زفير

حوار في مفاهيم الحب ( بين نقيضين ) قصة قصيرة

تقييم هذا المقال
بواسطة زفير, 29th May 2020 عند 03:10 PM (1010 المشاهدات)
حين خلوة
في زمن مختلف
ومكان مختلف
هناك من يفسر الحب بصورة مختلفة عن ما نعرفه



قال
مرحباً يا صديقي

قلت
اهلاً .. كيف حالك

قال
بخير... ماذا تفعل

قلت
اكتب . لا شيء اخر

قال
وماذا تكتب

قلت
لا شيء مهم ... مجرد خواطر عابرة

قال
ولمن تكتب تلك الخواطر

قلت
لي ... او ربما لها

قال
هناك امرأة في الموضوع اذاً

قلت
وهل من وحي دون الانثى

قال
هي حاضرة اذاً

قلت
ولم اكتب ان لم تكن حاضرة

قال
اسمعني شيء مما تكتب

قلت
لم يعد ما اكتبه ملكي اصبح ملكها هي وحدها

قال
اذاً دلني عليها فاذهب واسمع واسمع منها ما كتبت لها

قلت
ليتني اعرف لها طريق فأخبئه عن اعين الناس

قال
الم تقل انها حاضرة

قلت
نعم

قال
وكيف لا تعرف للحاضر طريق

قلت
هي موجودة هنا وهنا
( وأشرت الى رأسي وصدري )

قال
اذاً هي فكرة ليس الا ... او مجرد شبح

قلت
وماذا تعرف عن الاشباح لتصفها هكذا

قال
اعرف انها كائنات غير ملموسة وقد تكون من الخرافات

قلت
ربما ولكن ليس شبحي فهي مختلفة

قال
صف لي حبيبتك الشبح

قلت
هي ليست خرافة كما تزعم بل روح اخرى لي . تزورني في كل وقت . وتسكنني لتسكننوبات جنوني ربمى لا اراها لكني اشعر بها

قال
احقاً تشعر بوجود شبح يسكن معك

قلت
نعم يسكن في داخلي

قال
هذا جنون

قلت
هذا حب

قال
ارجوك دعني من هذا الحديث فأنت تخيفني . لنعد الى الاوراق والاقلام

قلت
ما اكتبه على الورق هو شبح هوة شبح لحبر

قال
لا تعد بي لهذا الحديث المخيف

قلت
حسنا

قال
كم كتبت لها من رسائل واشعار

قلت
مجلدات ... ربما

قال
وهل قرأتها كلها

: (لم اجد غير الصمت ملاذا)

قال
لم لا تجيب

قلت
لا املك جوابٍ لسؤالك

قال
تريد ان تخبرني بان كل ما كتبت لم يصل اليها

: اخرسني الصمت مرة اخرى

قال
ان كنت متيقنا بان كل هذا الجهد بالكتابة لم يصل الى حدود عينيها حتى ... لم تتعبنفسك فيه .
ام ان كل هذا لأرضاء غرورك بالحب

قلت
لا اعلم ولا اريد ان اعلم

قال
ألهذا الحد تحبها

قلت
لا حدود لحبها

قال
ولكن هي لا تشعر بحبك . ربما لا تعرف بوجودك حتى

قلت
هي كالأزهار رقيقة وكيف للأزهار
ان لا تشعر بنسمات الهواء حين
تداعب بتلاتها

قال
آها اذا كانت امرأة حقيقية وحب متبادل فانا اشم رائحة فراق ...

قلت
الفراق ... ذلك الموت البطيء

قال
عجبا . ان كنتما عاشقين لم
تركتما بعضكما

قلت
تجري الرياح يا صديقي

قال
هل كنت تكتب لها قبل الرياح
( عذاراً) الفراق اقصد

قلت
كلا ... وتباً للأبحار جعلني مدمنا


(حملق بي مطولاً كانه ينظر الى )
(الهوة السحيقة التي اغوص بها)

قال
انت تضيع في غياهب الادمان

قلت
واضيع بالذكريات

قال
اخبرني عن تاريخ ذلك الحب
او الادمان بعبارة ادق

قلت
كنت صبياً مراهق والان تغطيني
والآن تغطيني حقول القطن . اخشى
اخشى انني نسيت

قال
لست كبيراً جداً لا زلت قوياً
يا رجل . هيا هيا اخبرني عن ذلك
الحب فالفضول بداء ينهشني

