مـصطفى

رساله بسيطه

تقييم هذا المقال
بواسطة مـصطفى, 19th October 2020 عند 07:18 PM (401 المشاهدات)
رغم قناعتي بأهمية الرد على الاتهامات ودحض الشبهات وأن هذا هو الأصل في مواجهة الشبهات، إلا أن ذلك لا يعني أن انحرف وراء الردود فيكون ذلك هو شغلي الشاغل
لذا اقول: إذا لم تكن الشبهة مؤثرة على مجموعه معينه، وإذا كان الرد يجر إلى منكر أشد، أو كان يؤدي إلى امر مذموم، أو لم يكن منطلقاً على أساس من تقوى الله وطلب الحق، فإن السكوت هنا أولى وأجدى، وهنا يحق لي أن اردد قول القائل:
إذا الكلب لا يؤذيك إلا بنبحه
فدعه إلى يوم القيامة ينبح
وقول آخر:
ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً
لأصبح التربُ مثقالاً بدينار

ولو أردت الاستقصاء في الرد على الشبهات التي يوردها المحصون، لوقعت في المتاهة النفسية التي تراد لي، ويكون ثمة انشغال عن وجوه النفع التي انا ماضً في جلبها وتحصيلها كل يوم.
ولست اضيق صدراً بنقد يوجه لي ولا ادعي أن الله قد حكر لي الصواب
والأساس في ردي هذا لكل ملاحظة وجهت وتوجهت لي،
ويقول الشافعي:
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مجيـباً
يزيد سفاهة فأزيد حلـماً *** كعود زاده الإحراق طيباً
إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عـنه *** وإن خليته كمداً يمـوت
ويحكى أن رجلاً من عامة الناس شتم الأحنف بن قيس فلم يرد عليه ومشى في طريقه، فمشى الرجل وراءه وهو يزيد في شتمه، فلما قرب الأحنف من قبيلته وقف وقال للرجل: إن كان قد بقي معك شيء قله كي لا يسمعك أحد في الحي فيؤذيك.
ففي بعض الأحيان يجد الإنسان أن شقة الخلاف بينه وبين الطرف الآخر كبيرة جداً، وأن هناك اختلافاً على أمور أساسية عدة لا يسمح الوقت بمناقشتها، أو تكون مناقشتها مع هذا الشخص بالذات تضييعاً للوقت، وتبديداً للجهد، عند ذلك يكون من الأفضل إقفال المناقشة بطريقة لبقة ذكية تشعر أن الطرف الأول لم ينسحب عجزاً، أو يترك النقاش هزيمة.
كما ينصح بإقفال المناقشة إذا لم يكن الشخص الآخر جاداً، باحثاً عن الحقيقة، أو كان دون المستوى المطلوب للخوض في الموضوع محل النقاش.
ويقول الشافعي:
وجدتُ سكوتي متجراً فلزمــتُه ***إذا لم أجد ربحاً فلستُ بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجرٌ *** وتاجرُه يعلو على كل تاجـر5
إن للرد على الشبهات هدفاً، كما أن للسكوت هدفاً، وهدف الرد أو السكوت هو تبيان الحق وإظهاره ودحض الشبهات وطمس آثارها، ولذلك ينبغي للدعاة أن ينظروا في أي الأمرين (الرد أو السكوت) يحقق لهم هذه الأهداف، وعندها يقررون ما يرونه مناسباً لهم ولدينهم ولدعوتهم.
وصدق الشافعي حينما قال:
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهـم *** إن الجواب لباب الشر مفتـــاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف *** وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحأما ترى الأسود تخشى وهي صامتـة *** والكلب يخسى لعمري وهو نبـاح
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال