حمزه غيثان جايد العامري
الدولة والبنائيه القانونية
بواسطة حمزه غيثان جايد العامري, 1st December 2020 عند 04:25 PM (737 المشاهدات)
الدولة وبنائيه القانونية
الكاتب : حمزه غيثان جايد العامري
نحن نعيش اليوم من الواقع الحكوماتي منذ عصر الجديد بعد عام 2003 لدولتنا العراقيه العزيزة في دوامات تصل الى حد الصراعات القوى ومجاميع مكونه من البنية الاجتماعيه لشعب تقودها قيادات دينيه او سياسيه او تعبيه لجهات خارجيه كأنقاض من خلايا الحزب المنحل والدول المجاورة والانتهازية والمرتزقة , وهذه القوى غالبا تتقلب بين الادوار تارة تنادي بالاصلاح ومن جهة اخرى تكون عنصر فعال ومنشأ لفساد
ومن الفكاهه الساذجه ان الجميع يطالب بالاصلاح والتغيير الفوري والشامل في ألية واسلوب الادارة الدوله وتبديل الاشخاص واعادة لدوله هيبتها , ولايعترفون بفشلهم في اقامة دوله لها كيانها السيادي والقانوني مؤسساتيه نابعه من اراده الشعب , ومن المفارقه اليوم ان الشعب مصدر الفوضى وانعدام المسؤولية ويسعى الى تدمير كيان دولته , وربما يقول البعض الشعب مغلوب على امره فكثافه التيارات الحزبيه والدينيه هي التي قامت بالفوضى وتغذيتها والبعض الخر يوعز هذا الى تكالب الدوله العضمى وفي مقدمتها امريكيا واسرائيل , اليس من يرفد تلك التيارات بالموارد البشريه والاشخاص هم من ابناء الشعب , اليس من يقوم بالعمالة لتلك الدول هم من ابناء الشعب , حيث لا ننسى مقولة العقاد الشهيره ((انا اتحدى امريكيا واسرائيل ان تفعل بنا مافعلنا بانفسنا )) فاليوم توصف الدولة العراقية بالدولة الرخوة.(1)[1]
- ما هي الدولة الرخوة؟
كلمة رخوة تعني هشة.. لينة.. كما يعني مفهوم رخاوة الدولة انتشار الفساد والرشوة، فالرخاوة تساعد على أن يصبح الفساد والرشوة نمط حياة، بل تساعد على أن ينتشر الفساد في مؤسسات هي بطبيعة وجودها جدار عازل ضد الفساد، مثل القضاء والشرطة والجامعات والصحافة، وغيرها..
والدولة الرخوة هي التي تنوب عنها حكومة تصدر القوانين، لكنها في الغالب لا تطبقها، ليس لما بهذه القوانين من ثغرات، ولكن لأن الكبار في الدولة لا يبالون بالقوانين ولا يحترمونها، لأن لديهم من المال والسلطة ما يحميهم منها، أما الصغار فهم يتلقون الرشاوي لغض البصر عن القانون.
- لماذا تصاب الدولة بالرخاوة؟
بسبب تمتع الطبقة العليا بقوة تستطيع بها فرض إرادتها علي سائر فئات المجتمع، وهي وإن أصدرت قوانين وتشريعات تبدو وكأنها ديمقراطية وعادلة في ظاهرها، إلا أن لهذه الطبقة من القوة ما يجعلها مطلقة التصرف في تطبيق ما هو في صالحها، وتجاهل ما هو عكس ذلك.. كما أن أفراد هذه الطبقة لا يدينون بالولاء للوطن.. بقدر ما يشعرون بالولاء لطبقتهم وعائلاتهم ومحاسيبهم.
ما أهم سمات ومواصفات الدولة الرخوة؟
1. سيادة الفساد كقانون داخلي..
2. تعانى من ترهل الذي يستأثر باختصاصات عديدة..
3. ويضيق خناق المبادرات الفردية..
4. يبدو جهازها الإداري عاجزا عن القيام بهذه الاختصاصات والمهام لوقوعه فريسة عدم الكفاءة..
5. وانتشار الفساد والمحسوبية..
6. والانصراف للحصول على مكاسب وريوع خاصة من وراء الوظيفة العامة..
7. والخضوع لأصحاب النفوذ..
8. النسبة الغالبة للثروة ذات طابع ريعي أو طفيلي أو غير إنتاجي..
9. عدم احترام القانون..
10. غياب السعي للمصلحة العامة..
11. وانعدام الرؤية الإصلاحية والتخطيط المحكم والرقابة الفاعلة.
12. عدم الخضوع المستمر لتقييم ومحاسبة المواطنين أو ممثليهم الحقيقيين.
13. لا تلتفت الحكومة وأجهزتها المختلفة لأي من المقالات الناقدة التي تنشر في الصحف.
ما النتيجة التي تؤول إليها الدولة الرخوة؟ يشكل وجود مثل هذه الدولة عائقاً حقيقياً ضد جهود التقدم والتنمية.
فما يتعين اتخاذه من خطوات إصلاحية حقيقية لتغيير نظام هذه الدولة ؟
هنالك عدة خطوات مبدئيه في تغيير الواقع الدوله وادارتها
1. تقليص حجمها..
2. وتخليصها من مهامها ووظائفها غير الجوهرية..
3. وتركيزها على رسالتها الحقيقية..
4. ورفع كفاءة القائمين عليها وحسن اختيارهم..
5. وإنفاذ القوانين بكل صرامة وعدالة..
6. ومحاربة الفاسدين كباراً وصغاراً..
7. وكبح جماح النفوذ والمحسوبية.
* السؤال هنا هل من السهل تنفيذ هذه الخطوات مع وجود نصوص الدستور ونفوذ تلك القوى والتيارات الحزبي’ ودينيه وتبعيه والقوى الدولية العظمى ؟
[1] . أول من استخدم مصطلح الدولة الرخوة هو الاقتصادي السويدى (جونار ميردال) الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام ١٩٧٤.. في أكثر أعماله قيمة وأكبرها حجماً، بعنوان «الدراما الآسيوية - بحث في فقر الأمم»، والذي نُشر عام ١٩٦٨.. حيث يري أن الدولة الرخوة هي سبب أساسي لاستمرار الفقر والتخلف.