قلت
لا اذكر ولا اريد

قال
تذكرها ولا تذكر تفاصيل حب بحجم عمر ... هذا زهايمر من نوع غريب

قلت
لم انس ولكن اتناسى
لا اريد الخوض في تفاصيل قد
لا تفهمونها انت الشباب

قال
حسناً لك ان تبقى وحيداً
في زنازين الماضي بينما يفوتك
الكثير الكثير من العمر والمتعة

قلت
عذراً لا اعلم عن المتعة حسب رؤياك شيء.كل ما اعرفه عنها في ما مضى. هي عيونمن احب . اذ تكفي نظرة واحدة لترفع اوزاري وتصهرني بلذة غريبة

قال
هذا جنون

قلت
بل هو تعقل

قال
اين التعقل في ترك كل هذه الاقداح والنساء والدخان والتمسك بأنثى واحدة...
ما تتحدث عنه يا صديقي اجهاد للبصر والعقل ليس الا فلم علي ان احب امرأة واحدةبينما استطيع ان املك اكثر

قلت
ما تتكلم عنة عبادة ملذات ليس الا

قال
وما الحب بنظرك

قلت
اخلاص . وفاء . صدق . تسامي عن الشهوات

قال
وهل علي ان الغي شهواتي عندما احب

قلت
لم اقل هذا ... انا فقط اعرف الحب بمفهومي

قال
حسناً ... اخبرني عن محبوبتك قليلاً

قلت
ماذا تريد ان تعرف عن سري

قال
هل هي جميلة

قلت
عن اي جمال تتحدث

قال
وهل للجمال معنى اخر غير الجمال

قلت
لا ولكن الجمال يختلف من عين لأخرى

قال
هل تتهرب من الاسئلة المباشرة بإجابات ملتوية . او هكذا اشعر

قلت
انا لا اتهرب من الاجابة . فقط طلبت تحديداً للجمال بنظرك

قال
ها انت تحول الاجابة الى سؤال وسأجيبك ...
كنت اسأل عن اوصاف حبيبتك

قلت
وفيما يهمك وصفها . اقصد ما الفارق ان كانت سمراء ام شقراء
طويلة ام قصيرة
ذات عينين سوداوين ام ملونة
المهم اني احبها ... احبها كما هي

قال
هروب اخر من سؤال اخر

قلت
ارجوك كن صبوراً معي فانت لا تعلم ما يصيبني عند ذكرها

قال
اخبرني ما الذي يصيبك علني افهمك

قلت
اهيم ... ليس الا... هذا ما يحد

قال
الا ترى ان هذا هوس يا صديقي

قلت
لم تقل ذلك

قال
ان تهيم بامرأة هجرتك هذا هوس . لا بل جنون

قلت
لكنها لم تهجرني

قال
فكيف افترقتما

قلت
التقاليد البغيضة. بت اكره قبيلتي وأعرافها
لا بل أكاد اكره عروبتي حتى

قال
وهذا ما يثبت نظريتي بالحب

قلت
اي نظرية

قال
الحب المتعدد وعدم التعلق بسيدة معينة ام نسيت هههههه

قلت
هذه فوضوية

قال
انت عنيد متحجر العقل تشبه الا حد ما قبيلتك

قلت
انا انسان ادرك معنى الحب

قال
حب اخره . فراق . دموع . جنون كما ارى عليك . مغامرة لا طائل منها

قلت
كل الحب جنون وهذا اجمل ما فيه
ويتخلله دموع وسهاد وهذى ملحه . وليس كل حب ينتهي بفراق وهذا ما يجعلهمغامرةشيقة لا نعرف خاتمتها

قال
الحديث معك يدخلني عالم المجنون

قلت
انت من اراد دخول عالمي

قال
وان لم اتراجع سأجن

قلت
حسنا لننه الحديث . فلا كلامك يقنعني ولا انت تدرك ما اعني حتي يصيبك الحب . وتذكرحين يصيبك الحب الحقيقي سأكون موجوداً لأسمع منك ... او لا اكون . من يدري....


ودعنا بعضنا على امل حب حقيقي


( انتهى )
( يوليوس )
( علي الساعدي)
10/آيار/2020
ملاحضة
نشرت في قسم السطور بتأريخ
15/آيار على اجزاء
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال