصاب والتي تؤثر بدورها على الذاكرة.
2- اضطرابات النوم وكثرة المسؤوليات.
3- الإجهاد البدني وزيادة القلق والتوتر.
4- نقص في بعض الفيتامينات المسؤولة عن تنشيط الذاكرة، أو قصور في الغدة الدرقية وفقر الدم.
بعض أسباب ضعف الذاكرة لدى الشباب والأطفال
هناك العديد من الأسباب وراء ضعف الذاكرة لدى الشباب والأطفال منها:
1- تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز بشكل خارج عن إرادة الشخص، وذلك بسبب ضعف مراكز الدماغ المسؤولة عن إثارة التذكر؛ مما يجعل من الصعب على الشخص تذكر تفاصيل كثيرة، ويظهر هذا واضحاً في الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه؛ فسرعان ما يقوموا بنسيان ما درسوه أو تعلموه خاصةً بشكل أكاديمي.
2- أحياناً يكون بسبب نقص فيتامينات أساسية في الجسم ومسؤولة عن تنمية الذاكرة، لذا من المهم زيارة الطبيب كل فترة والاهتمام بعمل تحاليل الدم الكاملة وما يرشد به الطبيب؛ للتأكد من سلامة نسبة الفيتامينات المسؤولة عن الذاكرة في الجسم.
3- انشغال الفرد بعدة مواضيع فتجده يفكر في العمل والدراسة المتراكمة وراءه ومشاكله مع أسرته ومقابلاته مع أصدقائه وعطلة نهاية الأسبوع وما قام به في آخر اجتماع، وغيرها الكثير من الأمور التي تُزحم العقل وتجعله كثير التفكير طوال الوقت.
4- القلق والتوتر والإجهاد العصبي والاضطرابات العاطفية.
5- تناول بعض الأدوية والعقاقير التي تسبب النسيان أو لها تأثير على التركيز والانتباه.
6- أحياناً يكون السبب في ضعف الذاكرة هو تداخل الأحداث مع بعضها نتيجة حدوث أمور جديدة أو تزاحم المسؤوليات مع بعضها؛ مما يجعل من الصعب على الشخص تذكر كل التفاصيل الهامة.
بعد أن تعرفنا على أعراض ضعف الذاكرة ومدى تأثير ذلك واضحاً على العمل أو الدراسة بشكل سلبي؛ دعنا نتعرف على طرق تحدّ من ذلك.
خطوات عملية تساعدك على تحسين وتقوية الذاكرة
ركز انتباهك
الانتباه هو أحد المكونات الرئيسية للذاكرة، لكي تنتقل المعلومات من ذاكرتك قصيرة المدى إلى ذاكرتك طويلة المدى، فأنت بحاجة إلى التيقظ لهذه المعلومات والانتباه لها، لذا حاول أن تدرس في مكان خالٍ من المشتتات مثل التلفاز والموسيقى وغير ذلك من وسائل التسلية، وكذلك بالنسبة للعمل، إذا كنت تعمل من المنزل حاول أن تختار ركناً هادئاً يساعدك على التركيز، ويمكنك أن تطلب ممن حولك منحك بعض المساحة لتأدية أعمالك، وإذا أردت التفكير في بديل فيمكنك اختيار مقهى ثقافي ملائم في بلدتك وقريب من منزلك حتى تتمكن من التردد عليه باستمرار لإنجاز مهامك في هدوء وتركيز.
تجنب حشر المعلومات
من أكثر الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس خاصةً الطلبة، هي مراكمة المسؤوليات سواء كانت مهام عمل أو دراسة، مما يجعل الشخص يضطر إلى حشر المعلومات كلها على دفعة واحدة قبل معاد الامتحان أو التسليم، وبالتأكيد فهذا يجعل المعلومات تستقر في الذاكرة قصيرة المدى وسرعان ما يتم نسيانها؛ لأن الشخص لم يبذل جهداً كبيراً في الاحتفاظ بهذه المعلومات.
كما أن هناك بعض الأشخاص الذين يندفعون عند البداية في تعلم شيء جديد ويأخذهم الحماس ويحاولون إنهاء جزءاً كبيراً في المرة الأولى، وهذا خطأ كبير يجعل الشخص يصاب بالإحباط وخيبة الأمل، لأن لا شيء يحدث بين يوم وليلة، بل لا بد من الترتيب المسبق للأمر واخذه بالتدريج حتى تتمكن من إنهائه بشكل صحيح، وتضمن بقاءه في الذاكرة وقت طويل.
نظّم المكان من حولك
أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن تهيئة وتنظيم المكان من حولك قبل البدء في العمل أو الدراسة، يجعلك أكثر استرخاءً وتركيزاً، كما يُسهل على الذاكرة تذكر أماكن الأشياء المطلوبة منك، فعندما تبذل جهد في ترتيب الأشياء من حولك؛ ستشعر بفرق ملحوظ بعدها، لذا إذا كنت تريد أن تشعر بالتركيز والاسترخاء الداخلي، ابدأ بتنظيم المكان من حولك أولاً ولا تتركه عشوائياً أبداً.
اربط المعلومات الجديدة بأشياء تعرفها بالفعل
يمكن أن يؤدي ربط المعلومات إلى تحسين الذاكرة، فعندما تدرس مادة غير مألوفة لك خذ الوقت الكافي للتفكير في كيفية ربط هذه المعلومات بما تعرفه بالفعل سابقاً، من خلال إقامة روابط بين الأفكار الجديدة والذكريات الموجودة سابقاً، يمكنك زيادة احتمالية تذكر المعلومات المكتسبة مؤخراً بشكل كبير.
تَمرن قدر المستطاع
إن التكرار والتدريب على الأشياء الجديدة يجعلها تستقر أكثر في الذاكرة طويلة المدى، كما يضمن لك أداءً أفضل وشعوراً مؤكداً بالثقة والإنجاز، لذا فاحرص على التدريب عشرات المرات على الأشياء الجديدة الهامة التي تُقبل عليها، وستلاحظ أنك أصبحت أكثر خبرة ودراية بالأمر.
قم بتغيير روتين الدراسة الخاص بك
هذه طريقة أخرى رائعة لزيادة استرجاع بياناتك وهي تغيير روتين المذاكرة من حين لآخر، على سبيل المثال إذا كنت معتاداً على الدراسة في مكان محدد، فحاول الانتقال إلى مكان مختلف خلال جلسة الدراسة التالية، وإذا كنت تدرس في المساء، فحاول قضاء بضع دقائق كل صباح في مراجعة المعلومات التي درستها في الليلة السابقة.
إن إضافة أو استبدال عنصر جديد في الشيء الذي تفعله؛ سيُحسن استدعاءك وتذكرك للتفاصيل على المدى البعيد.
احصل على قدر كافٍ من النوم
من أهم العوامل التي نغفل عنها وهي أخذ القسط الكافي من النوم؛ فالنوم بمثابة فترة استرخاء للدماغ والجسم ما يُتيح الفرصة لذاكرتك أن تعمل بشكل أفضل، كما أظهرت الأبحاث أن أخذ قيلولة بعد أن تتعلم شيئاً جديداً يؤدي في الواقع إلى تغييرات ملحوظة في الدماغ، ما يساعدك على التعلم بشكل أسرع وتذكر الشيء الذي تعلمته في المرة القادمة.